خريجات وخريجون وقطار الزمن
لعل خريجو وخريجات كليات المجتمع من أكثر حملة الشهادات معاناة فبعد أن تحملوا الدراسة الأكاديمية ومن دون مكافأة هاهم اليوم على رصيف البطالة يقفون منتظرين قطار الزمن لعل وعسى يمر بمحطتهم فيقلهم إلى جهة ممتلئة بالحظوظ والأفراح والليالي الملاح !.
طالب العمل لا يعرف عن احتياج السوق شيئاً فتلك مهمة تقع على عاتق المخطط والمنفذ للخٌطط و من هنا تكمن بداية الإشكالية التي ومنذ سنوات طوال وهي تتضخم وتزداد حجماً رغم مضادات الحلول والتنظير التي لا تكاد تنقطع , فالتخطيط في وأد والواقع التنموي والتعليمي في وأد أخر , فتاة أو شاب خريج جامعي أو خريجة جامعية تأهيل علمي عالي أو تأهيل علمي متوسط وبدبلوم متوسط أيضاً لا يهم كل ذلك فالذي يهم هو الحق في العمل فالعمل حق وليس مكرمة , ألتحق شباب وفتيات من مختلف مناطق الوطن بالكليات المتوسطة التقنية والغير تقنية ظناً منهم أن سوق العمل سيحتضنهم فور الانتهاء من الدراسة الأكاديمية والتدريب الميداني وما هي الإ أيام قلائل وفيصعقون بخروجهم من المسابقات الوظيفية بالقطاعين الحكومي والخاص والسبب عدم الحاجة لتلك الكوادر وعدم اعتماد الشهادة العلمية وتصنيفها وهذه كارثة علمية وأخلاقية وأدبية يتحمل تكاليفها المنفذ والمخطط وليس الدارس أو الدارسة , قد يتحكم السوق المهني بالعرض والطلب والاحتياج المهني لكن أليس أولى بمئات الوظائف أبن البلد وأبنته التي هي جزء أصيل من المجتمع بتفرعاته المختلفة , في القطاعين الحكومي والخاص هناك المئات من الوظائف التي يشغلها وافدون بعضهم لا يكاد يوازي تأهيل وتدريب وتعليم طالب العمل من المواطنين أليس أولى بتلك الوظائف أبناء وبنات الوطن من خريجي الكليات التقنية وكليات المجتمع اللواتي أصبح فضاء تويتر يخجل من نشر معاناتهن وسنوات العمر الضائعة بقدرة الألم والبطالة ورصيف الانتظار ؟
ملف البطالة الملف الأكثر حضوراً بوسائل الإعلام المختلفة والملف الأكثر تجاهلاً من المؤسسات الحكومية التي من صميم عمليها البحث عن حلول جذرية تٌغير حياة المواطن وتحقق رفاهيته ومن الحلول الوظيفة الملاذ الآمن والحق الإنساني الذي ومنذ زمن أصبح مكرمة وبالواسطة في غالب الأحيان ؟
التعليقات (0)