واجهت الحركات ذات الطابع الديني الواقع بمستويات مختلفة فمنها من اتجه نحو القتل و الإرهاب و التدمير و التكفير و احتكار الحقيقة و الاستئثار بالجنة كتنظيم القاعدة وج بهة الإنقاذ الجزائرية التي أعادت الجزائر إلى مرحلة ما قبل الاستقلال والجماعة الإسلامية (التكفير و الهجرة ) في مصر التي تعتقد أن من يحلق لحيته يستحق القتل . والبعض الآخر آثر الانسحاب من الساحة السياسية والاكتفاء بالأدوار المهنية والنقابية والانغماس بالنشاطات التجارية (شركات توظيف الأموال ) وفوق ذلك المصالحة مع السلطات بشكل سري حفاظا على المصالح المكتسبة ومن هذه الحركات الأخوان المسلمين في مصر . في حين ان حركات أخرى تجاوزت أخفاقات الماضي والأخطاء الكبيرة التي وقعت فيها ونبذت سياسة تصفية الحسابات والصراع مع الفرقاء ووجهت سلاحها صوب العدو الرئيسي المحتل للأرض فاكتسبت هذه الحركات نوعا من المصداقية ومن هذه الحركات (الجهاد )و (حماس ) في فلسطين و(حزب الله ) في لبنان .
الجنوب اللبناني : الحرمان والعقلية الجهادية
يشكل المسلمون الشيعة الأكثرية في الجنوب اللبناني .. والجنوب عموما يمثل مجتمعا زراعيا تقليديا تغلب على أهله البساطة والعفوية والفقر والدين عموما يجد له مجالا واسعا في هكذا أوساط واكثر أهل الجنوب يشتغلون في زراعة التبغ الذي شهدت زراعته تراجعا ملحوظا في بداية الستينات مما اثر على الحالة الاقتصادية للسكان فاثر قسما منهم الهجرة نحو الشمال في بيروت فلم يجدوا لهم مأوى في وسط المدينة الغنية فسكنوا في ضواحيها الفقيرة ( الكرنتينة ,النبعة,الداكونة ،سد البوشة ) جنباً إلى جنب المهاجرين الفلسطينيون فكان الحرمان يوحد الجميع .
وأثر هذا التجاور على القادمين الجدد فتشكلت لديهم العقلية الجهادية التي ستثمر بعد حين جيلا من المقاومين . ولكن هذه العقلية كانت تنقصها القيادة الواعية الحكيمة التي تنظمها وتأخذ بيدها نحو العمل المشروع وتحقق مطالبهم الشرعية.
وبشكل عام فأن الشيعة في لبنان عانوا من الحرمان الاقتصادي و الإقصاء السياسي نتيجة تمركز السلطة بيد السنة والموارنة الموجودين أصلا في بيروت .
رجال الدين والقيادة :
يعتبر الأمام عبد الحسين آل شرف الدين الموسوي أول رجل دين شيعي يدخل إلى معترك الساسة عن طريق بوابة المقاومة في لبنان .وشرف الدين ولد في الكاظمية ببغداد نهاية القرن التاسع عشر و أكمل دروسه الدينية في النجف والكاظمية حتى ان قرر الهجرة إلى جبل عامل موطن أجداده وهو في الثانية والثلاثين من العمر ليبدأ من هناك حركته الجهادية والعلمية بمقاومة الاحتلال الفرنسي للبنان و إنشاء وتحديث المدارس الدينية هناك (كالكلية الجعفرية )التي يديرها ألان ابنه السيد جعفر .
