بلادي اليوم / متابعة
تنطلق اليوم في المدن والمحافظات السورية الانتخابات التشريعية وتاتي انتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الأول للعام 2012 بنكهة جديدة ليس بسبب التوقيت الاستثنائي الذي تجري فيه هذه الانتخابات فحسب وإنما لوجود احزاب شبابية جديدة تتحرك ضمن الساحة السياسية وتخوض المعركة الانتخابية محاولة اثبات حضورها بتقديمها رؤية اصلاحية شبابية تحاكي هموم الشباب وتسعى لإشراكهم بصورة فعالة في بناء سوريا الجديدة.وتشهد اليوم سوريا ولادة جديدة للحراك والحياة السياسية فبعد حالة من التريث بدأت هذه الحياة تنشط من جديد،لكن لا يمكن نفي صعوبة الحراك ضمن انتخابات المجلس بسبب احتضان الاحزاب الكبرى لقوائم حزبية معينة والدخول في منافسة مع المستقلين الذين يستخدمون المال السياسي.
ويرى الشارع السوري انتخابات مجلس الشعب بدورته الجديدة بمثابة اختبار حقيقي لتطبيق أبرز مضامين الدستور السوري النافذ من تأكيد يتعلق بضمان الحريات العامة وحرية المواطن في التعبير بأشكال مختلفة وضمان عدم توقيف المواطن إلا وفقا للقانون والدفع باتجاه تحقيق التعددية السياسية.ووفقا لقانون الاحزاب الجديد فقد رخصت الحكومة لمجموعة من الاحزاب للدخول في الانتخابات البرلمانية .
ويبلغ عدد الذين يحق لهم التصويت في انتخابات اليوم 14 مليوناً و788 ألفاً و644 مواطناً ومواطنة بحسب وزارة الداخلية السورية
وتجري الانتخابات التشريعية للمرة الأولى تحت إشراف قضائي مستقل وفقا لقانون الانتخابات العامة والدستور السوري الذي أقر في شباط الماضي. ويبلغ عدد المرشحين لانتخاب أعضاء مجلس الشعب 7195 مرشحا ومرشحة في 15 دائرة انتخابية منهم 2632 يحملون شهادات جامعية و 710 سيدات للمنافسة على 250 مقعداً منها 127 مقعدا مخصصا لقطاع العمال والفلاحين و 123 لقطاع باقي فئات الشعب.ودخلت سوريا امس في الصمت الانتخابي حيث توقفت الدعايات الانتخابية للمرشحين
الى ذلك اكد وزير الإعلام السوري عدنان محمود إن انتخابات مجلس الشعب هي الأولى التي تجري على أساس الدستور الجديد الذي أقره الشعب السوري في الاستفتاء العام مشيرا الى انها تجري على أساس التعددية السياسية والحزبية وبناء على قانون الانتخابات الجديد الذي أناط الإشراف على الانتخابات بالقضاء المستقل عبر الهيئة العليا للانتخابات.
وقال محمود في تصريحات نقلتها الوكالة الرسمية السورية للنباء " سانا " : أن مناخ الحريات السياسية والاعلامية الذي امنته الدولة انطلاقا من الدستور اتاح لجميع اللوائح والمرشحين والاحزاب التعبير عن برامجهم ومشاريعهم وقد نظمت الحملات الانتخابية ضمن هذا المناخ في إطار تنافسي متكافئ.
واشار الى ان ان التلفزيون السوري بقنواته كافة سيقوم بتغطية هذا الحدث بالبث المباشر من نحو 50 موقعا في ارجاء سورية لأول مرة الى جانب مواكبة اعلامية من قبل مندوبين لما يزيد على 200 وسيلة إعلامية عربية وأجنبية بالإضافة الى مئة شخصية سياسية وفكرية وحقوقية وإعلامية من دول عربية واجنبية ستكون موزعة في المراكز الانتخابية للاطلاع على سير العملية.
في هذه الاثناء اكد الخبير الستراتيجي سليم حربا ان الانتخابات التشريعية التي ستجري اليوم في سوريا تمثل تحديا رابحا لسوريا ، مشيرا في نفس الوقت الى ان ان الانتخابات تاتي في اطار البرنامج الاصلاحي الذي يقوده الرئيس بشار الاسد .
وقال حربا في حديث لــ " بلادي اليوم " : ان هذه الانتخابات التشريعية التي ستعيشها المدن والمحافظات السورية اليوم يمثل تحديا جديدا رابحا لسوريا واحراجا للارهاب المحلي والقوى المتأمرة على سوريا ( في اشارة الى تركيا والسعودية وقطر )
واشار الى ان الاستفتاء على الدستور والانتخابات المحلية كلها كانت تحديات رابحة لسوريا وقد جرت في ظل ظروف من التامر العربي والدولي على سوريا وهذه الانتخابات ستمثل التحدي الرابح الاخر لاحراج المنظومة الدولية التي ارادات تصدير ازماتها الى سوريا . مضيفا : الاولى على هذه الانظمة الخليجية ان تعتبر من التجربة السورية وتستمع الى شعوبها التي انتفضت بوجهها منذ زمن ، وتسارع الى خلق الحياة الديمقراطية في بلدانها لا ان تنصب نفسها عرابة للديمقراطية .
واوضح حربا ان هناك اجماع من قبل المشاركين في الانتخابات والمرشحين لمجلس الشعب الى تفعيل الحياة السياسية وفق البرنامج الاصلاحي الذي وضعته القيادة السورية والمتمثلة بالرئيس الاسد . لافتا في ذات الى هناك محاولات عديدة تسعى لافشال التجربة الانتخابية هذه من خلال الارهاب المادي والاعلامي وان الاستمرار في العمليات الارهابية من قبل العصابات في الداخل تسعى الى العودة بسوريا الى المربع الاول وافساح المجال للتدخل الخارجي . ونوه الى ان الانتخابات تمثل دعما مهما لخطة المبعوث الاممي في سوريا كوفي انان القائمة على ايجاد الحل السياسي في سوريا خصوصا ان العملية السورية تمثل خيارا ستراتجيا للقيادة السورية .
التعليقات (0)