قبل أيام قليلة تناقلت وسائل الإعلام خبر مشروع جامعة الملك خادم الحرمين الشريفين ، ونحن نشيد بمثل هذه الإنجازات القيمة لأنها - من الفروض - تساهم في دفع عجلة التنمية البشرية خطوات إلى الأمام ، في وقت تتضاعف فيه أهمية العلوم والتكنولوجيات والعلوم الدقيقة ، لكن النتائج لاتأتي أبدا بثمارها المنشودة ، والخلل طبعاً بشري ، فالضحية والجاني دائماً واحد.
واليوم بالتحديد كنتُ أتابع إحدى القنوات الإخبارية وتطرق المذيع إلى خبر تنامي مستويات مستخدمي النت في السعودية ، واستضاف (خبير معلومات) سعودي ليساهم في إثراء الموضوع ، والأهم من ذلك كله تقديم نسب للمشاهدين من أمثالي ، أو أرقاماً تخص الموضوع ، وتفاجأت بالخبير يتلكأ في الكلام :
يسأله المذيع : هل تستطيع إعطاءنا أرقاما توضيحية عن تزايد أعداد مستخدمي النت ؟
فيجيب الخبير : في الحقيقة تزايد أعداد المستخدمين شيء جيد ، فالبلاد اليوم - ولله الحمد - تتوفر على أربع شركات للنت ....
المذيع لا ييأس : هل هناك رقابة من السلطات تحسباً لحدوث تجاوزات في أوساط المستخدمين ؟
الخبير : نعم ، فالنت كغيره له إيجابيات وسلبيات ، ففي قطر مثلا.....
إنتهى الخبر...ومر الموضوع ثقيلا على نفسي : مِن صورتي في عيوني ... من مُستواي أمام نفسي ... من خجلي بخبرتي ، وأي خبرة ؟... إنها خبرةٌ لا يقتصر مكتسبوها على جامعة بعينها ، أو على الأكاديميات السعودية فحسب ، بل إن الواقع في جامعة القاهرة نفسه في كل جامعة من الركن العربي ، والدكاترة كما المهندسون ، كما المخبريون ،كما الصيادلة ، كما الأساتذة..كما .. كما كل خريج حرم جامعي ، مغشوشون ، وليسوا في مستوى شهاداتهم ، وهم مَن يقومون بإثبات ذلك على أنفسهم .
كيف لا والتعليم الجامعي في كل قطر من أقطار الوطن العربي أصبح مُستنداً على الماديات مِن الرشاوى والأجساد الغانية والعارية للطالبات في الحرم الجامعي ، فالشهادة في أوطاننا العربية لاتتطلب جهوداً حقيقية لنيلها عن جدارة واستحقاق ، لذلك تظل الخبرة المُكتسبة من الجامعة هزيلة ، وقزمة ، وفاضحة على الفضائيات ، وليست بمستوى الصروح الجامعية العملاقة.
تاج الديـــن : 2009
التعليقات (0)