وبعد وفاة السيد شرف الدين بقي الشيعة في لبنان يتوقون إلى قيادة نزيهة و جريئة و شجاعة حتى ظهر السيد موسى الصدر الذي شكل علامة فارقة في الوجود الإسلامي في لبنان وشكلت القيادة الصدرية مثالا ونموذجا يحتذي به في لبنان إلى ألان . والسيد موسى الصدر (الذي يمت بصلة قرابة إلى السيد شرف الدين والسيد محمد باقر الصدر )هو ابن السيد محمد علي المعروف بصدر الدين المولود في الكاظمية ويعد من علماء الدين المشهورين المتوطنين في قم بإيران التي ولد فيها السيد موسى سنة 1349ه ثم انتقل إلى النجف ودرس على يد محمد رضا آل ياسين والسيد محسن الحكيم . ولكن السيد موسى انتقل إلى لبنان بعد وفاة السيد شرف الدين اثر طلب أهالي مدينة صور فأقام هناك وعمل على تنظيم صفوف المسلمين الشيعة وتهيئتهم للحياة السياسية فانشأ في الستينات منظمة ( المحرومين ) التي عملت على تنمية الكوادر الشيعية الشابة في المجالات كافة ثم أسس السيد موسى سنة 1969 كيان سياسي شيعي اسماه (المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ) وكانت بوادر الأزمة اللبنانية تلوح في الأفق بعد أحداث أيلول الأسود في الأردن وخروج الآلاف من الفلسطينيين من عمان إلى لبنان حتى تفجرت الأوضاع السياسية والعسكرية في لبنان عام 1975 وكان للسيد موسى دورا بارزا في مواجهة الأخطار والكوارث التي هددت لبنان بعد ان فرض حزب الكتائب بمليشياته المسلحة القوية نفسه على الساحة اللبنانية فعمل السيد موسى إلى تحويل منظمة (المحرومين ) إلى مؤسسة عسكرية لمواجهة التطرف الكتائبي وكان العمل يجري بشكل سري لتشكيل هذه المؤسسة حتى تعرض أحد مراكز التدريب إلى قصف شديد أدى إلى وفاة .4 شخص وكان السيد موسى معتصما في جامع العاملية ببيروت فاضطر في 6/7/1975 إلى إعلان ولادة منظمة (أفواج المقاومة اللبنانية )-أمل-وقال أن هذه المنظمة –من دون ان يسميها أو يعتبرها منظمة –تتدرب وتستعد لتتمركز في الجنوب لصد الاعتداءات الإسرائيلية . ولكن المجلس الإسلامي و حركة أمل تعرضتا إلى ضربة موجعة اثر التآمر المريب الذي حصل ضد السيد موسى بعد اختفائه في ليبيا عام 1978 فكان لابد من مواجه الموقف الصعب خاصة وان الساحة اللبنانية مازالت مضطربة فانبرى السيد محمد مهدي شمس الدين إلى تسلم مسؤولية المجلس الأعلى والسيد نبيه بري المحامي إلى تسلم مسؤولية حركة أمل (وما يزالا إلى ألان في مسؤولياتهما القيادية بالإضافة إلى أن السيد بري هو رئيس البرلمان اللبناني ضمن التوليفة الطائفية اللبنانية ) .
ولادة حزب الله :
بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982 تشكلت في بيروت (لجنة الإنقاذ الوطني )برئاسة الياس سركيس لمواجهة تداعيات هذا الاجتياح وكان من الطبيعي ان تنظم حركة أمل إلى هذا التنظيم ولكن قسم من أعضاء الحركة رأى إن هذا الانضمام يشكل انحرافا عن سياسة الحركة و أن هذه الجبهة تريد إيصال بشبر الجميل إلى رئاسة الجمهورية و أن الجميل قائد (القوات اللبنانية ) الكتائبية يريد إنهاء النزاع مع إسرائيل بصورة سلمية فترك هؤلاء حركة أمل وأسسوا تنظيما جديدا أسموه (حزب الله )وانظم أليه أفرادا من خارج الحركة أيضا وتسلم الشيخ صبحي الطفيلي مسؤولية الحزب الجديد وتشكلت القيادة التي سميت ب (مجلس الشورى )وكان حسن نصر الله عضوا في القيادة . وكان اغلب أعضاء الحزب هم من المعممين الذين تنحصر ثقافتهم بالأمور الدينية التقليدية و المتأثرين بالتجربة الإيرانية .
