خصوصية شركية
بالأمس القريب تداعى السعوديون خاصةً رجيع الصحوة بمواقع التواصل الاجتماعي متباكين مهللين منادين بضرورة التدخل والحسم والحزم لكي لا تكون فتنة ، تدخلهم ذلك ذكرنا بعنتريات أوردوغان وقطيعه ابان انطلاقة الثورة السورية العادلة التي لولا المرتزقة وعنتريات دعاة النُفرة والنفير ما تمزقت سوريا لاشلاء ، يتسأل البعض ما هو سبب تداعي المواطنين الذين يظنون أن الله لم يهدِ سواهم ؟ السبب مُخجل فهناك شجرة زارها بعض المعتمرين الذين وفدوا إلى البلاد لغرض العمره فقبلوها ومسحوا على جذعها بقطع القماش ظناً منهم أن تلك الشجرة هي ذاتها التي استظل بظلها النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، ظنُ قادهم إلى عمل شيء يراه البعض شركاً وكُفراً وسبب ذلك الظن حُبهم للنبي وارتباطهم بكل شيء امتدت إليه يده الشريفة او ارتبط به ، الجميل في الأمر أن تداعي البعض كان لطيفاً وأكثر لُطفاً فالمطالبة لم تتعدى إزالة تلك الشجرة وتغيير معالم الأرض وهذه مرحلة فكرية متقدمة نحمد الله عليها ونُغبط عليها فلم نسمع دعوات تطالب بقطع رؤوس من ارتكب خطيئة تقبيل الشجرة المذكورة فالله الحمد والمنه على ذلك ، ما يراه البعض شِركاً يُعد عند أخرين أمراً عادياً لا شيء فيه إذا كانت النوايا سليمة وما يظنه البعض كُفراً فعند أخرين أمرُ عادي لا شيء فيه ولا يقود صاحبه إلى الكُفر الذي بسببه يُستحل المال والعرض والدم ، لو وضعنا مقاييسنا بكفه ومقاييس الأخرين بكفه لرجحت كفة الأخرين الذين يجمعهم بنا شهادة الا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، مقاييسنا المحلية لا تصلح أن تكون مقاييس عالمية فلكل مجتمعِ خصوصيه وهذا ما يؤمن به بعضنا في قضايا ويكفرون به في قضايا كثيرة فأين الخصوصية التي يؤمنون بها عند ممارسات لا تضر أحداً لا من قريب أو بعيد ، معضلتنا الحقيقة تكمن في محاولات جعل العالم نسخة طبق الأصل منا وتكمن أيضاً في محاولات زرع مفاهيم وقتل أخرى بشتى السُبل والطرق ،تلك المحاولات يؤمن بها البعض ويؤيدها من غلب عليه الجهل فنحن لسنا الوحيدون المسلمين على هذه الأرض ، وطننا مفتوح للجميع لأسباب دينية وتنموية وتعليمية وطبية وهذا يعني مجموعات عرقية وثقافية متنوعة ستفد بتراثها وخصوصيتها إلينا ،علينا ان نكون أكثر وعياً وتقدماً ونحتضن من وفد إلينا دون محاولات تصحيح أو توضيح أو مضايقة بأي شكلِ من الأشكال فكل الطرق تؤدي إلى الله طالما النوايا سليمة وهذا هو الأساس الذي يجب أن نُعيد التفكير فيه والعمل عليه .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)