قلت فى نفسى وأنا حزين ( ده كلام .. شوية صغار يضحكوا علينا ) عندما قرأت الخبر الذى سار كالنار فى الهشيم ونشرته جريدة "اليوم" السعودية عن قضية الجاسوس المصرى المتهم بالتخابر لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلى وتلقّفت مئات المواقع الإلكترونية الخبر الذى مفاده ( أن المتهم "طارق عبد الرازق عيسى حسن" كان السبب الرئيسى فى إقالة الدكتور محمود أبو زيد، وزير الرى السابق، من منصبه كما تجسس على عدد من المكالمات الهاتفية السرية لأجهزة الأمن المصرية، وسربها إلى العاصمة الأمريكية واشنطن. وذكرت الصحيفة أن التحريات أشارت إلى أن المتهم قام أول مارس الماضى بتسجيل مكالمات، غاية فى السرية، حول اتفاقيات مياه النيل بين مصر ودول حوض النيل، وعن نوايا وتوجهات الحكومة المصرية لمعالجة الأزمة فى بدايتها وقبل إثارتها إعلاميا، وتسريبها إلى إسرائيل لتصل إلى الرئيس مبارك بعد يومين عن طريق رئيس وزراء إسرائيل، ما كان سبباً فى إقالة الوزير. وتضمنت مكالمات وزير الرى السابق، محمود أبو زيد، مع رئيس الوزراء، ووزير الزراعة، ووزير الخارجية، حول أزمة مياه النيل مع دول حوض النيل، خاصة دولة المنبع "أثيوبيا" ومنها معلومات فى غاية السرية، وبعد أيام قليلة فوجئ الرئيس مبارك بعلم رئيس وزراء إسرائيل أثناء لقائهما معا بأدق تفاصيل خطة مصر لاحتواء الأزمة، وهو ما تسبب فى غضب الرئيس مبارك – حسبما قالت الصحيفة السعودية - وأصدر مبارك قراراً فورياً يوم 12 مارس الماضى بإقالة أبو زيد وتعيين د. محمد نصر الدين علام بدلا منه ) . ويكفى لتفنيد الخبر أن نقول أن وزير الرى السابق ترك منصبه فى مارس عام 2009 م وليس مارس الماضى ، ففى مارس الماضى كان الرئيس مبارك فى رحلة علاج فى الخارج فى خلال معظم أيام شهر مارس الماضى ، وفى عام إقالة الوزير 2009 م وفى خلال شهر مارس كان هناك تشكيل حكومة نتنياهو الجديدة والتى أقسم اليمين يوم أول – كذبة – أبريل 2009 م ، وزار - نتنياهو - مصر لأول مرة بعد أكثر من عشرة أيام من بداية شهر مايو ، وأعتقد أنه – ولست متأكداً – خلال مارس من نفس العام لم يقابل الرئيس مبارك أى رئيس لوزراء إسرائيل حيث كانت هولوكست غزة لم تبرد مآسيها بعد .
التعليقات (0)