في خبر نُشر عبر الصحف المحلية مفاده حظر النقاب والبرقع في الأماكن الفرنسية العامة .. كالحدائق والمتاجر ووسائل النقل والمقاهي .. بالإضافة إلى الشوارع والمؤسسات التعليمية والصحية وغيرها من الأماكن العامة التي يرتادها المواطنون الفرنسيون و هذا ليس بالجديد .. إنما الجديد حول هذا الخبر ما ذكرته وزيرة الداخلية ميشال اليوماري أن "الكشف عن الوجه ضروري داخل فضاء الجمهورية وأن السياح الأجانب ليسوا معنيين بالقرار".. إذا هذا القرار سيُطبق على المسلمات الفرنسيات و سيستثنى السياح القادمين إلى فرنسا من عرب وغير العرب ..
و كما هو واضح أعلاه من التصريح الخاص بوزيرة الداخلية الفرنسية أن من حق المرأة السائحة المسلمة المنقبة أن ترتدي النقاب في المقابل تُمنع الفرنسية المسلمة أمثال - ثريـــا - التي ستشاهدونها في الفيديو المرفق أدناه - من أن ترتديه و ستُمنع بموجب القانون من وضعه في الأماكن العامة خوفا من التغريم أو من الحبس !!
هنا أقف وقفة صادقة لأسأل نفسي : ما هو موقف ثريا لو أنني اخترت فرنسا مثلا وجهة لأصطاف فيها الصيف المقبل عندما تراني وترى أنني أستطيع أن أضع النقاب وهي لا تستطيع ؟
ألن تشعر بالظلم و عدم الثقة بقوانين بلدها التي تدعي الديمقراطية والإنسانية في قوانينها و أنظمتها الداخلية و الخارجية !!
فمن حقي أنا ( الغريبة ) أن أرتدي النقاب و ثريا تُمنع من ذلك و هي في بلدها و بين أهلها !! هذا القانون المضحك المبكي الخاص بالسياح قانون فاشل و رجعي و غبي و عنصري .. وهو حقيقة سيظلم ثريا و غير ثريا من المسلمات الفرنسيات كثيرا و سينصفني أنا ليس لسواد عيوني طبعا إنما فقط من أجل حفنة من اليوروهات التي سأنفقها هنالك و التي من شأنها أن تنعش الاقتصاد الفرنسي !!
هنا تتساقط الأقنعة الخداعة للأنظمة والقوانين الفرنسية مع تساقط أغصان الخريف و تتعرى من إدعاءاتها الكاذبة .. والتي تدعي جزافا أن قانون حظر النقاب من أجل الحفاظ على الأمن و من أجل إثبات الشخصية و عدم استغلال المجرمين لهذه القطعة من القماش في التستر أثناء عمل أي جريمة ما داخل الفضاء الفرنسي .. وكأن المجرمين من المستحيل أن يأتوا من خارج فرنسا و يتستروا بالنقاب .. مع العلم أن كثير من الجرائم عادة تتدخل فيها أيادي أجنبية من خارج البلاد !!
و لا يسعني في النهاية إلا أن اقول أن هذا القانون الفرنسي بحظر النقاب لم يكن إنسانيا البتة منذ أن طُرح للنقاش و الجدل في القانون الفرنسي .. و ابتعد كثيرا في الحقيقة عن العدالة عندما أجاز للسائحات المسلمات أن يضعن النقاب ومنع الفرنسيات من ذلك .. لكن ماذا نقول .. هذا القانون وضعي و لم يأتي من السماء لذا هو بهذا الظلم و هذا القهر .. ومن وضعه كان همه الأساسي جمع الأموال و عدم إغلاق البوابة السياحية المدرة للأموال العربية والخليجية تحديدا .. و قبل هذا إرضاء بعض الأطراف ( المتطرفة ) و المتحكمة بالاقتصاد العالمي و التي تسعى دوما لتضييق الخناق على المسلمين أينما وُجدوا و ليس كما تدعي القوانين الفرنسية الجائرة من مسوغات في حظرهم للنقاب الشرعي .. أطيب المنى
إليكم الفرنسية " ثريـــــــــــــــــــا "
مصدر الخبر
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=54343
التعليقات (0)