خســــاره ياعــــــرب
أي وقت هذا الـذي تعيشون...؟ يـا امـة العــرب... يا امــة شرفـــــــها اللــــه بأن انزل على أرضها كل الشرائع والرسالات السماويه...وقال فيكم في كتابـــه الكريم ((وكنتم خير امة أخرجت للناس ... تأمرون بالمعـــــروف وتنهون عن المنكر.. وتؤمنون بالله )) .
يا مهبط الوحي على خير البشر ...دماؤكم تسيل ...ثرواتكم مهدورة.. بلدانكم ضعيفة ... شعوبكم مهجره... يبدو أن البذرة التي زرعها أعداؤكم منذ زمن قـد أينعت...واعطــــت ثمارها في لعبة التفرقةالطائفية...وافتعال الأحداث...لإلهائكم...وتحطيـم حضارتكم التي مــلآ نورهــا الكــون . كنتم تتفاخــرون بانتمائكــم إلى أرضكم وأمتكم...مؤمنين...تنشرون الإيمان والعدل والإصــلاح. أمــا اليــوم ...فقد تمــزقتــم ...وتبعثرتم...وتعددت انتمائــاتكم...فمنهــا القومي ...والـقطري ...والديني... والمذهبي ...والمناطقي ...والعشـائــري... والحزبـي..... وتكاثـرت أضدادكم ...فتصادمتم وهــم يتفرجــون .
خســـــــاره يــــــــاعرب
كان د م المسلم على المسلم حرام ....((ومن قتل نفسا بغير نفس او فسادا في الارض فكأنما قتل الناس جميعا)).
هذا كلام الله سبحان وتعالى...الذي كرم النفس البشرية اعظم تكريم
وقال رسوله صلى الله عليه وسلم(( الناس كلهم سواء كأسنان المشط)
وكانت من قيمكم احترام الاخرين ... واحترام الاديان التي تعايشت معكم
على مدى التاريخ... ومنذ نزول الرسالات ... مبتغين في ذلك مرضاة الله ورسول (ص) الذي يدعوكم الى المحبة والتسامح ونبذ الفرقة .
اما اليوم... فأصبح المسلم يذبح اخاه المسلم ... على قارعة الطريق .. وكما
تذبح الخراف...وهو يردد... الله اكبر ... لقد رفعت من قلوبكم الرحمة ...
واريقت دماؤكم في صدامات مع الاديان الاخرى... وضاعت الانفس والاموال... وهجرت الاسر .
خســــــاره ياعــــــرب
كان الجار منكم اخا لجاره ...يأمنه على اهله وماله... ومن مكارم اخلاق
العرب انهم كانوا يفضلون الجار الجنب على الاخ... وقال رسول الله (ص) (( ما زال جبريل يوصيني بالجار ..حتى ظننت ان سيورثه ..)) .
وكان الشاعر العربي يقول :
ناري ونار الجار واحدة واليه قبلي تنزل القدر
ما ضر جارا لي اجاوره ان لا يكون لبابه ستر
فالمجتمعات العربية والاسلامية كانت موحدة يسودها الحب والايثار والتكافل الاجتماعي.
فقد كانت الارامل عندهم مصانة اعراضهن ...ويتباهى الخيرون واصحاب المروءة بحمايتهن والذود عنهن ... وكذلك الامر بالنسبة لليتيم... فقد كان عزيزا بين اهله وذويه ... يحيطونه بالعطف والحنان حتى ينشأ ويكبــــــــر كغيره من صبية القوم... وقد اوصى الامام علي (رض) حيث قال (( الله... الله في الايتام ...فلا تغبوا افواهكم... ولا يضيعوا بحضرتكم )) .
اما اليوم ... فقد ذلت الارامل في دياركم ...بعد فقدهن المعيل ...واصبحن يندبن وامعتصماه... ولا من مجيب...وامتلات بهن ارصفة التسول..وخانات
الانحراف... والايتام يجوبون الشوارع والساحات بلا مأوى...يتسولون وينحرفون...بعد ان تضاعفت اعدادهم بسبب الارهاب والتفجيرات والحروب التي ليس لها نهاية ... والوضع الامني المتردي...واصبحوا في متناول جماعات الجريمة والانحراف .
اما الجار..فاصبح غيرامن في داره... ومحضوض من يأمن اذى جاره.
