يتعرض التيار الديني الإسلامي في مصر إلى ضربات قاسية يوجهها أقطاب التيار الإسلامي أنفسهم إلى جماعتهم ..لأنهم يفتقرون إلى الحصافة في الأقوال ويركبون موجة الوقوف ضد الثوار رغم التظاهر بتأييدهم للثورة أو المشاركة في قيامها ونجاحها الوليد... وليس بالصوت العالي ولا باستخدام الآيات لغير ما ترمي إليه يمكنهم استقطاب المصريين... ولا حتى يصلون إلى الحكم عن طريق استرضاء المجلس العسكري ...ولو مال إليهم المجلس العسكري فسوف يمنعهم الشعب من انتزاع السلطة أو أخذ نصيب وافر منها.... وهم يجهلون أيضا أن بعض مؤيديهم سوف ينفصلون عن الجماعة سواء نتيجة بعد النظر وتوقع تعثر المسار الإسلامي في الوقت الحاضر أو بالاقتناع أن هدف أقطاب الجماعات الإسلامية ليس بريئا من المكاسب الشخصية ولا من نزعات الانتقام من حكام الماضي ....وهم يؤكدون يوما بعد يوم أنهم بعيدون عن العمل السياسي المتقن... ويجهلون أن دعوتهم تقابل بالخوف والتوجس ...وأنهم يباعدون بين الشعب وبين المعتدلين من قادة الأحزاب الدينية أو منظريها ...إن مسألة غربلة الشعب تسير في خطى سريعة لتفرز الأهداف بين مؤيد للثوار أو مؤيد للنظام القديم بسبب المزايا التي وفرها لبعضهم اتقاء من غضب الشعب ...أو بسبب الخوف من نكوص الثورة وانكفائها...إن أوهام الجماعات الدينية في الرجوع إلى الماضي بدون عودة القهر والحبس والاعتقال ليس فيها من الحكمة شيء ...لن يكونوا بديلا عن النظام السابق ولا شركاء حقيقيين في الثورة وكما كان معظمهم في المعتقلات في الماضي فسوف يكونون في أقصى الصورة وربما خارجها بأيديهم لا بأيدي قوات الأمن أو المخابرات ...الدعوة الإسلامية شيء والسياسة شيء آخر تماما ...ولا بد من اختيار حاسم بين تربية المجتمع ليستوعب الإسلاميين الجدد بدون تعسفهم في تنفيذ ما يرون أنه في صالح المجتمع ..وبين أن يقتنع الناس بذلك ...أوالأجدر لهم أن يختفوا من الصورة حتى يتعلموا كيف يوفقون بين الدعوة والشريعة وبين الإصلاح العاجل المطلوب...
التعليقات (0)