مواضيع اليوم

خذو الحكمة من شعبكم ياقادة العراق الجديد

فارس مشعل تمو

2010-03-27 23:11:44

0


اظهرالشعب العراقي من خلال التجربة الانتخابية لعام 2010 بانه بدأ يسير على السكة الصحيحة في مسيرة البناء الديمقراطي للفكر الشعبي من خلال نسبية تحرره بشكل تصاعدي من المفهوم التقليدي المتعارف عليه في المجتمعات الشرق اوسطية للانتخابات التي ارتبط اسمها بنسبة الـ99,99% لصالح الزعيم الأوحد، المؤبد.

وبدأ بازالة الغبار عن الفكر الحر، وتحريره من الاستلاب الديني والطائفي، ورسم حدود للتبعية والولاء للزعيم الديني او الطائفي، التي رافقت مرحلة الخلاص من النظام البائد، وما تلاها من مراحل تحول عسيرة نحو الديمقراطية، اتسمت بالدموية والتصفيات الطائفية، واستغلال صناديق الاقتراع بشكل موجه ومسير....عن بعد.... لانتخاب الزعيم الديني وقائمته المغلقة بما تحويها من انتهازيي، ومستثمري اموال الشعب.

اصبح المواطن العراقي يعي اهمية صوته الذي يمنح صناديق الاقتراع قيمتها العملية لتاخذ دورها في دفع عجلة التطور الديمقراطي في الوعي الشعبي، وصار يتمتع بما يكفي من وعي اجتماعي سياسي نسبي، يمكنه من تحديد موقعه كطرف في العملية السياسية، بحيث تكون المنافسة الانتخابية بينه وبين كافة الفرقاء السياسيين، وليست بين الفرقاء فقط، والعملية الديمقراطية ليست إلا عقد مابينه وبين الحكومة، وهو الطرف الاقوى في هذا العقد، ليس متفرجاً كما تم ترويجه في زمن ولى من العراق بدون رجعة، بل هو صاحب الخيار في اختيار الاشخاص المؤهلين لتولي مهام الطرف الاخر من العقد (الحكومة)، وتكون الافضلية لمن يسعى جاهداً لتلبية حاجات ومتطلبات المواطنة الحقيقية، من خلال ما ينفذه من مشاريع خدمية، والمحافظة على الامن والامان، وتأمين فرص عمل تحقق الحد الادنى للمعيشة الحرة الكريمة للمواطن حتى لايعيش مغترباً في وطنه.

صحيح ان الوعي بضرورة فصل الدين والولاء الديني والطائفي، عن مفهوم المواطنة والولاء للوطن، لازال نسبي بين الشعب، ولكنه بدأ يجتاز المراحل الاولى، مما يبعث على التفائل بالمستقبل الذي كان قاتما قبل هذه الانتخابات.

هذا التفائل من الناحية الشعبية فقط، بينما الساحة السياسية، او قيادة الحركة السياسية العراقية، لازالت تحتاج الى حرق الكثير من المراحل دفعةً واحدة لبلوغ الوعي الشعبي، لانها تدرك تماماً بانها سوف ترضخ في النهاية عند ارادة الشعب العراقي، وتحكيم صناديق الاقتراع، ويمكن تحديد ما تواجهه القيادة السياسية في العراق من تحديات مستقبلية على سبيل المثال لا الحصر:

