قراءة في حوار عبــو مع "صدى تاونات "
بعد مرور أزيد من شهر على حادث رشق وزير تحديث القطاعات العامة السابق محمد عـبو،بالحجارة من طرف الفلاح الثمانيني عمار بوفتيلة على خلفية نزاع حول أرض مساحتها أزيد من 400 متر مربع بوسط المركز القروي لبني وليد الذي يرأس مجلسه الجماعي الوزير نفسه .عقد هذا الأخير دورة استثنائية لمناقشة تداعيات ما أسماه بيان صادر عن الدورة " الاعتداء الشنيع ، و محاولة القتل و التصفية التي تعرض لها رئيس المجلس "، و إعلان " تضامنهم المطلق مع رئيس الجماعة في مواجهة الحملة الشرسة التي ترمي إلى النيل من سمعته و سمعة عائلته " في إشارة إلى حملة التضامن التي أطلقها مجموعة من مواطني المنطقة على الموقع الاجتماعي التواصلي facebook ، تحت شعار ( مع عمي عمار ...ضد الحكرة ...أطلقوا سراح بوفتيلة ) . و لم يفوت الأعضاء الحاضرين المناسبة "لمطالبة الرئيس بالاستمرار في الدفاع عن مصالح الجماعة و ممتلكاتها " و " مباركة كافة البرامج و الأوراش و المشاريع التنموية التي شهدتها و تشهدها الجماعة " ... منذ تولي عائلة عبو شؤون التدبير و التسيير الجماعي للمنطقة في سبعينيات القرن الماضي ...(هادي ما قالوهاش..زدتها من عندي).
بعد ذلك مباشرة رتب الرئيس لحوار "صحفي "، نشرته جريدة مستشاره السابق في الوزارة التي كانت، "فش فيه قلبو مزيان " و لكنه مرر عبر الأجوبة التي ملأت صفحة كاملة و نصف صفحة ، سيلا من الترهات و الأكاذيب و المغالطات ، في حق المنطقة و أبناءها الغيورين على المصير المؤلم ، أو الدرك الأسفل الذي بلغته الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية للساكنة المحلية . كما سنبين في هذا الرد التوضيحي على ما جاء في بيان المجلس القروي ، و ما جاء في حوار رئيسه مع جريدة مستشاره ، و ما جاء من اتهامات في حق مجموعة التضامن مع المواطن عمر بوفتيلة ، سواء عبر الشبكة العنكبوتية أو في الشارع الوليدي .
· الزعيم و"الشعب العزيز"....
الذي ينتهي من قراءة الحوار الصحفي الذي أجراه من أجراه ، بمهنية عالية يحسد عليها ـ مهنة المستشار الإعلامي ، و ليس مهنة الصحافة ـ و بعيدا عن تأثيرات المعرفة المحلية بما يجري و يدور ، يعتقد لتوه أن بني وليد أصبحت مهددة " بغزو استعماري توسعي غاشم " ، مما يستدعي بالضرورة حزم الزعيم التاريخي للدفاع عن التراب ضد كل " الأطماع التوسعية " ، و "حملات التضليل و تشويه السمعة " التي تستهدفه هو و العائلة الكريمة التي توارثت مجلس تسيير شؤون المنطقة منذ قرابة 30 سنة .لذلك تجشم الرئيس كل هذا العناء ، لكي يحاور نفسه بكل شفافية في جريدة مستشاره السابق ، في الوزارة التي طارت ،و يطرح كل الأسئلة ، و يستفيض في الإجابة عنها شارحا و محللا و محرما و محاججا و محرضا و مهاجما ...بل و يتحمل مصاريف الطباعة و النشر كما كان يروج الأتباع و الأنصار من مواطني و موظفي و مستخدمي جماعة بني وليد أثناء حملات التوزيع المجاني للجريدة في المقاهي و الأسواق ، في منظر فلكلوري كاريكاتوري أعطى نكهة خاصة لليالي رمضان الأخيرة ، و أضاف بلا شك إنجازا آخر لحصيلة الرئيس التنموية " الرائدة" ، و هو (جريدة لكل مواطن ) . و "القراءة للجميع " .
