خبير مغربي يتوقع انفراجا قريبا في العلاقات المغربية الموريتانية
مبارك بدري
استبعد خبير مغربي في قضايا الصحراء والشأن المغاربي تأثير التوتر الدبلوماسي على العلاقات الاقتصادية والتجارية القوية بين المغرب وموريتانيا، لا سيما بعد أن تقوى اللوبي الاقتصادي التجاري المغربي الموريتاني بين البلدين، وهو ما يجعل من غير الممكن استمرار الغيوم السياسية تعرقل استمرار تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وتوقع الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، الخبير في قضايا الصحراء والشأن المغاربي حدوث انفراج دبلوماسي مرتقب في العلاقات المغربية الموريتانية في الأمد المنظور. مرجعا ذلك إلى وجود لوبي مغربي موريتانيا اقتصادي ـ تجاري قوي يرعى العلاقات المغربية الموريتانية في هذا المجال.
وأضاف أن هذا اللوبي الاقتصادي التجاري قد كسب مناعة قوية اليوم بعد أن مر على تأسيسه أزيد من عشر سنوات ـ (يذكر أن لوبي مغربي موريتاني تم تأسيسه سنة 2001)ـ
وأنه بذلك كفيل بإبعاد العلاقات الاقتصادية التجارية بين البلدين عن كل المساومات السياسية كالنزاع في الصحراء.
وأوضح الفاتحي أن لا وجود لمعالم رؤية استراتيجية في تأييد موريتانيا للموقف الجزائري والبوليساريو في قضية الصحراء، ذلك لأن المعروف تاريخيا الحياد الموريتاني وأن أي تطور في ذلك يفقد الجانب الموريتاني مصداقيته على الساحة الدولية، فضلا عن أن علاقات التطور الاستراتيجي جد قوية في تحسين العلاقات المغربية الموريتانية وهو ما سيتم تداركه قريبا.
وأشار الفاتحي أن رسالة الرئيس الموريتاني لجبهة البوليساريو على الرغم من أنها كانت مفاجئة، فضلا عن تزامنها مع قرب انطلاق الجولة التاسعة من المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء، فلأنها جاءت بعد الزيارة الرسمية لوزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني قدم خلالها رسالة ملكية تتضمن دعوة رسمية للرئيس الموريتاني للرباط على غرار الزيارة التي قام بها للجزائر السنة الماضية. كما أن هذه الرسالة جاءت بعد التأم وزراء خارجية الاتحاد المغاربي بالرباط والرهانات التي أحيطت به في إحياء هياكل الاتحاد المغاربي. إلا أنها يضيف الفاتحي لا تشكل أي تهديد للموقف التفاوضي المغربي حول النزاع في الصحراء، اذ لا يمكن ترجمتها سياسيا إلا كتذكير بموقف الاعتراف التاريخي لموريتانيا بما يسمى "جمهورية البوليساريو".
وأكد الخبير المغربي أن المغرب لا يمكنه أن يجعل من موريتانيا خاصرته الرخوة، لمتانة العلاقات الاقتصادية والتجارية والتربوية، التي تؤكد بما لا يدع مجالا لشك من أن المستقبل المغربي الموريتاني جد مطمئن على الرغم من بوادر الاستقطاب الجزائري غداة ترهل موقفها إقليميا وإفريقيا بعد رياح الربيع العربي وإقبار نظام معمر القدافي داعمها التاريخي لموقفها من النزاع في الصحراء.
التعليقات (0)