مصعب الهلالي:
خزعبلات محرقة اليهود المزعومة
صباح هذا اليوم 21 أبريل من كل عام وفي تمام الساعة العاشرة صباحا بتوقيت تل أبيب اعتاد الصهاينة على إطلاق صفارات الإنذار في كل أنحاء الأرض العربية السليبة ويقف جميع اليهود في أرض فلسطين والخارج لمدة دقيقة حدادا على ما يزعمون بأنهم 6 ملايين يهودي قضوا نحبهم في أفران الغاز التي كبّهم فيها الجستابو الألماني على عهد هتلر ... ولست هنا بصدد الدفاع عن سياسات الرايخ الثالث ونظامه الأمني (الجستابو) ولكن اليهود بنحو عام قد خانوا كعادتهم المواثيق التي أبرموها مع نظام هتلر وخذلوه حين سارعوا بتهريب أموالهم وثرواتهم من الذهب إلى سويسرا ومنها إلى الولايات المتحدة حيث شكلت هذه الأموال الطائلة التي جنوها من دماء الشعب الألماني والأوروبي عامة .. شكلت فيما بعد الركيزة المالية الجوهرية لهذا اللوبي القوي الذي يتمتعون به في العالم الجديد ويكادون يحكمون به توجهات العالم التي تغض الطرف عن كل ما يفعلونه في فلسطين على شعبنا الفلسطيني من محارق فوسفورية وهدم لأهداف مدنية بحتة مثل المدارس والمستشفيات والبنى التحتية وقتل عبثي وممنهج بالجملة للنساء والأطفال والمدنيين من الشباب ورجال لا يشكلون خطرا على أمنهم أو جيشهم ....
لا أحد ينكر أن اليهود قد تعرضوا لنوع من الإضطهاد أبان عهد هتلر ولكنه كان ردة فعل طبيعية تمثل معظمها في انهيار جدران وجسور الثقة بينهم وبين النظام السياسي الحاكم آنذاك . وقد كان من نتيجة ذلك أن ألقى الجستابو القبض على العديد ممن تورط في الجاسوسية وتهريب الأموال وجرت محاكمتهم مثل غيرهم من أبناء الشعب الألماني بتهمة الخيانة العظمي .. ويقدر العدد الاجمالي لهؤلاء اليهود طوال فترة حكم الرايخ الثالث بنحو 6000 يهودي .. انتفخوا وتكاثروا كالأميبيا وبقدرة قادر في مخيلة أبواق الدعاية الصهيونية ليصبحوا 6 ملايين فرد ... وحيث الواقع أن عدد اليهود كافة وفي كل أنحاء أوروبا بما في ذلك روسيا لم يكن عددهم آنذاك يصل إلى نصف هذا الرقم .
بالطبع لم تخترع الدعاية الصهيونية هذا الرقم من فراغ وإنما لعدة أسباب أهمها ابتزاز أوروبا نفسيا وماديا ... والحصول على تعويضات كبيرة من الدولة الألمانية ساهمت بشكل كبير فيما بعد في تمويل احتلالهم لفلسطين بالمرتزقة والخبراء والسلاح وكافة متطلبات ترسيخ اغتصاب الأرض بالقوة . ولا يزال هذا دأبهم وحيث لا تزال ألمانيا تدفع لهم من فاتورة هولاء الملايين الست المزعومة.
وعلى نحو برع فيه اليهود كعادتهم فلم يتركوا الحبل على الغارب أو لشفاعة الخلق وطيبتهم وإنسانيتهم لأنهم لا يؤمنون بمثل هكذا مشاعر فاستغلوا حاجة أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية إلى إعادة البناء والحصول على القروض من الولايات المتحدة ففرضوا عليها أمر تقنين موضوع المحرقة والاعتراف قانونا بعدد ضحاياها الوهمي من اليهود وبحيث بات كل من يشكك بهذا الرقم داخل بعض دول أوروبا الغربية يتعرض للمساءلة القانونية والتجريم والسجن لا محالة وفق مواد نص عليها القانون صراحة وتلصق به كذلك صبغة ما يسمى بالعداء للسامية ويحظر عليه مباشرة منصب حكومي كما يحظر على أفراد أسرته (بطريقة غير مباشرة أو معلنة) تولي المناصب العامة والحساسة والترقي كعقاب وتوجس من نواياهم تجاه اليهود.
وبالأمس في أول يوم من أيام مؤتمر مكافحة العنصرية (ديربان2) لم يخشى الرئيس الإيراني شيئا حين اتهم اسرائيل بأنها دولة عنصرية وسخر من موقف الغرب السلبي حيال التدمير الهائل الذي ألحقته إسرائيل بقطاع غزة فانسحب حراء ذلك مندوبي 23 دولة أوروبية من القاعة تضامنا مع إسرائيل . ولم يرفض الانسحاب سوى مندوب الفاتيكان فشكراً له على هذا الموقف المؤيد للشعب الفلسطيني والعربي... واليهود في نهاية الأمر أعداء الله وقتلة الأنبياء وأعداء كل الأديان السماوية بما فيها الديانة اليهودية نفسها.
ولكن رغم ذلك يؤخذ على أحمدي نجاد عدم تطرقه لمهزلة المحرقة وإنكارها هذه المرة . وليته فعل .... وربما تجنب ذلك حرصا منه على عدم احراج الدولة المضيفة سويسرا.
بقى أن نعرف أن لا أحد من الأقلام التطبيعية المأجورة والصحافة العربية البائسة بقي إلاّ ومارس نيابة عن إسرائيل وصحافة إسرائيل هجوماً لاذعا على خطاب أحمدي نجاد هذا ، لا لشيء سوى لأن الذي ألقاه هو (أحمدي نجاد) الإيراني ليس إلاّ .. وقلب بعضهم الحقائق رأسا على عقب حين زعموا أن هذا الخطاب قد أضر بالقضية الفلسطينية !!.. ولم يشذ عن هذه القاعدة التطبيعية سوى جريدة القدس التي تصدر في لندن...... وربما العبد لله.
بقى أن نعرف أن هناك وفي المأثور الشعبي الأوروبي عادة تسمى (كذبة أبريل) كنوع من الفكاهة والتندر اعتاد الفرد الأوروبي أن يطلق خلال هذا الشهر كذبة بيضاء بهذه المناسة .. فهل جاء تاريخ الاحتفال بالمحرقة الموافق ليوم من أيام شهر أبريل من كل عام .. هل جاء مصادفة أم أنها كذبة أبريل السوداء الكبرى؟؟؟
/////////////////////////
الخُزَعْبـِـلُ و الخزعبيل : الباطل والأباطيل .... وقيل هي ما أضحكت به القوم ...
والخُـزَعْبـَلاتُ : هي الكلام هزله ومزاحه.
التعليقات (0)