و مثل أي زعيم ثالثي ، خرج للتو من محاولة "انقلاب " فاشلة ، حكى عبو للرأي العام " فصول المؤامرة " ، التي حاكها مجموعة من " العدميين و الحاقدين ، الذين يهدفون إلى زرع الفتنة بين الناس ، و التشويش على الأوراش التنموية الكبرى التي تعرفها المنطقة " منذ توليه كرسي أسلافه المنعمين ، و الذين "غرروا برجل عجوز له خلافات مع مجلس الجماعة ، لمحاولة اغتياله في الشارع العام ، أمام أنظار السلطات و المواطنين الذين هبوا عن بكرة أبيهم لتقديم شهاداتهم و استنكار هذا الفعل الشنيع " ...الهادف إلى " قلب نظام الحكم " و السيطرة على مجموع التراب الوليدي .....بما فيها " أرض الكزيرة " و ّالرجييل" و سائر المحلات المجاورة لأرض النزاع الذي ترتب عنه ما ترتب من أحداث و تفاعلات لا زالت مستمرة
و عندما سئل "الزعيم التاريخي" كما لو كان في قفص الإتهام : هل لك ما تضيفه بخصوص هذا الموضوع ؟؟؟ أجاب بلغة تمثلية رائعة أن " جماعة بني وليد التي يتشرف بحكمها ـ عفوا برئاستها ـ مشهود لها بالدفاع المستميت عن الأملاك الجماعية ضد أي محاولة لنهبها أو الترامي عليها ".. العارفون بأسرار الملك الجماعي ببني وليد سيضحكون لا محالة ، و لكن الدكتور الوزير السابق النائب البرلماني رئيس المجلس المحلي يؤكد بما لا يدع مجالا لأي شك أنه " لن يفرط في أي شبر من الملك الجماعي الذي هو مؤتمن عليه " " بناءا على العقد الاجتماعي ـ هو سماه التعاقد يمكن بحال بحال ـ الذي يربطه بساكنة الجماعة ، و الذي يتحمل على أساسه مسؤولية الدفاع عن مصالحها في مواجهة كل الأطماع " . أيييييييه ...أسيدي عبو مسير بني وليد هادي ربع قرن بناءا على العقد الذي أبرمه مع السكان ، و ليس بناءا على أي شيء أخر مما يروج له الخصوم و هواة النقد الهدام من خارج القطيع الإجماعي الذي هب عن بكرة مصالحه و ارتباطاته للتشبث بالزعيم الضرورة تشبث الخراف بحلمات الأثداء العامرة بالامتيازات و الوظائف و الكوطات و الغنائم .
· نزاع بوفتيلة مع عبو أم مع المجلس الجماعي ؟:
في الحوار الشهير يحاول الرئيس جاهدا إفهامنا أن النزاع "المفتعل" هو بين الشخص المعني و المجلس القروي لبني وليد ، و ليس معه شخصيا ، وأنه ورث هذا النزاع المعمر عن المجالس السابقة (الرؤساء السابقين) ، و أنه مستعد لتفعيل أي حكم قضائي يثبت أحقية المدعي .إلى غير ذلك من الكلام الجميل الذي بقدر ما يبدو منطقيا فإنه يخفي في تفاصيله كل شياطين التضليل وتزييف الحقائق ، لأن الجميع يعرف في النهاية أن عائلة عبو سيطرت على شؤون التسيير الجماعي لبني وليد منذ نهاية السبعينات إلى الآن ، و هي فترة النزاع المتحدث عنها في الحوار ، و يعرف الجميع أيضا وصفة التركيبة العائلية للمجلس الجماعي ، و صيغة الإجماع المحافظ عليها منذ عقود ، كما يعرف الجميع ، و هذا هو الأهم ،أن المستفيذين من العقار موضوع النزاع ، هم من عائلة عبو ، هذا بالإضافة إلى درجة التطابق و التماهي التي يلمسها الجميع بين العائلة و الجماعة و درجة التوظيف الفج لإمكانيات ووسائل الثانية لخدمة مصالح الأولى في تناسق عجيب و غريب لا يحدث إلا في بني وليد ، فلماذا يصر الرئيس على نفي أي علاقة له و لعائلته بأطوار النزاع ؟ إن لم يكن للتضليل و ذر الرماد في العيون .وممارسة أبشع أصناف ما أسماه في حواره "بالديماغوجية ".؟؟؟؟؟؟
