مواضيع اليوم

خدو عيني وشوفو بيها

randa sadek

2015-11-03 15:53:43

0

(خدو عيني وشوفوه بيها)

 

مشهد متكرر على شاطىء البحر، أن ترى شابا وصبية يتنزهان هربا من عيون بعض المتلصليصين ، تحضن يد كل منهما يد الآخر يحدقان ببعضهما بحب وشغف عميقين لا يخطىء الناظر لهما في التقاطِ هذا الحب ويشعر بشرارته تومض في عوالمه.

 

كثيرا ما شاهدت هذا المشهد أثناء نزهاتي على كورنيش مدينتي ، كنت ابتسم ابتسامة مضمرة تكاد لا تلمحها العين فمشهد الحب يغري الذاكرة ويحرض الروح لتتمنى أن تنال منها عدوى الاحساس بفوضاه الذي قد تساهم قسوة الحياة اليومية في جعله باهتا وغافلا، لكن هذا المشهد بكل عناصره كان اليوم صادما ومدهشا وأكثر روعة ، جعلني مذهولة أدندن مقطعا من أغنية لطفي بوشناق المطرب التونسي التي يقول فيها (خدو عيني شوفو بيها).. فالشاب كان وجهه محروقا بالكامل لا ملامح له لا يوجد إلا فتحات الأنف وفتحات العين تطل منها روحه على وجه الصبية بدا وكأنه يحمل روحها بنظرة ويحلق بها إلى سماوات الحلم ،لا شيء قادر على دخول مجالهما المغنطيسي، أما هي كانت تنقل خطواتها كأميرة حالمة التقت حبيبها في حكايات من جن وأنس  تدور أحداثها في عالم ألف ليلة وليلة ، تحلق فراشة من ألوان قوس قزح ، تشرب من رحيق الشوق.

 

مشهد هو لحن إنساني صرف غاية في الجمال جعل دمعة تقف على خدي فرحة وحائرة ، هذا المشهد انطبع في روحي وذاكرتي وجعلني أفكر أن الله  سبحانه وتعالى وحده القادر على أن يقول للحب كن فيكون في قلوب العاشقين ، فالله بعظمته من يترك  سره لنحتار به، ونحاول أن  نحلل أسبابه ،ونخضعها للمنطق الذي نظن أنّه الحقيقة الثابتة التي تعرفنا على الأشياء من حولنا، ودوافعها وتطورها ،فنحن البشر عالقون في قوالب المفاهيم الضيقة  عن الحب والجمال والحق وكل القييم السامية التي يجب أن تكون في حياتنا لكن ما يحدث أن الحب لا يستأذن البشرولا يهتم لمقاييسهم المُقولبة عن الجمال أو العلم أو المال ولا يهمه اللون أو العمر أو النسب.

 

الله وحده من يحركنا لنهيمَ في روح صافية فلا نرى تفاصيل جسدها ولا نهتم بجمالها المادي، اثناء عبور كل تلك الأحاسيس في داخلي كنت أفكر بالشاب الذي قُدر له أن تشوه النار جسده ولكن الله أرسل له فتاة جميلة تختاره وتحبه وتنظر اليه بشغف وتمنحه عاطفتها التي تشعره بعدالة الله في قلبه وانصافه في فاجعته، هذا الشاب أثار اعجابي بقوته واكتفائه بوجه حبيبته عن كل وجوه البشر فاستوطن حبها لينجو من نظرة تتفحصه وتشفق عليه ،هي حتما تحبه ولو كنت قادرة على أن أكلمهما كنت قلت لهما :هذه الفتاة ملاكك العشقي واكتمالك وهدية الله لك و قلت لها أن الله يحبك لذا زرع حبه في قلبك ليمكنه من تخطي ما ابتلاه به




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !