خربشات طفولية- 1
كمال غبريال
الحوار المتمدن - العدد: 2959 - 2010 / 3 / 29
البرادعي كالكريم على مائدة لئيم. . الملتفون حوله الآن بينهم من هم كفيلون بخراب ألف مالطة.
التغيير المطلوب هو ضبط ومضاعفة سرعة ما يجري بالفعل في مصر من تغيير.
الفرق بين الجحش والحمار: الجحش يُنَهِّق طول الوقت بشعارات أيديولوجية حمقاء، الحمار هو من يستمر في النهيق ذاته، حتى بعد أن ماتت تلك الأيدولوجية وشبعت موتاً.
الويل لمن يحاول أن يوقظ الدهماء من أوهامهم السعيدة.
لقد قبل الأقباط طوال 1400 سنة أن يعيشوا بجوار الحائط كأهل ذمة، وقد حقق هذا لرئاسات الكنيسة وضعاً مميزاً، يعظم من سطوتهم وثروتهم. . الحراك الحادث الآن، بفعل الحداثة والعولمة وبفعل صحوة قوى التخلف والإرهاب- يهدد الجميع: قوى الهيمنة والجمود/ وقادة الكنيسة/ وقطيع الأقباط المستريح المستكين لواقع ذليل وأثير في ذات الوقت. . ما لا شك فيه هو أن مسيرة الحضارة لابد وأن تجرف كل هؤلاء. . هو التطور أو الفناء، بلا خيار ثالث.
من الآخر: الاعتداءات الطائفية يتحمل مسئوليتها تنظيم الإخوان المسلمين ومدرسته الفكرية منفرداً وبلا شريك. . أما التردي الثقافي والاجتماعي والسياسي، فيتحمل مسئوليته الجميع، ومن بينهم الأقباط بكنيستهم الأرثوذكسية.
يرجع رواج العنف، لشيوع ثقافة الصدام بالمجتمع، الأمر الذي تعد معالجته من أصعب المهمات، فتغيير الثقافة عملية صعبة، رغم سهولة التغيير للأسوأ، لأنه يعود بالإنسان إلى طبيعته البدائية، فالثقافة الواردة إلينا مع القادمين من السعودية ودول الخليج، متشبعين بالفكر الوهابي البدوي، المختلف تماماً عن روح الأمة المصرية زراعية البيئة والثقافة، لها اليد الطولى في سيادة العنف في المجتمع المصري، بالإضافة بالطبع للعوامل الذاتية.
يا سادة يا كرام: هي غيبوبة أن نتبادل الاتهامات حول من المسؤول عن الحالة الطائفية المتردية والجرائم ضد الأقباط. . القضية ببساطة أن بلدنا ومجتمعنا في أزمة أو ورطة، وعلينا تحري الدقة العلمية في تحديد مواطن الخلل وأسبابه، لكي ننتقل إلى البحث عن حلول. . فشلنا في العثور على التوصيف والأسباب الحقيقية لما يحدث، يعني أننا لن نصل أبداً إلى حل!!
خطاب تيار الإسلام السياسي مسؤول عن تفشي ثقافة وممارسات العنف في المجتمع في جميع المجالات، فمن يزرع العنف والكراهية باتجاه ما، لا يلبث العنف أن يعم كل ممارساته، ويستحيل المجتمع إلى ساحة لذئاب تتبادل العض والنهش.
هناك من يرى أن الشعب المصري لا يستحق ولا يقدر على أكثر مما هو فيه الآن، وأن أي محاولات للتطوير بأسرع وأنجع مما هو حادث، ليست أكثر من حرث في البحر.
همسة في أذن البرادعي: لابد من وقفة حاسمة في وجه تيارات تجذبنا للخلف، وإذا كنا غير مستعدين لهذه الوقفة، فلسنا مستعدين لأي حركة للأمام.
لم نسمع حتى الآن من لجنة البرادعي غير مطالب بتعديلات دستورية، تتيح "لزيد" أن يحل محل "عبيد"، أو أن يحل "شاهين" محل "ألدو" لمن يتذكر من جيلي.
من غير المقبول أن تستمر دعوة التغيير في الحديث عن التغيير من حيث الشكل والآليات الديموقراطية، وتحجم عن تناول المضمون الذي تسعى إليه، فبقاء الآنية فارغة دعوة للسير إلى مجهول، يمكن أن تدفعنا إليه أكثر من عصابة بالساحة المصرية.
مشكلتنا الأساسية في الشعب وثقافته وعاداته وتقاليده، ومشكلة الحكم والحكام واحدة من ثمارها، تعود لكي تزيد من الحالة تدهوراً، والبدء بالإصلاح من أعلى، دون استناد ولو على هامش محدود من القاعدة، هو عبث محض.
كنت أتمنى أن يقود البرادعي تياراً ليبرالياً، يؤسس لذاته مواقع أقدام في الساحة المصرية، لينافس تيار التأسلم السياسي، ويقنع الناس بصورة مصر المستقبل، وهو ما لو نجح فيه، لعمل له النظام ألف حساب، كما يعمل الآن لدعاة التخلف والعروبجية وكهنة الستينات اللعينة، ثم يتقدم بعدها (وليس قبلها بأية حال) لتسلم السلطة من حكم سلطوي، لتسليمها لأصحابها جموع الشعب المصري.
هكذا يبدو أن البرادعي قد اختار الطريق السهل المفضي للاشيء، سواء لقصور في رؤيته، أو بتأثير المجموعة التي تحلقت حوله. . بتصور أن مشاكل مصر تنحصر وتنبع من شخوص الحكام، وغياب آليات تداول السلطة وتقسيمها بين السلطات الثلاث، والتي إن حصلنا عليها تحولت حياتنا من جحيم إلى نعيم مقيم.
الديموقراطية أسلوب حياة، قبل أن تكون وصفاً لنظام سياسي، ومن العبث تأسيس نظام يعتمد على آليات الديموقراطية، في غياب تام للإيمان بها كمنهج شامل لكل فعاليات الحياة. . هذا هو التغيير المنشود لدخول مصر إلى الألفية الثالثة، وعبثاُ أي محاولات لتجنب خوض معركة التغيير الثقافي هذه.
الفاشلون والأراجوزات والمرتزقة. . دراويش التخلف والناصرية والصدامية والقذافية، تشعبطوا في قاطرة البرادعي، فبئس المصير.
إذا ما رأى الناس حو ل البرادعي، ذات الوجوه، وذات الحناجر المحشوة شعارات جوفاء وهلاوس، فلا أظن أنأحداً سيلمس تغييراً جديراً بلفت انتباهه أو شحذ همته. . فهنيئاً للحزب الوطني، ودواماً لذات الحال.
ما الجدوى من أن يسن الشيوخ (البرادعي وصحبه) التشريعات، ما دام البرابرة (الإخوان المسلمون) عندما يحضرون سيسنون هم التشريعات؟- كفافيس
البرادعي خمير طيبة في مصر، لكن الخميرة وحدها لا تصنع خبزاً
البرادعي صنيعة الشباب المتطلع لوطن يصلح لحياة تليق بالبشر
قدر مصر أن يكون معارضوها أسوأ بكثير من حكامها. . الأمل إذن في ظهور إنفلونزا الحمير. . لك الله يا د. البرادعي.
أهلاً بالبرادعي نافذة يطل منها وطنه ومواطنوه على العالم وعلى الألفية الثالثة. . أيدينا قبل قلوبنا معك.
التعليقات (0)