· حملة الفايسبوك تقصم ظهر البعير :
أما عندما ينتقل سيادة الرئيس الذي كان وزيرا في حكومة قريطيف السابقة ، إلى الحديث عن حملة التضامن الفايسبوكية التي أطلقها مجموعة من شباب بني وليد ، لتعرية ما يحدث في الجماعة من خروقات في التسيير و التدبير ، يبدأ مباشرة أسلوب التهجم و التحريض المخزني الرخيص ، متمهما من أسماهم بالعدميين و الحاقدين "بالتحريض الصريح على القتل ، و التدخل السافر في عمل القضاء ، و بث الفتنة بين الناس ، و التشويش اليائس على الأوراش التنموية الكبرى المفتوحة في المنطقة ".......و لو كانت لنا لحى لاتهمنا صراحة بالإرهاب المحلي و الدولي ، و لندمنا آنذاك على اليوم الذي فكرنا فيه بفتح أفواهنا ، و انتقاد تصرفات "الأسياد" حتى و لو كان الأمر يتعلق بالشأن العام المحلي الذي يهم مصيرنا و مصير الأجيال القادمة ، إن تركوا لها متسعا للقدوم ... فعن أي حاقدين ؟ و أية فتنة ؟ و أية أوراش ؟ يتحدث "فخامة" الوزير ؟؟؟؟ أم أن صدمة الاعفاء الوزاري التي أعقبت صدمة" التقريدة "الجهوية الشهيرة ، أنتجت لدى "الزعيم المفذى " أعراض رهاب المؤامرات الوهمية التي ينسب إليها الفاشلون كل مظاهر العوز و العجز و الإقصاء و الحيف الذي لا زال يمارس على المنطقة و أبناءها " على عينيك يا بن عدي " ؟؟؟ أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن أمام هذه المصطلحات الحربية ، و لغة التهجم و التأليب التي استعملها الوزير في رده على مجموعة التضامن و التي تعبر في جوهرها عن الطبيعة المخزنية القمعية الرافضة لحرية الرأي و التعبير للتوجه السياسي المخزني الرجعي الذي يقوده بالمنطقة ، من تحت جلباب الوالد المؤسس طبعا ....
و أما حكاية "رفض الساكنة المحلية انضمامهم ـ يقصد "الحاقدين و العدميين" ـ لعضوية الجماعة القروية في الانتخابات الجماعية الأخيرة ، لافتقادهم الثقة و النزاهة " ، فالبرغم من أنها حكاية مضحكة أن يتحدث عبو عن النزاهة ، بهذه النبرة البطولية الزائفة ،فإنها تستدعي توضيح الأمور التالية ، و لينفي السيد الوزير ذلك مادام يتحدث عن الشجاعة و الجرأة و الممارسة الديمقراطية :
1. ان المقصود في كلام الوزير المخلوع هو مرشح تحالف اليسار الديمقراطي في الدائرة 5 في مواجهة مندوب الأحرار في حزب الاستقلال و المفتش الإقليمي لهذا الأخير بتاونات ، و الذراع الانتخابي الأيمن لسعادة الرئيس .
2. أن اللوائح الانتخابية التي جرت على أساسها الانتخابات في هذه الدائرة تحديدا كانت مزورة تزويرا فظيعا ، عن طريق تسجيل العشرات من غير القاطنين بالدائرة و الذين لا تربطهم إلا علاقات القرابة و المصاهرة مع المفتش الإقليمي .
3. أن السلطة المحلية في شخص قائد بني وليد ، قد تواطأت بشكل مكشوف مع مرشحها بالدائرة المذكورة و ذلك عبر التستر على اللوائح المطبوخة ، و عدم إعلانها للعموم لإبداء الملاحظات و عرقلة مسطرة الاطلاع على هذه اللوائح من طرف القائد رغم إلحاحنا المتكرر . مما أنتج لوائح غير سليمة حرمت عشرات القاطنين من التسجيل لأن المقدم غير متأكد من ولاءهم و لكنها أتاحت لأناس من خارج الإقليم تحديد مصير دائرة انتخابية يترشح فيها قريبهم المدلل ، و لتحيا الديمقراطية المغربية .