خـــــــسـاره يا عــــــــــــرب
كانت جوامعكم .. وكنائسكم...ترفع اسم الله... وتدعو الى الايمان والرحمة والمغفرة والصلاح ...تعلم الناس القيم واصول الدين...وتفوح منها عطــر الفضيلة ومرضاة الله... فتطيب العقول وتطهر النفوس...
وكنتم تعلمون ابناؤكم الكرم والمحبة والتالف ونكران الذات وحب الارض والدفاع عنها واحترام كرامة الانسان...وكنتم تعلمونهم قصة العصي المربوطة التي لا يمكن كسرها ...بما فيها من حكمة ...ودعوة الى التوحد...
اما الان...فقد تفرقت عصيكم ...وضعفتم ... وكسرتم الواحد تلو الاخر...
واصبحت بعض جوامعكم و كنائسكم مخابىء للاسلحة والمتفجرات....
ومنابر للسياسة ... والدعاية الانتخابية للفاشلين .
خـســـــــاره يا عـــــــــرب
كان المجتمع العربي قويا ...رصينا... متكاتفا تسوده القيم والعادات الاصيلة . فقد قال النبي (ص) ((مثل المسلمين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم...كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو... تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى..)) . فكان السارق فيكم منبوذا ...لا احد يصاحبه ولا احد يناسبه... يتبرأ منه الاهل والعشير ... وكان العدل سيفا مسلطا...لا يفرق بين غني وفقير ...ولا بين ابيض او اسود ...ولا بين مسلم وغير مسلم...وتلك كانت عدالة السماء...حتى ان النبي محمد (ص) قال(( لو ان فاطمة بنت محمد سرقت... لقطعت يدها .))
وكان الخائن والجاسوس الذي يبيع ارضه وشعبه يواجه اقسى العقوبات....
اما اليوم ....فالسارقون اصبحوا من كبار القوم ...تطوّع لهم القوانين واللوائح ...لينفذوا بجلدهم ... مستحوذين على اموال الفقراء.
اما الخيانة....فاصبحت سمة العصر... والوطنية اصبحت عيبــــــــــــــا .
خســـــــاره يا عــــــــــرب
كان شباب الامة املها المنشود ...وساعدها القوي ....وثروتها الحقيقيه...باعتبارهم القيمة العليا في التنمية والنهوض الحضاري...وكانت عملية اعدادهم وتفجير طاقاتهم... واحتواء كفاءاتهم العلميه... والاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم اساسا للتقدم الاجتماعي والاقتصادي وكانت تربيتهم ومراعاة مراحل نموهم وتحقيق متطلباتهم التربويه والنفسيه ركنا اساسيا في بناء المجتمع الجديد .
اما اليوم ...فالشباب العربي يشكوا من التهميش ... والقهر والبطالة... فالخريجون تعج بهم ارصفة التسكع.... يعانون البؤس...والحرمان والاحباط
تتصيدهم الجماعات الضالة ... ويبحثون عن منفى لهم في ارض الله الواسهة ... تجوب بهم سفن الهجرة ...بحار الضياع ... بحثا عن امل مفقود...بعيدا عن ارض الوطن . بعد ان كان شاعركم يقول :
اذا بلغ الفطام لنا صبي تخر له الجبابر ساجدينا
ومن حديث لعبد الله بن مبارك قال...قال رسول الله (ص)(( اذا ساد القبيل فاسدهم...وكان زعيم القوم ارذلهم... واكرم الرجل اتقاءا لشره... فلينتظروا البـــــــــــــــــــلاء )).
خســــاره يا عــــرب
طارق محسن حمادي
نشر المقال في جريدة الزمان بعددين /4345 في5/11/2012 .. والعدد/4347 في 7/11/2012
التعليقات (1)
1 - الكاتب\\
ابن\\النننننننننننننننننننننننننننننننننننيل - 2013-10-21 00:01:16
كيف\\يستقيم\\حال\\الامة\\وفيها\\من\\انطبق\\علية\\قول\\الخالق\\الاعراب\\اشد\\كفرا\\ونفاقا\\انظر\\الى\\بغل\\قطر\\عراب\\الفتنة\\المقيتة\\انظر\\لسفاح\\سوريا\\النظر\\الى\\الانجاس\\المجوس\\انظر\\الى\\الاخوان\\الخونة\\انظر\\الى\\قردغان\\انظر\\الى\\دجال\\الفتنة\\حسن\\والقردضاوى\\هل\\ينعدل\\حال\\الامة