من هو حسن نصر الله :
ولد حسن ابن عبد الكريم نصر الله في بلدة البازورية في جنوب لبنان في 31/8/1960 ثم انتقلت عائلته إلى بيروت اثر الضائقة الاقتصادية في الجنوب وسكنت منطقة الكرنتينة حيث الفقر والبؤس والحرمان بكل معانيه . وكان والده عبد الكريم يبيع الخضار والفواكه مع اخوته متجولا حتى استطاع ان يفتح دكانا صغيرا لمفرده في الحي وكان يعلق على أحد جدرانه صورة للسيد موسى الصدر طالما تمنى حسن وهو يراقبها بوجل ان يصبح مثل هذا الرجل يوما ما –كما قال ذات يوم - وكان حسن الصغير يتردد على مسجد في منطقة سن الفيل أو برج حمود أو النبعة لعدم وجود مسجد في الكرنتينة وقد أخذت ملامح التدين تبدو واضحة عليه. يصفه رفاقه بأنه كان متدينا منذ الصغر ويتميز بطباعه الشرسة والحادة ورفضه لأي مزاح يمس الدين أو الذات الإلهية غير انه لم يكن منطويا على نفسه بل كان مأخوذا بهمومه وتطلعاته الداخلية . أتم دراسته الابتدائية في مدرسة النجاح وكان في عداد أخر دفعة نالت شهادة (السرتيفكا ) الشهادة الابتدائية الرسمية التي ألغيت عام 1970 ثم دخل مدرسة سن الفيل الثانوية لكن أحداث الحرب عام 1975 دفعت العائلة إلى الرجوع إلى الجنوب حيث اكمل دراسته الثانوية في مدرسة صور الرسمية . وأثناء وجوده في البازورية التحق بحركة أمل حديثة التكوين وهو أمر طبيعي في ضوء إعجابه الشديد بشخصية السيد موسى الصدر .وسرعان ما اصبح حسن وبالرغم من صغر سنه ممثلا لقريته في الحركة غير ان تأثير إمام جامع صور محمد الغروي عليه دفعه إلى أن يقرر التوجه إلى النجف ليدرس في حوزتها الدينية وكانت تربط الغروي بالسيد محمد باقر الصدر رابطة علمية وشخصية فأعطى حسن رسالة توصيه إلى السيد الصدر الذي كان اسما مدويا في سماء العالم الإسلامي ولا ننسى وقع اسم الصدر على مسامع حسن .ووصل حسن بعد رحلة طويلة إلى بغداد ومن ثم إلى النجف واتصل بالسيد عباس الموسوي وهو من سكنة قرية نبي شيت في البقاع فأخذه إلى السيد الصدر الذي أعطاه نقودا كمصروف شهري ولشراء الكتب و أوصى عباس الموسوي أن يكون معلمه وراعيه ومن هنا نشئت العلاقة الوطيدة بين الاثنين والتي دفعت حسن الى الألتحاق بعباس الموسوي الذي عاد الى لبنان بعد المضايقات التي حصلت للسيد باقر الصدر واتباعه من قبل السلطات البعثية العراقية . وقد افتتح عباس الوسوي مدرسة دينية في بعبلك بمباركة من السيد موسى الصدر وكان من الطبيعي ان يلتحق فيها حسن الذي انضم اليها طالبا و مدرسا . وقد لعب عباس الموسوي وصبحي الطفيلي وحسن نصر الله دورا محوريا في عملية الانشقاق عن حركة امل التي لم تعد تلبي طموحاتهم الدينية والسياسية بعد ان تسيد الحركة بعد السيد الصدر المعتدلين الذين يتزعمهم المحامي نبيه بري .
وقد ترقى حسن نصر الله في الدرجات الحزبية وكان بين عامي 82-1989 رجل المهمات التنظيمية حيث عكف على بناء الكوادر الشبابية وتعليمها وتلقينها فكر الجهاد والمقاومة وكان من اقواله في تلك الفترة (ان اسرائيل قوية في اذهاننا فقط ) وهو الامر الذي ظهر بشكل جلي بعد حين .
ولكن هل يمكن للمرأ ان يعمل من دون اخطاء وهل يدرك ان ما يعمله تشوبه بعض الاخطاء خاصة وان عمله هذا يندرج ضمن العمل الديني الذي لايعترف بفكرة الخطأ ,في الحقيقة لا يمكن لنا ان نفسر ما حدث بين حلفاء الامس الذين اصبحوا اليوم اعداء الا من زاوية ضيق الافق والانانية القاتلة ولا يجب ان ننسى التدخل الخارجي الذي وجد في الساحة اللبنانية ميدانا لتصفية الحسابات وتجريب النظريات الفاشلة فقد لعبت الطائفية الايرانية و الاموال السعودية و الجيش السوري والغباء الصدامي والحقد الليبي والاحلام الفرنسية والحق الفلسطيني دورا مهما في تأجيج النار اللبنانية ومد فترة الازمة حتى تفوقت في النهاية القوة السورية والمال السعودي عبر مؤتمر الطائف المعروف . ومن هذا المنطلق يمكن فهم ما حدث من أقتتال دام وكارثي بين حزب الله و حركة امل فهذة الاخيرة – ومعها اطراف كثيرة في لبنان – رأت ان وجود فصائل من المقاومة الفلسطينية تحارب اسرائيل انطلاقا من الاراضي اللبنانية يعرض امن لبنان الى الخطر ويدفعه الى حرب مع اسرائيل لايمتلك لبنان مقومات النصر في هذة الحرب في ضوء التناقضات الداخلية وضعف الامكانيات العسكرية و الاقتصادية ثم ان التصرفات غيرالمسؤلة لهذة الفصائل في أثارة المشاكل و النزاعات بين التيارات والحزاب و الطوائف اللبنانية قد اشعل اكثر من فتيل في النار اللبنانية الا ان اعضاء حزب الله رؤا ان وجود هذه الفصائل في الاراضي اللبنانية هو وجود شرعي و ضروري لتحقيق الاهداف الكبرى في تحرير الارض المقدسة , وتحت هذا الشعار وقع الصراع بين اخوة الامس وحدث القتال في اقليم التفاح والضواحي الجنوبية ببيروت في الثمانينات ولا تسئل من اين كان يأتي المتقاتلون بالسلاح فالامر واضح وجلي .
وبعد انتهاء القتال من دون ان ينتصر احد وقع حزب الله في صراعات داخلية اثر ظهور مشروع اجتماع الطائف حيث كانت الاجنحة في الحزب تنقسم الى ستة اقسام الاول مؤيد للنهج الايراني والثاني يريد علاقة مع سوريا باعتبارها لاعب رئيسي في المعادلة اللبنانية والثالث يريد ان يتولى (المجاهدون الشباب )المسؤليات القيادية في الحزب والرابع يريد ان تكون القيادة حصرا من البقاع او من الجنوب والخامس يريد ان يدخل الى اللعبة السياسية عبر بوابة الطائف و السادس متردد و متشكك لا يستقر على رأي وكل طرف من هذه الاطراف يريد ان يفرض ما يريد غير ان وجود عباس الموسوي في هرم الحزب خفف من هذه الاختلافات حتى اذا ما قتل الموسوي على يد الاسرائيلين ظهرت الخلافات من جديد ولكن هذه المرة تحت عنوان من سيخلف الموسوي فانتخب الشيخ صبحي الطفيلي امينا عاما للحزب غير ان حسن نصر الله كان له راي اخر فقاد انقلابا ابيض داخل الحزب وبالقوة ليعزل الطفيلي من رئاسة الحزب ويتولى هو القيادة بحجة عدم قبول الطفيلي التوقيع على اعلان اتفاق الطائف هذا بالاضافة الى ان الطفيلي كان غير ميال للتدخل الايراني في شؤون الحزب و هكذا بدأت مرحلة جديدة من حياة الحزب ونصر الله .
ايران وحزب الله
يمكن لكل متابع للشأن اللبناني ان يرى ان حزب الله يمثل الرؤية الايرانية لحكم العالم التي تتمحور حول نظرية (ولاية الفقيه )التي تعني ان رجل الدين الذي يحكم ايران بموجب هذه النظرية يحكم بالتالي مسلمي العالم باعتباره ولي امر المسلمين ولو نظريا وهذا ما يفسر تدخل ايران بشؤون كثير من دول العالم الاسلامي وايجاد التفسيرالديني والفقهي لذلك وما فكرة تصدير الثورة الى الخارج الا تعبير نموذجي لذلك واذا كنا نفترض حسن نية مؤسس الدولة الامام الخميني فاننا لا نستطيع ان نعطي العذر للقادة الذين اتوا بعد رحيله حيث مارسوا سياسة تصدير الثورة باسوأ اشكالها وحزب الله اللبناني بزعامة حسن نصر الله خير مثال على ذلك , وقد بدء الغزل بين الطرفين سنة 1989 اثناء دراسة حسن نصر الله في حوزة قم الايرانية حيث وطد علاقته برجال الدين الايرانيين وخاصة المحسوبين على التيار المحافظ وعلى رئسهم ايه الله الخامنئي خليفة الامام الخميني وآية الله جنتي وغيرهم والامر ليس غريبا اذا علمنا ان حسن نصر الله يؤمن بنظرية ولاية الفقيه بنسختها الايرانية وبسبب ذلك تم امداد الحزب بالسلاح و المال و وتدريب المقاتلين .
المقاومة
عاد حسن نصر الله الى لبنان بعد تجدد القتال بين الحزب و حركة امل ثم تلاحقت التطورات اثر الزلزال الذي احدثه صدام حسين بدخوله الى الكويت ومجئ القوات الامريكية والدولية الى المنطقة وظهور تقارب سوري امريكي نظرا لحاجة امريكا لقوات عربية في عملية تحرير الكويت مما مكن من يد سوريا في لبنان وتم نسيان كل الخلافات بين الاطراف البنانية بعد هذه الاحداث وتم اقصاء العماد ميشيل عون حليف صدام في لبنان وحرقت كل الاوراق في لبنان وبقيت الورقة السورية والسعودية بينما احتفظت ايران بورقة حزب الله وتوجه الحزب نحو الجنوب وتحديدا مقاومة الاحتلال الاسرائيلي للجنوب حيث بدأت حرب الكاتيوشا الا ان تحقق التحرير .
تقييم تجربة حسن نصرالله وحزبه :
يمثل حسن نصرالله وحزبه حالة غير مسبوقة فهو قد اخذ على عاتقه مهمة تحرير الأرض وهو الحزب الديني الوحيد الذي أستطاع ان يضع برنامجه السياسي موضع التطبيق لكن في المقابل نجد أن ثمة مواقف لا يمكن قبولها , فعلى سبيل المثال أن موقف حسن نصرالله من الأزمة التي أعقبت أغتيال الحريري غير مبرر فقد وقف مع سوريا ضد التوجهات العامة للشعب اللبناني التي ترفض الهيمنة السورية ونجده في أجتماع عام يرفع ألأعلام السورية ويمجد بالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وينسى كل الجرائم التي أرتكبها الجيش والمخابرات التابعة للنظام السوري في لبنان , هذا من ناحية ومن ناحية أخرى نرى أن حزب الله لا يمتثل للسلطة الوطنية في بيروت ويسيطر عسكرياً وسياسياً وأجتماعياً على الجنوب اللبناني وعدداً من الضواحي في بيروت ويمنع الجيش اللبناني من التدخل أو الأنتشار في المناطق التي يسيطر عليها ناهيك عن السيطرة الحديدية لحسن نصرالله على مفاصل الحزب بحيث يشكل رقماً يصعب تجاوزه أو معارضته . فالخلاف بين جماعة حزب الله وحركة أمل الذي تطور الى صدام مسلح لا يمكن أن يبرر والطرفين يتحملون مسؤوليته ومانجم عنه من أضعاف للبنان وأساءه له .
فأذا كان حسن نصرالله قاد الحزب في معركة التحرير فلا يجب عليه أن يقوده في عملية تهديم لبنان لرد الجميل السوري أو الايراني . وعليه أن يضع مصلحة لبنان فوق الجميع فهذا الوطن تحمل الكثير من الحروب والتبعية والهيمنة الأجنبية والتدخلات الخارجية ولا يمكن أن يكون حزب الله أو حسن نصرالله سكيناً في خاصرة لبنان أو جسراً تعبر عليه الأرادة المناهضة للأرادة الوطنية اللبنانية . المطلوب من حزب الله أن يكون حزباً لبنانياً قبل أن يكون حزباً دينياً عليه أن يجد أيدولوجيا نابعة من واقع لبنان وظروفه لا من نظريات أيرانية أو رغبات سورية , وعليه أن لا يسير بلبنان نحو طريق مسدود لا خروج منه كما يحدث الأن في المفاوضات الجارية بين القوى السياسية اللبنانية والتي يتم عرقلتها دائماً بسبب تعنت حزب الله بمواقفه .
التعليقات (0)