4. أن المفتش الإقليمي استغل ممتلكات الدولة و امتيازاتها ، في الدعاية أثناء الحملة الانتخابة تحت أعين السلطات الإقليمية و المحلية ، حيث منحت له جرافة تابعة لنقابة التعاون في عز الحملة الانتخابية ، فتحت تحت إشرافه المباشر ممرا لدوار العزيب ، كما أن الدقيق المدعم الذي يستغل امتياز نهبه بالمنطقة ، كان يوزع بالمجان على القاعدة الانتخابية للمفتش المقيم بجماعة بني وليد منذ عقدين من الزمن.
5. أن مكتب التصويت الذي اشرف على عملية الاقتراع بالدائرة إياها كان مخدوما بعناية حيث تعشى رئيسه و نام في بيت المقدم الذي سبق لنا ان اشتكينا من انحيازه المكشوف للمفتش الإقليمي ، هذا بالإضافة إلى تشكيله من ثلاثة أعضاء فاعلين و معروفين بانتمائهم لحزب الاستقلال ، مما أفسح المجال لتصويت حتى أموات الدوار في الانتخابات الجماعية و هذه إحدى ميزات الديمقراطية المغربية العجيبة .
6. أن مقدم الدائرة الذي أعلن تأييده المباشر و العلني للمفتش الإقليمي و مارس الترهيب و الترغيب و حتى الاعتداء الجسدي في حق الساكنة المحلية التي رفعت عريضة استنكارية لوزير الداخلية و عامل الإقليم ، لم تتم معاقبته على أفعاله المنافية للقانون ، رغم فتح تحقيق في الموضوع حاول قائد المنطقة الالتفاف عليه ، بطرق مخزنية بليدة ، كتب عنها الإعلام الوطني .
7. أن ال200 صوت التي حصل عليها تحالف اليسار بالدائرة الوحيدة التي ترشح فيها ، و الاحتضان الكبير الذي لقيه في مختلف الدواوير ، و المسيرة الحاشدة التي سار فيها العشرات منددين بالاوضاع المزرية ، و الحماس الشعبي الساخن الذي كان ينبعث من حناجر الفلاحين الشباب ، هي إشارات قوية على درجة الوعي الذي أصبح يتمتع به المواطن الوليدي ، و توقه للتغيير الحقيقي الذي سيكنس لا محالة كل النفايات إلى مزابل التاريخ . و يعيد مؤسسة الجماعة القروية إلى خدمة المصالح الحيوية للساكنة ، و ليس الأغراض الحيوانية الجشعة للبطانة المتنفذة .
هذا في الدائرة التي لمح إليها الوزير بخبث ، و ليدلي هو و مفتشه الإقليمي بما يثبت العكس ، فلازالت اللوائح في الجماعة و لازال المسجلون فيها في منازلهم في ميسور و تاركيست و كرسيف و فاس و مركز بني وليد و لا زال المقدم الذي منح لهم شواهد السكنى حيا يرزق ، و لا زال القائد الذي فعل المستحيل كي لا نتمكن من الاطلاع على اللوائح ، و تقديم الطعون الضرورية في الاجال التي وضعها القانون.في منصبه .و هذه مسائل واقعية و موثقة وليست ديماغوجيا العدميين و الحاقدين ...و هذا تحدي نرفعه في وجه كل الكائنات الانتخابية التي تعيث فسادا و تزويرا في الارادة الشعبية في مداشر الحيف و تتحدث عن الشفافية و النزاهة في صالونات النفاق السياسي دون أن تجد في الأمر أي مدعاة للخجل ،...أما في باقي دوائر الجماعة ال 12 فالأحرار ّيحضون" بامتياز الترشح الانفرادي في ستة منها ، حتى أنهم يفعلون المستحيل من أجل تفادي الترشح في الدوائر "التاريخية" خصوصا تلك التي يترشح فيها الزعيم الروحي ، و بعض بيادق رقعة الشطرنج ، المستفيدون من ريع التقرب من دائرة القرار المحلي ، و الموعودون بالامتيازات و الوظائف و غيرها .و إلا لماذا امتنعت جميع الأحزاب السياسية الانتخابوية عن منح التزكية للترشح ضد أب الوزير في دائرة عين حمراء إذا لم لم يكن للأمر علاقة بتوجيه سلطوي إقليمي داعم لبقاء "الحاج" في المعترك السياسي المحلي و الإقليمي و حتى الجهوي (رئاسة الغرفة الفلاحية للجهة) ؟ إن الانتخابات المحلية بالنسبة لفريق الأحرار الذي يسيطر على شؤون التدبير المحلي للجماعة منذ عشرات السنين بنفس الوتيرة الرتيبة و المملة ليست إلا "استفتاءات تأكيدية" لا تستدعي من بعضهم حتى القيام بحملة انتخابية أو الاتصال بالمواطنين لشرح الخطط و البرامج ، لذلك فإن اخر من يمكن أن يتحدث عن الممارسة الديمقراطية و عن الثقة و النزاهة ، هو محمد عبو و عائلته و بطانته العفنة ، لما اقترفوه من مجازر بشعة في حق الإرادة الشعبية على مر العقود و في مختلف الاستحقاقات الجماعية و النيابة ، التي يشهد عليها التاريخ و الذاكرة الجماعية و تغطيات الصحافة و تقارير المنظمات الحقوقية المحلية .
