خربشات على جدار معتم
كمال غبريال
العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 21:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
• البرهان الوحيد على أن في مصر "شباباً ضد الإخوان" هو أن نرى شباباً يتظاهر متمسكاً حتى الموت بسلمية تظاهره، مهما بلغ عنف ميليشيات الإخوان المعدة لافتراس كل من يرفع رأسه. . من يمسك بحجر أو عصا أو سلاح قد يكون طالب تغيير يستبدل ديكتاتورية بأخرى، لكنه لا يمكن أن يكون طالب حرية، فالحرية حداثة وإنسانية، والعنف توحش وبدائية.
• ما يحدث من الشباب منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن وآخرها موقف أولتراس الزمالك يشير إلى كفر الشباب بأجيال آبائه، وهذا بالتأكيد أقل ما نستحق، لكن هذا لا يعني أن هؤلاء الشباب جديرون بتحمل المسئولية، أو بأنهم أفضل منا حالاً.
• لقد خرج الإخوان من دائرة الكلام والشعارات والتباكي على الظلم، ذلك الذي اكتسبوا بموجبه شعبيتهم، إلى حيز التنفيذ العملي لرؤاهم، وهنا بالتحديد نهايتهم البائسة كأفكارهم.
• "هيكل : الربيع العربي يتجه لفتنة طائفية من إعداد واشنطن وتنفيذ الإخوان". . السؤال هو: عمرك شفت استنطاع واستلطاخ أكثر من كده؟!!. . ألف سلامة على الأستاذ هيكل، أصلي لاحظت فقدانه للمقدرة على تضليلنا بمهارته المعهودة، ودلوقت بيخبط ويلبط عادي يعني!!. . حبايبنا الإرهابيون يدونا على قفانا ولا دماغنا، نشتم في أمريكا وإسرائيل. . شر البلية ما يضحك!!
• هل يعرف الإخوان عن أنفسهم أو نعرف نحن عنهم طوال ثمانية قرون مضت أن لديهم مشروعاً إصلاحياً حقيقياً يتميزون به، بخلاف تكفين النساء وتقطيع الأطراف وإذلال الأقليات؟. . صحيح الإخوان المسلمون ضد الديموقراطية عدل، لكن الحق يتقال إحنا كلنا مش بتوع ديموقراطية ولا نيلة، ولا احنا وش حرية، طبعاً نحب الفوضى لكن حرية؟!!. . إسمحولي ماعطلكمش. . كان نظام مبارك يترك للمعارضة حرية النباح، ويعمل هو اللي يعجبه، الآن من سيحاول النباح سيتم قطع لسانه على سبيل الإنذار، وبعدها رقبته بمشيئة الله.
• إذا كان على الشرعية القانونية والدستورية، فكل ما تم منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن فاقد للشرعية، أما إذا كانت شرعية ثورية، تبقى الحكاية عافية والأقوى هو اللي يغلب، والإخوان وأذيالهم هم الأقوى والأضل سبيلاً!!. . لم يعد الدستور وكتابته مشكلة، فمن سيستطيع خلعهم من فوقنا لابد سيستطيع رمي دستورهم في صندوق القمامة. هي سويعات وتتقاتل على جثة مصر صقور الإخوان وذئاب السلفية.
• أقول لكم مقدماً قبل أن تحدث وتتصورونها تراجعاً مني أو خوف: سوف أؤيد الإخوان إذا لموا الشعب الفوضوي الذي يقطع الطرق والسكك الحديدية ويعطل العمل بالمؤسسات والمرافق، بس لازم مع ده يلموا البلطجية وحبايبهم اللي بيهدموا ويحرقوا الأقباط وكنائسهم وبيوتهم. . إذا علم الإخوان هذا الشعب الأدب والانضباط نبقى طلعنا بحاجة من دقنهم.
• إن كان على مرسي مافتكرش إنه ها يطَوِّل، هم لما يتمكنوا ها يسحبوه ويجيبوا الشاطر ولا غيره.
• لا أصدق أن من يتحدثون عن دولة خلافة إسلامية مغيبون ومستغرقون تماماً في القرون التعيسة الغابرة، فالأقرب للمنطق أنهم تجار كلام فقط لا غير.
• صرف النظر التام عما نسميه "القضية الفلسطينية" هو إشارة البداية لاستقامة مصر وشعبها على طريق التوجه لبناء وطن حديث ومنفتح على العالم. . لو أدرنا ظهورنا لقضية فلسطين لن نتفرغ فقط لبناء بلدنا، ولكن سنقطع عيش الكثير من الأرزقية تجار الشعارات والأونطة واللعب بالبيضة والحجر، وسنتيح فرصة لعقلاء الفلسطينيين للتوصل لحل عقلاني لمأساتهم التي تسببنا نحن في تفاقمها على مدى ستة عقود.
• طبيعي أن يراجع الإنسان نفسه، وأن يتدارك ما قد خفي عليه أو أخطأ فيه، لكن من يطلعون علينا الآن بندمهم على اختيار مرسي يطلقون نكتة سخيفة، ولن أزيد عن هذا تأدباً.
• كله للخير- ربنا موجود- مسيرها تنتهي. . ثلاث عبارات مازال دراويش الأنبا شنودة يرددونها، وهنا الخطورة. . "كله للخير": يعني بيستعبط والناس اندبحت واتحرقت بيوتها. . "ربنا موجود": ما حنا عارفين طبعاً، لكن قداستك قاعد كده تتفرج ومفيش حاجة تعملها، وعايزنا طبعاً نقعد جنبك، هو أنت خاسس عليك حاجة؟. . "مسيرها تنتهي": تدليس من لا يهمه ما يحدث للناس، مادام هو قاعد مزاجه عنب وميت فل وعشرة. . كل اللي بيحصلكم ولسه مش عايزين تفوقوا؟ !!
إلى العلمانيين الأقباط:
معركة تنصيب راهب بطريركاً خاسرة كمعركة عام 1970، والأفضل التركيز على الموضوع وليس الأشخاص، والموضوع الجوهري الآن من وجهة نظري الخاصة هو الكف عن تأليه الكهنة، والبداية البسيطة التي أراها وإن كانت مظهرية من حيث الشكل هي مطالبة الكهنة الأرثوذكس بالكف عن الظهور بمظهر كائنات فضائية مقدسة، بأن يحلقوا ذقونهم الكثة وشواربهم، ويرتدوا زياً معقولاً مثل زي الكهنة الكاثوليك، ولن نتمادى في الطموح فنطالبهم بارتداء أزياء طبيعية مثل القسوس البروتستانت، فربما بهذا ينزلون من مرتبة القداسة العلوية إلى مرتبة خدام للشعب، وأن يحرم قطعياً تقبيل أياديهم، حتى يتعلم أفراد الشعب أن يحترموا كرامتهم الشخصية، وأن يكون تقديسهم فقط للإله، وليس لمن يدعون النيابة عنه. . قد يبدو هذا أمراً هامشياً، لكنني أتصورها الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل نحو تدين صحي ومسيحي نقي من عبادة البشر. . ليس المطلوب فقط خلق فرص عمل للشباب، ولكن الأهم توفير فرص عمل شريف للجيوش الجرارة التي ترتزق بالتضليل وادعاء النيابة عن الإله، بالتوازي مع توفير كميات كافية من الخيش لسد أفواههم المقدسة. . قبل سعينا لعدم سيطرة المتحدثين باسم الله على الحكم، علينا إنهاء هيمنتهم على عقولنا وعلى حياتنا الشخصية.
الولايات المتحدة- نيوجرسي
التعليقات (0)