الجعفري : خروج القوات الأجنبية سيمنح العملية السياسية والدولة قوة .. من معالم قوة العراق الجديد استقلال الإرادة القضائية والسلطة القضائية .. لسنا ضد الفدرالية والتثقيف عليها مادام حقاً مثبّتاً في الدستور، لكن من دون تسييس، أو تعبيراً عن أزمة، أو ارتجال..
لقاء قناة المنار مع الدكتور إبراهيم الجعفري
أكد الدكتور إبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني العراقي على أن خروج القوات الأجنبية من الأرض العراقية تحقق بفضل نضال العراق والقوى السياسية العراقية وهو إيذان بولادة مرحلة جديدة كانت معالمها وإرهاصاتها تعتصر في وجدان العراقيين جميعاً، فهو عيد وطني، وانعطافة في مسار العملية السياسية؛ وحتى نستحضر حجم هذا الإنجاز الكبير علينا أن نستحضر تجربة كوريا واليابان وكذلك الدول التي تعرضت للاحتلالات بعد الحروب، وألمانيا مثلاً منذ 1945 إلى الآن لاتزال متأثرة بالتواجد الأجنبي.. صحيح هي قواعد وتواجد عسكري، لكنه يُلقي بظلاله على العمل السياسي والقيمي والفكري.. موضحا إلى أن هذا العيد الوطني ينمّ عن إرادة الشعب العراقي، ووعيه، وينم عن انتصار لكل شعوب العالم لعله حتى الشعب الأميركي يجب أن يفرحوا لأنهم يخاطبون شعب العراق من خلال مفاعلات شعبية، وشعبنا في الوقت الذي يرفض الاحتلال، ويرفض الارتهانات للإرادة السياسية الأجنبية، إلا أنه يصافح كل شعوب العالم مادامت تلتقي على المشتركات الإنسانية.
وأشار الدكتور الجعفري على أن خروج القوات الأجنبية من الداخل العراقي سيمنح العملية السياسية العراقية ويمنح الدولة قوة، ويبقى على مهندسي العراق وعلى المفاصل التنفيذية أن تروّج لثقافة استثمار خروج القوات الأجنبية من العراق، وتعزّز الصف الوطني العراقي، وتدافع عن إجراءات الوطنية العراقية، وعن القضاء الوطني، والأمن الوطني، والسياسة الوطنية، ومجلس النواب، وكذلك بقية مفاصل الدولة.
جاء ذلك خلال لقاء أجرته قناة المنار مع الدكتور إبراهيم الجعفري بتأريخ 19/12/2011.
وشدد الدكتور الجعفري على أن من معالم قوة العراق الجديد كما هي معالم الدول القوية في العالم اليوم هو استقلال الإرادة القضائية والسلطة القضائية، وعدم التدخل في شؤونها، ونحن نحترم القضاء، وأينما تكن الأمور فالسياقات القضائية تعادلها موضوعية، وتستهدف استتباب الأمن وإعطاء كل ذي حق حقه.. وعلينا أن نقف مع القضاء، ونحافظ على استقلاله، وكل دول العالم بمختلف الحجوم حين وُجِّهت إليهم التهم مارست السلطة القضائية دورها، وحافظت على الاستتباب الأمني والاستقرار السياسي من دون تدخـّل أحد.
موضحا إلى أننا جميعاً مدعوون لأن نعزّز الصف الوطني، ونحوّل هذه المناسبات إلى عناصر قوة، ولا ينبغي أن نتفاعل بطريقة وكأن العملية السياسية تتصدّع.. العمل القضائي سياق معمول به في كل دول العالم وإلى الأمس القريب وجّه القضاء إلى (جاك شيراك) تهماً بعدة قضايا، وقد أخذ طريقه بشكل طبيعي.. أرجو أن لا يلتهب أحد، ويتصور أن تتحول إلى هواجس وفوبيا طالما تسير ضمن السياق القضائي، ونحن لا نعترض على ذلك، إنما ندافع عن الوحدة الوطنية، والوحدة الوطنية ليست هدفاً حالماً مجرّداً يسبح في الفضاء.. الوحدة الوطنية تتحقق بتواجد كل القوى السياسية سواء في البرلمان أو غيره.. يجب أن نستحضر الآن أن العراق الجديد عراق التنوع، وعراق التجاوب، وعراق مد الجسور مع الآخرين، ولسنا في تغالب مع أحد نحن في تكامل.. قوة العراقية وقوة الكردستانية تضاف إلى قوة التحالف، وهذا يعتز به التحالف الوطني، وقد قلت: لا أتصور برلماناً قوياً من دون قوائم قوية.. نريد القوة للجميع.
وفيما يخص إقامة الأقاليم قال الدكتور إبراهيم الجعفري : أنا مع القناعة الشعبية، والتفاعل الشعبي إذا اتجه باتجاه يطابق الدستور، أو على الأقل لا يتعارض مع الدستور.. طلب الفدرالية، أو إقامة الأقاليم ضمن مواصفات الدستور أعتبره طلباً مشروعاً، لكن السؤال أو التساؤل: لماذا إلى الأمس القريب كان هنالك تحفظات على الفدرالية والأقاليم، واليوم تعلو نفس الأصوات للمطالبة بالفدرالية والأقاليم!؟ هذا يعني أن القضية ربما تحمل في داخلها ردود فعل وليست مبادرة، وقد يوجد تسابق وربما استغلال.. موضحا أننا نريد هذه الأهداف المشروعة التي ثبّتت في الدستور أن تـُطبَّق، وأن يتمتع أبناء شعبنا في كل منطقة بحقوقهم المشروعة، لكن الزمن لا يمكن فصله عن تحقيق أي هدف، حتى الله (تعالى) حين خلق السموات والأرض خلقها في ستة أيام، وهذا يعني وجود شيء اسمه الزمن.
نحن لسنا ضد الفدرالية والتثقيف عليها مادام حقاً مثبّتاً في الدستور، لكن من دون تسييس، ولا يكون تعبيراً عن أزمة، أو ارتجال.. يجب أن نشيع هذه الثقافة، ونهيئ لها مناخاً مناسباً.
ولقراءة النص الكامل للقاء قناة المنار مع الدكتور إبراهيم الجعفري ومشاهدة اللقاء بالفيديو ، انقر على الرابط التالي:
http://www.al-jaffaary.net/index.php?aa=news&id22=890
التعليقات (0)