ما تعانيه الكتل السياسية من صراع ذاتي داخلي بين ما هو قائم من مفاهيم ومبادئ، وما يجب ان تكون عليه مبادئ المستقبل المنشود عراقياً، فاغلب القيادات السياسية هي قيادات عقائدية دينية طائفية، او عشائرية، اوبعثية شوفينية تنتظرعودة صدام حسين من رماده ، ومهما حاولت وتغنت بالعلمانية والمواطنة والمدنية والليبرالية اي متطلبات مستقبل العراق الجديد الذي ينتظره الشعب، فانها لا تستطيع ازاحة الصفة القديمة عنها، والتملص من التزامات حمل هذه الصفة، وحتى اذا ارادت الانسحاب والبراء منها فلا يمكنها ذلك، لذا فالنزاع محتد داخلياً وهو مايبرر اختلاف الاقوال عن الافعال، ناهيك عن نزعة الانا الشرقية، نزعة تملك السلطة والانفراد بالقرار، وخاصة بان الحالة العراقية طفرة، وحالة جديدة خطيرة تهدد ما هو ثابت منذ عقود في المحيط الاقليمي من سياسات، كما بدا واضحاً بروز هذه النزعة في شخصية نوري المالكي، رئيس مجلس الوزراء المنتهية ولايته، حيث برزت نزعة الانا الشرقية لديه....في غفوة سياسية..... جعلته يعتقد بانه قادر على الاستيلاء على السلطة كما بدا لنا من خلال اتهامه للقائمة العراقية بتزوير نتائج الانتخابات، وتلويحه باستخدام سلطته بتذكيره بانه قائد القوات المسلحة، وباستخدام التهديد والوعيد لموظفي مفوضية الانتخابات باعتقالهم جميعاً في حال عدم اتخاذهم إجراءات ضد ما يقول إنه تزوير تتعرض له النتائج ودفع حزبه لتنظيم مظاهرات في محافظات البصرة وبابل وذي قار وكربلاء تطالب بالاستجابة لمطالب المالكي، طبعاً هذه المسيرات تُذكرنا بمسيرات التصفيق والهتافات بأبدية القائد....وبالروح بالدم نفديك ياقائدنا....في الانظمة البعثية، وكافة الانظمة الشمولية، ولكنه تدارك نفسه، وعاد الى الواقع من غفوته، فخفت نبرة التهديد في تصريحاته، وعاد الى الخط السياسي العراقي العام ليبدأ بلقائاته مع باقي الكتل للتشاور حول مرحلة مابعد الانتخابات لتجاوز مرحلة مخاض ولادة الحكومة الجديدة.

كما ان الدكتور اياد علاوي الذي يتزعم القائمة العراقية لايختلف كثيرا عن منافسه، فرغبته بالمنصب، جعلته يناقض نفسه في الكثير من المواقف، وبدا واضحا التناقض الصارخ بين مايدعيه من علمانية، وماتنقله لنا افعاله على ارض الواقع من مناهضة للعلمانية، ورفض التجربة الفيدرالية العراقية، مما يعني رفض الدستور من موقع الدعاية الانتخابية لبلوغ مركز حامي القانون، والدستور....تناقض مابعده تناقض...اي كالذي يطعن الاخر بظهره ليختاره حامياً، كما انه يخوض الانتخابات بقائمة تناقضات، بحيث تضم ممثلي السنة العرب العراقيين من الموصل، وهم معروفين بنوازعهم العنصرية تجاه الكورد كعائلة النجيفي، كما تضم عناصر سنية شمولية كالمطلق والهاشمي تؤمن بنظرية الانقلاب، وإعادة العراق الى سياسة القائد الاوحد، واللغة الواحدة، و دائرة الوحدة العربية، والحرية المزيفة، والاشتراكية التجارية، وقد تتصور هذه العناصر باستخدام علمانية علاوي كحصان طروادة بانها ستستعيد الحكم وتعيد العراق الى ما كان عليه في العهد الديكتاتوري المقبور مع صانعه صدام حسين.

اما التحالف الكوردستاني فيبقى دائماً، صمام امان يحول دون نجاح اي قوى سياسية عراقية شمولية في افشال العراق الجديد، والعودة به الى الوراء، كما انه يتمتع بالقوة الكافية، التي تمكنه من موازنة كفة الميزان في لعبة التوازنات السياسية داخل العراق، او التوازنات السياسية الاقليمية والخارجية التي تفرض على الساسة العراقيين، نظراً للرعب الذي يعانيه المحيط الاقليمي بالعراق، خوفاً من تسرب وباء الديمقراطية...كما تعتبره الانظمة الشمولية.... الى عقول شعوبها.

وقد لعب دورا استراتيجياً في الحفاظ على العراق موحداً فيدرالياً، لانهم اختاروا المواطنة للوطن العراقي، وحماية الحدود العراقية من التقسيم، واختيارهم هذا من موقع قوة يسمح لهم باختيار عكس ذلك، لكنهم ارتأو الافضل للعراق، وللمستقبل الذي يفرض التعايش السلمي بين الشعوب من خلال النظام الفيدرالي، الذي يتيح لهم حماية الشعب الكوردي والتجربة الكوردستانية.

faristemo
dostocan@gmail.com
http://www.elaphblog.com/dosto
http://www.facebook.com/home.php?ref=home

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات