مواضيع اليوم

خذوا عبرة من طاووس الملائكة

bladna alhabebh

2012-01-11 19:23:22

0



ممكن ان يكون هناك انساناً عابداً زاهداً يكثر بالسجود والركوع حتى تتقطع اوصاله ويؤلف كتباً كثيرة حتى انها لا يستطيع حملها الاقوياء لكن هذه الاعمال بنهاية المطاف تنسف بموقف غير مشرف .. هل هذا الامر معقول
للعلم ان هذه الاوصاف بمقاييس اهل الدنيا وهي ممكنه جدا وموجودة بالواقع لان ابليس الذي كان لكثرة عبادته وسجوده لله سمي بطاووس الملائكة في لحظة صار عدوا لله وشيطانيا رجيما بمجرد موقف العصيان وعدم سجوده لأدم كما في القصة المعروفة فاذا كان ذلك الملك العابد لُفت اعماله ورميت بوجهه وصار عدوا بمجرد موقف فغيره ممن هم من اهل الدنيا اقرب للإمكان ان ينزلوا من مستوى عباد وزهاد ومراجع وغيرهم الى مستوى الحضيض بموقف ايضاً وهذا دليل واضح على الامكان ..
يحكى ان بطلا في الملاكمة كانت عنده منازلة مع احد ابطال العالم وكما هو معلوم قبل بدء المنازلة يقوم المنازل بالاستعراض امام الجمهور قبل ان يجئ خصمه فهذا البطل وهو امام الجمهور يبرز قوته ويرقص على الحلبة رقص الابطال وهو متمكن جدا من الغلبة على خصمه المُترقب واذا بالخصم دخل تزفه امه وهي تزغرد خلفه وتضمه وتلفه متفائلة بنصر ابنها الذي تتأمله والبطل يراقب الموقف فاطرق هنيئة وقال في نفسه ان انا فزت خابت آمال هذه الام المسكينة الفرحة بولدها .. فحكى مع نفسه لما لا اتعمد الخسارة كي تدوم فرحتها بولدها واما الفوز فأحققه بنزالات اخرى .
فقرر ان يخسر وبدأت المنازلة وخسر البطل خسارة متعمدة وفعلا خرجت الام وهي فرحة بولدها واذا بالبطل قد فتحت في قلبه افاق المعرفة والايمان وقذف الله في قلبه العلم والتقوى والايمان فصار ولياً عابدا زاهدا بمجرد موقف سجله بلحظة علماً انه :
لا صام ولا صلى ولاحج ولا زكى ولا قرأ قراناً ولا صلى تراويحاً ولا اسس موكباً ولا لطم ولا ادَ شعيرة .. كان سجله فارغاً سوى ذلك الموقف الذي قفز به بمصاف الاولياء ..!!
هل شعرنا الان وتيقنا ان الحياة مواقف وكل انسان يسجل موقفه في هذه الحياة قبل ان يرحل للعالم الاخر .
اليوم العراق ينزف جراحاً ودماء ابناءه ارخص من التراب هل نحتاج من المتصدّين والواقفين مواقف الرهبان والسادة والشيوخ والمراجع وغيرهم ان يسجلوا موقفا لذلك الشعب المفجوع .
اين السيد والزعيم اين الراهب والعابد من الظالم والفاسد والغير مبالي بحياة الناس اين هم من المسبب الرئيس للواقع المأساوي الذي نعيشه هل يعلمون انهم اقرب الناس للانهيار بمثل مواقف ابليس وغيره ..
هل يعلم رجل الدين الشيعي والسني وغيرهما ان الله سبحانه كان يذم الرهبان كثيري العبادة والزهد لانهم لم يمارسون دورهم الحقيقي انظروا الى كلام الإمام علي عليه السلام ماذا يقول في قوله تعالى (( لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ))
الامام علي يقول : إنما عاب الله ذلك عليهم لانهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم ورهبة مما يحذرون ..
ثم قال وهو يخاطب اولئك المتزلفين او الساكتين عن الظلمة فقال أو ليس بدعائه إياك حين دعاك جعلوك قطبا أداروا بك رحى مظالمهم وجسرا يعبرون عليك إلى بلاياهم وسلما إلى ضلالتهم، داعيا إلى غيهم، سالكا سبيلهم ...
فليعلم من صار في الواجهة والسيد والمرجع والحاكم والامام ان مصيره كمصير اولئك الرهبان ان لم يقم بدوره الحقيقي في ارشاد الناس ودفع الباطل ومحاسبة الفاسد بالوسائل التي يقرها الشرع والأخلاق وحبذا ان يبتكر لنا الزعماء و العلماء الطريقة الاخلاقية الانسانية التي من خلالها نردع الظالم ونرد الفاسد وان يقفوا معنا فان كان الاعتصام والتظاهر حرام لأنه كما يصفه العالم وسيلة يتربص لها الاعداء فأي وسيلة اصلح ؟
انقذوا الناس بأخف المؤن واسهل الطرق وانتم تملكون وسائل الاعلام والاموال هل نجد هذا الذي نأمله سجلوا موقفاً واحداً امام الله وامام الانسان وامام التاريخ والإنسانية ..
اذن علينا الان بعد ان قيل و قال وبعد ان تُرك الواجب ولم يزاول العالم دوره الرئيس في اصلاح الفساد هل لنا ان نستبدلهم برجال مخلصين مغيبين يمارسون الدور الحقيقي في النصح والإرشاد ولهم مواقفهم الحقيقية الثابتة ؟
فهل نرى ان الوقت فات والمواطن العراقي يشكو والدماء تسيل والاعراض تنتهك دعونا اذن نبحث عن البديل نبحث عن الذي يسجل موقفاً في هذه الحياة تجاه المواطن المنكوب فو الله اليوم اصبح الشعب كاليتيم الذي يبحث عمن يراعيه وقد غاب الراعي وسها وها هي الرعية نحو الذئاب والى الله المشتكى .






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات