مواضيع اليوم

خدعة المستقبل!

علي جبار عطية

2012-04-12 20:31:42

0



علي جبار عطية
الأربعاء 11-04-2012

يتحدث بعضهم عن المستقبل كما لو انه يمتلكه فعلاً مع وجود ضمانات ملموسة في بلد مستقر على الاصعدة كافة يقول لك انه يخطط لاكمال دراسته العليا في القانون على حسابه الخاص في روسيا وحين يصير دكتوراً سيجمع بين مهنة المحاماة والتدريس الجامعي ولن يكتفي بهذا الطموح بل يحاول ان يعكس هذا التطور على حياته المادية فيشتري بيتاً اوسع وسيارة احدث وربما يبدل زوجة بزوجة او يضمهما معاً !
وستقول: وما الضير في ذلك ما دام طموحه مشروعاً
ومادام الرجل محباً للحياة فهل تريده ان يكون مثلك قنوعاً؟
هل تريده يعيش بين الحفر كما ورد على لسان ابي القاسم الشابي :
ومن لايحب صعود الجبال
يعش ابد الدهر بين الحفر!
واقول : لست ضد الطموح لكني ضد الجشع والشراهة ضد ان يضيع المرء حاضره وهو يخطط للمستقبل المجهول وما الجدوى من جهود واعمال تزيد عن حد الكفاية لتصنيع غد ربما لن تشرق شمسه على الشخص الطموح لماذا لايقف الانسان الناجح في عمله مادياً ووظيفياً عند حد معين ثم يتجه لتحصيل ما ينقصه من معارف وعلوم واخلاقيات ؟ وهل يقتصر النجاح على الماديات فقط ؟
هذا هو مايثير استهجاني بالضبط فقد يولع المرء بالتحصيل العلمي في مقتبل حياته آملاً ان تكون الشهادة فاتحة خير لتغيير حياته المادية والاجتماعية نحو الافضل لكن ماذا عمن لايحتاج فعلاً الى هذه الشهادة ؟ لماذا يجهد نفسه ويتحمل العناء الحاضر النقدي من اجل ربح آجل في مستقبل مجهول وغير مضمون خصوصاً في بلد قلق كالعراق ؟
انها حقاً مسألة محيرة وباعثة على التساؤل يمكن ان تضاف الى سلسلة المسائل الشائكة في هذا البلد وتظل الفائدة المستخلصة من هذه الاثارة التي أوقدها في رأسي جار قديم يروم تحقيق طموحه في التفوق ولو على حساب حاضره، ان الانسان كائن طويل الامل، عريض الطموح يمكن ان يضحي بما في يده من اجل سراب في حلم!





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !