مازال المواطن الخريبكي في صراع مع المسؤوليين السابقين منهم والحاليين ، لرد الاعتبار للبشر والشجر .ومازال الصراع مستمرا في شتى مجالات الحياة اليومية . لكن ما اود طرحه في هذا الموضوع الجاد ، هو العلاقة بين الانسان والبيئة ، في مجتمع خريبكة الذي يعاني الامر كاشكالية عويصة ، لانه وجه آخر كفرع من الهموم اليومية في وسط تسوده اللامبالاه واسلوب غض نظر ، عن امور تعني الحياة او الموت .
ان ما حدث ويحدث من انفلات في تسيير الشأن المحلي في المدينة الفوسفاطية ،صار امرا معلوما لذى الصغير قبل الكبير . فمجمل القضايا المطروحة اصبحت كعقارب الساعة تمضي دون حلول ملوموسة او جذرية ، ناهيك عن تقلبات مناحي الصراع الذي لم يفيد قي كسب التغيير المنشود ، ولا ادري من يقف امام شراع سفينة النضال والمناضل .
ان ما اريد طرحه الان كاشكالية تطرح كثيرا من علامات الاستفهام ، هي تلكم الجرائم التي ارتكبت وما تزال في حق المساحات الخضراء والغطاء الغابوي حيث لا يخفى على احد الجريمة البشعة ضد اشجار الغابة المخزنية التي اقتلعت عن بكرة ابيها ،والتي اتضح في ما بعد تخصيص بقعها الارضية لفائدة لوبي العقار الذي حولها بدوره الى عمارات سكنية لا تلبي ادنى شروط قانونية خارقة في نفس الوقت تصميم التهيئة . وما تبقى من الارض اقيمت عليها سوق ممتازة بجوار مؤسسات تعليمية لتربية النشا واعداد اجيال الغد ، والقانون مع العلم ان العالم باسره يمنع منح ترخيص سوق الى القرب من المدارس او الجامعات .
اني اتساءل . من اين انهمرت العبقرية على السادة عامل الاقليم ، ورئيس المجلس البلدي الاسبقين .الذين اصدرو امرا الى جرافات السلطة المحلية لاقتلاع اشجار غابة تجاوز عمرها 70 سنة ؟؟ ولماذا قاموا بفعلتهم دون الرجوع الى راي المواطنيين في امر يخص مدينة يتجاوز تعداد مواطنيها 160000 الف نسمة ؟؟ اليس للمواطن الحق في ابداء رأيه في دولة تنهج الديموقراطية كخيار تنموي لا رجعت فيه ؟؟ وهل الحكمة تقضي التبصر من جهة ، والاعتناء بالغابة كمتنفس وحيد لاقليم تتجاوز مساحته الجغرافية 4.225 كلمتر مربع ؟؟
ان ماحدث هو اقرب الى -هلوكوست -حقيقي لا جدال في وقائه دات الصلة بالواقع البعيد عن الادعاء فهو من نوع آخر . هلوكوست ضد الحياة البشرية ، -هلوكوست- ضد الاخضرار والطبيعة تدفعه هستيريا نهب المال العام . وما زاد الطينة بله قانون اللامبالاه الممنهج ضد المدينة ، من تعتيم اعلامي فاضح ضد جل الخروقات المرتكبة في حق المدينة المنجمية .
انه- الهلوكوست- الاخر ، لان الفضاءات الخضراء هي الحياة للمدن والبشر . انه كذالك لان خريبكة اصبحت جرداء الا من رحم ربك .
انه -هلوكوست- لان الاحتراق يولد الموت المطلق والابدي .انه كذالك لان العيش الكريم صار حكرا على البعض دون الكل .انه كذالك لان المسؤولية اصبحت عبئ ثقيلا ومن تجرأ لا طاقة له سوى الجرأة الفارغة من المحتوى .انني أسأل : المجتمع البريطاني عن مصير من يرتكب جناية في حق –هايد بارك - ؟؟ انني اصرخ قبل فوات الاوان لعل حمات البيئة الوطنية والعالمية تفهم الرسالة ، قبل ان يقدم المجلس البلدي الحالي على تدمير ما تبقى من مناطق خضراء بمدينة خريبكة المغربية ، وهو ما يحصل في شارع محمد السادس حيث بدأت الجرافات في اقتلاع الاخضر واليابس لتحويل الاخضرار الى جلاميذ صخر لا حياة فيه .ومن هنا اوجه كلمات الى رئيس المجلس وعامل الاقليم : ان المال العام لا يقبل الشطط أوالتبدير، لان هناك ضروريات تبيح الحكمة والعقلانية في اتخاذ القرارات قبل اعطاء الاوامر . فهنا اي مدينة خريبكة ،احياء تستدعي احترام مواطنيها الذين يذوقون مر حياة اشبه بالبدائية ، فهل الواجب يقتضي النهوض بهم وتنمية محيطهم وبيئتهم واعطاؤها المكانة التي تستحق ، ام تركها على ما هي عليه واستثمار الاموال الطائلة في واجهات المدن والمداخل الرئيسة والتي لا داعي لتبدير المال العام في منحها طابع الجمالية الوهمي ، واقول ذالك لانها سياسة مكشوفة ، تزيين الواجهات لصنع التضليل ولا ادري من المقصود بهذه الوسائل والتلاعبات التي لا علاقة لها بالاخلاق او السياسة او التنمية المستدامة في وطن يبحث عن الشفافية والمصداقية .
ان خريبكة مدينة في حاجة الى تنمية حقيقية تاخذ بعين الاعتبار .حق المواطن في بيئة خضراء دائمة ، وان التنمية الحقيقية هي فك العزلة عن المواطن ومنحه الافضل اما جلاميذ الصخر فهي اقرب الى حكم اعدام ضد بريئ . محمد قاسمي
التعليقات (0)