خرافة رقم 2

 جلس الشايب كالعادة تحت شجرة الزيتون وبراد الشاهي يربرب قدامه ويبرق في السماء ويأكل في كرموسات كيف قطعهم من الشجرة . حتى جاء الأولاد اللي  يمروا عليه كل يوم ويهدرزوا معاه ويحكيلهم هو حكايات زمان وشنو يحصل توا في البلاد .  .
الاولاد :- صباح الخير ياشايب فيش تخمم  ؟
الشايب :- صدٌقوني أولا  ، كنت إنخمم في أيام زمان وين كان كيلوا اللحم باربعينبارة والخبزة ببعشرين .
الاولاد :- شنو الاربعينبارة وشنو البعشرين يا شايب  ؟
الشايب :- هدي فلوس الطليان زمان حتى جو الأنجليز لابسين فرعات قصيرة وعرايا وبراطيل كبيرة تحمبهم من شمس افريقيا الحارة  بعد الحرب ، وقسموا البلاد وداروا هم والفرنسيس حكومات في بنغازي وطرابلس وفي فزان  وسموها إدارات عسكرية . وطبقوا المنهج الدراسي المصري في بنغازي والفلسطيني في طرابلس والفرنسي في فزان  وغيروا العملة الطليانية في برقة وجابوا الجنيه المصري وداروا فلوس جديدة في طرابلس وسموها (المال) وخلوا فلوس الفرنسيس في فزان . وداروا بوليس مختلف وكل شئ داروه مخالف بين شرقي ليبيا وغربها  وجنوبها .  وإنقسمت البلاد الشرقاويين بدأوا إتصالاتهم مع مصر  والغراباويين  مع التونسيين والطليان والفزازنة مع بلاد الفرنسيس الافريقية . وأصبح من الصعب على سكان طرابلس  يمشوا أو يتصلوا ببنغازي أو بالفزازنة  او بالعكس .  ومعرفناس شو الحكاية حتى جي وقت  الأستقلال متع الأمم المتحدة فسموا البلاد الفدرالية . كلمة عمرنا ما سمعناها  ولا عرفها العرب  ومش عربية .  ولما سألنا  عنها قالوا كل  إدارة عسكرية  من الأدرات العسكرية الثلات في ليبيا سموها ولاية و عينوا فيها والي من البلاد  ووزراء سموهم نظار بالفقهي  يعني حكومة  . ووزراء الحكومة الفدرالية متع ليبيا  كلها  يقعمزوأ في العاصمة طرايلس ولا بنغازي ولا البيضاء ينشوا الذبان ويطيبوا الشاهي ويلعبوا الكارتة  ويتدهوروا في سيارات المرسيدس . حتى غضب الملك الشايب فأستخار في إحدى الليالي  كالعادة ، ولما ناض الصبح جاب رايس الحكومة الفدرالية وقال له إعملوا وحدة ليبية وألغوا الولايات  والولاة والنظار والمجالس التشريعية  وديرو محافظات وحكومة واحدة . إستغرب رايس الحكومة وقعد مسهم يخمم مع نفسه كيف الملك الشايب ألي دار الفدرالية يلغيها  هكي . فنت فيه الملك الشايب  ، وقال له إنت سمعتني ولا لا أنا قلتلك إلغوا الفدرالية توا،  نادو البرلمان والمجالس التشريعية  وقولولهم حالا  يوافقوا على الغاء الفدرالية وبلا نقاش  وبدون أحتفالات .  دول الولايات معاش خلوني نستريح  ولا نام . ولاية متعاركة مع ولاية وولاية مع الحكومة الفدرالية  ولا مع المحكمة العليا ويتعاركوا على الأرض والحدود والفلوس والمشاريع  . وكل واحد ناصب شوكته للأخر.  حتى  لما البترول ظهر  في الحدود بين ولاية برقة وطرابلس جنوب سرت وإجدابية  زادت  المشاكل .  ولاية طرابلس قالت ما تمدوش أنابين البترول إلى ميناء البريقة  لانه في ولاية برقة وولاية برقة قالت ماتمدوش أنابيب البترول إلى ميناء رأس لانوف  لانه في  ولاية طرابلس. وثار الخلاف لغاية ما وصل  إلى التهديد بأستعمال السلاح . وأوقفت شركات النفط  أعمال الحفر والأنتاج ومد الأنابيب مما يهدد ليبيا بالهلاك . وطبعا رايس الحكومة دارما أمربه  الملك الشايب وأنتهت الفدرالية وبقى الخلاف على الفلوس والمشاريع  في مجلس الوزراء ومجلس النواب . حتى قام إنقلاب ستمير . 
الاولاد :-  صار هذه الفدرالية الي يحكو عليها هذه الأيام في الجرنال  وفي التلفزيون
الشايب :- الفدرالية إستفادوا منها  الناس الكبار وزراء ورؤساء حكومات وشيوخ ونواب وتجار وعطاءات ومشاريع وحواشين  وعمارات حتى لحسو كلهم الأخضر واليابس . واليوم أولادهم يبو الفدرالية بيش يلحسوا ويديروا لداروه أبهاتهم ويعوضو الي خسروه في عهد ولد بومنيار المقبور الذي قال للثوار لما ثاروا عليه ،  منه أنتم ؟ ولما شدوه في الطوبو متع المطر تحت طريق سرت قاللهم شنو فيه ؟ شنو فيه ؟ وبعدين وروه الثوار  شنو فيه .