· منجزات الرئـــيس: كولو العام زين .......
ثم يصل الوزير الرئيس إلى مربط الفرس ليستفيض في الحديث عن الأوراش الكبرى و الصغرى المفتوحة و المغلقة ، و مشاريع القرب ، و التنمية البشرية و التنمية المندمجة ، و مشاريع القرب المندمج ....و غيرها من المصطلحات الديماغوجية الرنانة ، فبفضله دخل الماء و الكهرباء لساكنة بني وليد ، و هو الذي أبدع فكرة الطريق المعبد ب6 مليارات سنتيم إلى دوار تامدة ، و هو باني دار الشباب و الخيرية و دار الطالبة و مركز الدرك و المخازنية و المسابح الأولمبية ، و الواد الحار ، و النافورة العجيبة أمام الجماعة ، و هو داعم الرياضة و الرياضيين و الجمعيات و النوادي ، و ما ينتظر بني وليد من مشاريع و منجزات أعظم بكثير و ما على الساكنة المحلية سوى الاستمرار في " التشبث بالزعيم " حتى "تحقيق التنمية المنشودة ".و لتذهب اجتهادات و إسهامات و مجهودات الآخرين إلى الجحيم ، مادام لوحده "مضوي البلاد".هذه البلاد التي لم تكن لتتحول إلى قطعة من الجنة سوى على يديه الكريمتين ، و لم تكن لترفل في كل هذه النعم إلا بفضل تدخله الشخصي لدى دوائر القرار المركزي ، و عطفه الكبير المسبوغ على كل دواوير الجماعة و أبناءها الكادحين ، فصفقوا للزعيم رجاءا ...و اذكروا نعمه التي لا تحصى عليكم لعلكم تفلحون ،... هذا ما قاله رئيس المجلس الجماعي في حواره التحفة ، و هذا ما ردده "مصطفى العلوي ديال الجماعة " و باقي الببغاوات الزرقاء في مقالاتهم وردودهم المتشنجة ، و لكن " الواقع عنيد" كما ظل يردد و لا زال أحد الحكماء المناضلين ، و هو محك حقيقي لكل خطابات التضليل الممنهجة ، التي يلجأ إليها المعني بالأمر كلما وجهت إليه أصابع الاتهام أو الانتقاد حول أي من القضايا التي لها علاقة بالشأن العام المحلي . فلماذا لم يتحل بالشجاعة السياسية ليخبر الرأي العام أن الجماعة لا زالت في المراتب الأولى لنسب الأمية ، و أن قطاع التعليم بالدواوير التابعة للجماعة وصل وضعه ‘إلى درجة الكارثية ، و أن تدخلات الجماعة في هذا القطاع بإحداث الفرعيات كان أكبر جريمة ارتكبت في حق أبناء الفلاحين في جبال التهميش و الحيف ، و أن المستوصفات القروية التي تحدث عنها ، تبذير واضح للمال العام ، إذ ما جدوى بناء بناية بملايين الدراهيم و تركها فارغة لعشرات السنين ثم نحسبها على المواطنين مستوصفا صحيا ؟؟؟ " ما يسمى مستوصف أولاد اغزال نموذجا " . و أن ساكنة حوالي 7 دواوير لا زالت تعزلهم الأمطار لعدة شهور بسبب بدائية ما سماه الرئيس بالمسالك الطرقية التي أكد كاذبا أنها تشمل جميع التجمعات السكنية ، و كان عليه أن يضيف " في فصل الصيف فقط" .كان على الزعيم الأسطوري الذي لم تنجب بني وليد مثله بعد ، أن يتحل بقليل من الجرأة التي أشار إليها كثيرا في حواره المأجور ، و يخبر الرأي العام بحادثة المرأة الحامل التي كادت تلفظ أنفاسها السنة الماضية بعد أن عزلت الأمطار سائر الدواوير لولا بطولة عشرات المواطنين الذين حملوها على الأكتاف و استطاعوا إيصالها إلى المستشفى بأمان ، رغم أن الأمر استغرق منهم 24 ساعة كاملة ...كان عليه أيضا أن يعترف أن 6 مليار سنتيم التي سينجز بها الطريق إلى تامدة ، كانت ستكون أفيد للرواج الاقتصادي و للتنمية الاجتماعية ، لو تم تغييب الحسابات السياسية و منطق الغنائم التي يتعامل بها المستشارون مع الميزانيات العمومية ، و تم إنجاز الطريق عبر الزيامة أمسكير أولاد بوتين أولاد اغزال تمدغاص المحامدة تامدة ، عوض أن يقتسم "الحلوف " هذه الميزانية الضخمة و مناصفة مع باقي الساكنة . كان على وزيرنا الهمام ، أن يشرح للرأي العام لماذا يستغل إبن عمته(دون غيره من سكان الجماعة )أربعة محلات تجارية جماعية بعقد كراء رمزي لا يعلم أحد مدته و لا فحواه ، و لماذا يستغل صهره(دون غيره أيضا) محلين في مجزرة السوق القديم ، و لماذا يسكن المستشار الدمية سكنا وظيفيا أولى أن يمنح لموظف كادح بسيط تخنقه حبال القروض . و ما هو المعيار الذي يعتمد عليه سيادة الرئيس في التوظيف داخل الجماعة التي يرأسها غير معيار الولاء و القرب العائلي ، مع استثناءات محترمة قليلة ، و يمكن لتحقيق بسيط أن يكشف عن خيوط اللعبة المحاكة بعناية حول المنطقة و فلاحيها و معطليها ... بكل عناية.كان على الرئيس المنتخب بالاجماع دائما و أبدا ، أن يمتلك بعض ذرات الشجاعة لكي يعترف أن فترات ولايته الرئاسية الثلاث ، التي أعقبت فترات رئاسة والده لهذه الجماعة المنكوبة قد أدت إلى كارثة إقتصادية و اجتماعية و ثقافية و بيئية و إنسانية خطيرة ، ليس الجفاف وحده المسؤول عنها ، و ما دام مغرما "بالحجج و البراهين" فليحدثنا لماذا هاجرت أغلبية ساكنة الجماعة نحو المدن و المراكز المجاورة و نحو ديار المهجر ، حيث هناك دواوير هاجرت بنسبة 80 إلى 90 في المائة، حتى صار عدد التلاميذ في بعض الفرعيات لا يتجاوز عدد أصابع اليدين ، و ليخبر الرأي العام أيضا عن المعاملات التمييزية بين الدواوير ، و كيف تحضى دائرة الرئيس / النجم بحصة الأسد في ما يتعلق ببعض المشاريع التنموية البسيطة ، و الاستفاذة من وسائل و اليات الجماعة و النقابة ...أشياء كثيرة كان من الأفيد للرأي العام أن يجيب عنها الرئيس ، أما الكلام المستهلك ، و لغة الخشب فلم تعد تطرب أحدا ، خصوصا و قد فقدت بريقها بفعل الاستعمال المتوالي ، أشياء كثيرة فعلا لا يمكن حصرها في مقال واحد ، حجبها الوزير بغربال الديماغوجيا الذي يتقن استعماله ، و الان بعد أن خرج عمي اعمار من السجن هل يعترف الوزير المخلوع أخيرا أنه تدخل في شؤون القضاء و حاول التأثير على مجريات العدالة من خلال حواره المأجور الذي اتهم فيه المعني بالأمر و المتضامنين معه بكل التهم الثقيلة .
أخيرا أخيرا لماذا تراجع عبو الشجاع عن متابعة الصحافة و متضامنو الفايسبوك ، كما أكد هو و كما قرر مجلسه الجماعي ، ؟؟؟
التعليقات (0)