خرج صدام .. فحدث الصدام .

خرج صدام ..فحدث الصدام .
لم تكن تعلم دول الخليج بأن غياب صدام عن ساحة السياسة العربية والعالمية سيكون له هذا الأثر الكبير وإلا لكنت عملت وصنعت المستحيل من أجل بقاء نظام صدام حسين في المنطقة وقد ينطبق هذا الأمر على إسرائيل وأمريكا فلو كانت أمريكا وإسرائيل تعلمان أن غياب نظام صدام حسين عن المشهد السياسي العربي والعالمي سيخلي الساحة لإيران كي تعمل ما تشاء وتتدخل في كل صغيرة وكبيرة في المنطقة والعالم لأكتفتيا بتحجيم صدام مع ضمان استمرار يته واستمرارية نظام حكمه فأمريكا وحلفائها في المنطقة لم يعلموا أن المستفيد من انهيار النظام العراقي هي إيران وأن النفوذ الإيراني سوف يمتد ويتوغل من طهران في إيران إلى لبنان وصعدة في شمال اليمن وحتى إلى جنوب المملكة العربية السعودية في جيزان وهنا لا أقول أن النظام العراقي كان من القوة بمكان يجعله ويؤهله لكي يحد من قوة ونفوذ إيران ولكنه كان يشغل إيران عن التفرغ للعب دور إقليمي أكثر جرأة وتأثيرا وهذا ما ظهر جلياً وواضحاً في أحداث لبنان واليمن والتي أثرت على نفوذ المملكة في هذين البلدين مما يجعل المملكة تشعر ربما بالندم لعدم حفاظها على نظام صدام حسين وأنه كان من الأجدى والأولى الحفاظ على نظام صدام حسين والعمل على إضعافه وليس إنهائه لما كان يمثل من توازن في المنطقة ويعمل على الحد من النفوذ الإيراني ولكن لم يكن يجول في فكر المملكة وحكام المنطقة ما سيترك رحيل صدام من أثر على المنطقة وهذا هو ما نلمسه الآن ونجني ثماره فبعدما كان الصدام بين صدام وطهران انتقل ليكون صدام بين طهران والرياض فهل عرف العرب وأمريكا وإسرائيل أي خطأ ارتكبوه أم ما زالوا يغالطون ويكابرون ويظنون أن ما فعلوه هو الصواب فإن كان الأمر كذلك فالمستقبل كفيل بأن يأتينا بالخبر اليقين وربما عند إذن يقولون ليتنا أبقينا على نمر جريح وضعيف يشغل عنا نمر تسبب لنا بكثير من الجروح بعدما تخلصنا من منافسه اللدود .

عن القدس العربي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.......
ثبت دائما وعلى مرور السنين ان غباء السياسة بحجم قوتها , ففي كل حروبها التي وقعت بعد الحرب العالمية الثانية اثبتت ان الغباء متاصل في عقول قادة السياسة الامريكية ففي الحرب الكورية دخلت امريكا الصراع الاهلي الذي اندلع بين الاشقاء بحجة حماية الديمقراطية في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية ومواجهة خطر الشيوعية فكان نتيجة لهذا التدخل انقسام الشعب الكورية الى دولتين متعاديتين وقد استمر العداء بينهما لحد والان وهو سيستمر مادام العالم يحكم بهذه القوة الغبية التي تملك عضلات بلاعقل .... وفي فيتنام ايضا كان للعنجهية والصلف والاجرام الامريكي دور في خلق جبال من الجماجم من الشعب الفيتنامي الفقير ومن جنود امريكا من الحالمين بالحصول على الجنسية الامريكية والانتماء الى جنة امريكا الموعودة , وكان نتيجة الخسارة الفضيحة للقوة الامريكية في غابات فيتنام واحراشها ان انكفاءت هذه القوة الغبية لعدة سنوات تلعق جراحها لكنها , وتدخلت امريكا في اكثر من مكان في العالم كل مكان تخلق فيه جرائم يندى جبين الانسانية وتخلق ظروفا كارثية لشعوب لاتطلب الا العيش بالحرية والسلام على اراضيها .....
في الحرب على العراق في 2003 وصل الغباء الامريكي والتبعية العربية العمياء للسيد الامريكي الى ابعد الحدود فاقدموا على الخطاء الكبير الذي يدفعون ثمنه اليوم فواتير ضخمة دماءا واموالا وكرامة بعد ان انفرد الاجرام الفارسي المللي الظلامي بالمنطقة ليعيث فيها الفساد بعد ان خلت الساحة له نتيجة للغباء الامريكي والتبعية العربية العمياء له التي غيبت النظام الوحيد القادر على الوقوف عسكريا وسياسيا وايديولوجيا ضد نظام الفرس المتربص لينقض على المنطقة التي تحوي اهم عنصرين في حياة شعوب المنطقة النفط و الاماكن المقدسة للمسلمين في ارض الحرمين والعراق .......... الان ليحصد العرب ما جنته ايديهم عندما سمحوا للقوات الامريكية من غزو واحتلال العراق ... وسيؤكلهم الذئب الفارسي قريبا وعندها سيندمون ويعلمون بعد فوات الاوان انهم اكلوا يوم اكل العراق .........