الأولاد :- كيف حال البلاد بعد الثورة ياشيخ . 
الشايب :-  والله الدنيا خايضة ما تعرف إيدك من كرعيك  قالوا الثوار يحافظوا على الأمن والشرطة مقعميزين في الكازيرمة يشربوا في الشاهي ويلعبوا في الكارطة . كان حبسوا واحد سارق أو مجرم جوا الثوار بالسلاح وطلعوه من السجن وياويل الشرطة كان تكلمت . وكل واحد يقبض في معاشه سواء كان موظفا او إبن سبيل أو تائرأ أو من الغوايين . وكل واحد يجد حوش فاضي ينقز فيه . ويلاقي جراج مسكر يكسره ويأخذ السيارة  الي فيه .  وزايطة والبلاد معبية بضاعة وسيارات  فخمة من كل نوع .  وكل واحد شاد سلاحه ويبي رئيس ولا وزير ولي بيصير يصير .
الاولاد :- وين المجلس الأنتقالي والحكومة المؤقتة
الشايب :-  جماعة المجلس الأنتقالي والحكومة يخمموا عل انفسهم يفكروا في العلاوات والسفريات  والاحنفالات وفي مستقبل أولادهم وبني الحواشين الباهية وشراء السيارات الفخمة . وكل واحد يقول في كلام لا ليه راس ولا أساس  ويضحكوا على الناس ويقولوا الأنتخابات جاية  بيش الشعب بيحكم . 
الاولاد :-  داروا قانون إنتخاب  وقسموا الدوائر على البلاد .
الشايب:-  قالوا اعضاء المجلس الأنتقالي داروا القرعة فيما بينهم وكل عضو خذي دايرة  ولا إثنين  بيش يرشحوا فيها أولادهم وأخوتهم وأصحابهم  ويغلقوا الباب على البرانية . وهديم لما ينجحوا  يحموا أعضاء المجلس الأنتقالي الحالي من المتابعة القانونية على ما داروه ولحسوه بالساكت . 
الاولاد :- وشنه حكاية قانون الافتاء
الشايب : الشيخ الريس رجل متدين الله يفيدنا ببركاته أمين  . حتى لما خطب في يوم التحرير قال إن جهاد الليبيين وتضحباتهم بالأف الشهداء والجرحى والمفقودين  توج  بالنجاح وأصبح الرجالة الليبيين  يتزوجوا أربع نسوان  ويطبقوا شرع الله . و بعدين  قرر الريس تعيين مفتي واعطاه كل السلطات في كل مدينة وقرية بيش  يحكم ويأمر الحكومة الليبية الجاية والبرلمان المنتخب بيش يديروا ألي يبيه  المفتي والي يأمر به الشيخ الحاكم  وهو قاعد منريح في القصر .
الاولاد :- مش الديمقراطية هي حكم الشعب وكيف البرلمان  المنتخب من الشعب يقبل أوامر من المفتي اللي معينة الشيخ الريس .
الشايب :- الديمقراطية  هذه  هي التي سماها المقبور القذافي ديمومة الكراسي ومعناها الي يحصل فرصة ويجلس على الكرسي يدير الي يبي ومعاش يزحزه حد وهو حي .واعضاء المجلس الأنتقالي موش أقل من غيرهم  سخنت كراسيهم ولصقت فيهم والله يساعدنا . 
الأولاد :- مش قالوا بيجيبو مرات القذافي وأولاده بيش يحاكموهم . 
الشايب :- هذا الكلام الرسمي فوق الطاولة أما تحت الطاولة فأشيع والله أعلم  أن الشراقة قالوا القذافي إنتهى والحمد لله وصفية بنتنا وأولادها أولادنا والله ما في واحد واضع عليهم صبعه .  وخليهم يزيطوا في العالم  خلعوهم الثوار وحولوا حياتهم إلى جحيم  وطيحوا حواشينهم وسرقوا سياراتهم  وخذوا أموالهم وقتلوا بباهم . وشيبوا الثوار أكثر من هذا .

الأولاد : - مش قالوا بيحاكموا سيف القذافي .
الشايب :- هذا كلام في العظم فكوني منه . والله ما فيه واحد فاهم كل واحد عنده قصة  وكل يوم فيه إشاعة . سيف طلعوا صورته في الجرنال والتلفزيون وهو مقعمز مع ثوار الزنتان  وقدامهم قصعة بازين بالدجاج والدحي والفلفل الاخضر ويطيبوا في الشاهي  ويهدرزوا كالعادة .   وتوا اشيع أن  الزنتان يبوا يزوجو سيف ببنتهم  بيش يصبح نسيبهم  ويحموه . والصداقمتع العروس  أشيع  قداش كرهبة حمالة معبية بسبائك الذ هب الأصفر .  وفيه إشاعة  تقول صفية زارت ولدها في الزنتان  تحت الحماية المسلحة .  ويا أولاد أحسن تمشوا ما تخلونيش إنبق كل شئ  . فيه قص ما حصلتس قبل في بلادنا أو في بلاد بره ما تنحكاش  . وما فيش حد خائف وما فيش حد سامع  والله يكون في عوننا جميعا .