إنّ عودة عبد الهادي منصور الرئيس الشرعي لليمن الى عدن يشكل عبارة عن ضرب عصفورين بحجر واحد؛ فهو بالمقام الأول يدحض سيطرة الحوثي على كامل التراب اليمني كما يروج له الإعلام الحوثي والإيراني و كذلك يدحض فكرة أنّ عدن و جنوب اليمن تقبع تحت سيطرة عصابات القاعدة و جماعات متطرفة أخرى. والأهم من ذلك أنّ المبادرة في اليمن باتت تخرج شيئاً فشيئاً من يد طهران و حلفائها وتعود للحضن العربي بفضل التحالف العربي الذي تقوده دول الخليج العربي.
إنّ إخراج اليمن من دارة الإنفلات الحوثي المتحالف مع صالح هذا التحالف الذي يسير على نهج طهران ووضع البلد في تصرف ولي الفقيه تلقى هزائم واحدة تلو الأخرى آخرها عودة هادي لليمن مما سيمهد اخراج اليمن من مربع الحوثي - صالح بداية تبعث على التفاؤل بالنسبة الى المتغيرات الجذرية في المنطقة لربما تزلزل المشروع الإيراني برمته في العراق و سوريا ولبنان بعد الأحداث التي شهدتها تلك العواصم العربية حيث وقعت في أسر المشروع الإيراني لفترة من الزمن.
لا شك من أنّ تراجع إيران عن التمدد في عواصم عربية أخرى جاء بشكل مباشر بعد توقيع الإتفاق النووي مع الدول الست ويبدو أنّ تراجع المشروع الإيراني كان ضمن اتفاقات سرية بين طهران و المجتمع الدولي ضمن الإتفاق النووي وإنّ ما نشهده من تراجع للدور الإيراني في هذه العواصم و صمت طهران إزاء ما يحدث في مناطق نفوذها يبدو أنه يقع ضمن صفقة وقعتها طهران بعد عجزها عن الصمود أمام الضغوط التي تعرضت لها وإنّ التغيير القادم بعد اليمن سيكون في سوريا التي عانت جراء التدخلات الإيرانية لأنّ المؤشرات كلها تشير خاصة بعد عودة الشرعية الى الحكومة اليمنية.
التعليقات (0)