خبراء: اعلام الاخوان أسوأ من الوطني والجماعة ستمتلك قنوات جديدة:
استحوذ الاخوان على الاكثرية بمجلس الشعب والشورى ورغم ان محاولتهم إسقاط الحكومة وتشيكلها من الاخوان باءت بالفشل الا ان تطلعاتهم زادت ودفعوا بمرشح لمنصب رئيس الجمهورية.
كأى قوة سياسية كان لابد ان يكون للاخوان منابرها الاعلامية على الرغم من أن قوتها الحقيقية تكمن في الاتصال المباشر مع المواطنين الا ان ذلك لم يمنعهم من البحث عن اعلام ناطق بلسانهم ومدافع عنهم ومجامل لعيوبهم وثغراتهم، كانت البداية تتمثل في قناة فضائية وجريدة يومية، واهامات بالرغبة في السيطرة على الصحف القومية.
مصراوى يناقش تلك القضية ويحاور الخبراء والاعلاميين حول ماهية الاعلام الاخواني ومستقبل الاعلام المصري بشكل عام اذا وصل الاخوان للحكم.
في البداية يشير الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الصحافة بكلية الاعلام جامعة القاهرة، أن الاعلام الاخواني ماهو الا اعلام حزبي وله مرجعية اسلامية وبالتالي يعبر عن أهداف الحزب ورؤيته وليس اعلاما محايدا، والاعلام الاخواني بعد ما وصل الاخوان للبرلمان وأطلقوا قناتهم الفضائية وجريدتهم قاموا بشكل غير مباشر بتغيير الخريطة الاعلامية وأصبح الاعلام المصري في مرحلة تحول فأصبح هناك اعلاما حزبيا وتخلص من عيوب الاعلام الحزبي السابقة، ولكن حتى الان لم يظهر تأثير الاعلام الاخواني بشكل كبير على الخريطة الاعلامية فهو يقوم بالدعم المباشر للاخوان وسياستهم ولم يترك بصمة في وجدان المشاهد سواء مرئي أو مطبوع فالحكم على الاعلام للسبق والتميز ومازال الاعلام الاخواني يحبو أولى خطواته.
ويضيف علم الدين "لاشك أن أبرز وسائل الاخوان المسلمين هي الاتصال الشخصي الذي أعتادوا عليه منذ سيطرة الحزب الوطني وجهاز أمن الدولة المنحل على الحياة السياسية لما له من مزايا السرية والتأثير، ولكن الان أصبح وجودهم شرعي وتواجد حقيقي، وكان لابد من الاتصال بالجمهور العام من خلال وسائل الاعلام المختلفة، وهم في طريقهم لافتتاح قنوات أخري واصدار مطبوعات أخري لتمكينهم بالشارع السياسي والرد على المعارضين لهم، وأصبحت تلك الوسائل ناطقة بلسان حال الجماعة أكثرمن الحزب بمعنى أن أخبار المرشد والجماعة لها النصيب الاكبر".
وتابع "لو وصل الاخوان للحكم فانهم سيسعون لتوسيع قاعدتهم الاعلامية واعادة هيكلة الاعلام المصري بانشاء هيئة للاعلام سواء الحكومي أو الخاص، وعليهم أيضا سن القوانين وتعديلها بما يناسب ويواكب الاعلام الدولي.
ويري محمود وهدان، أستاذ الاعلام بجامعة الازهر، أن مبدأ الاخوان المسلمون سواء في الدعوة أو السياسة هو المصلحة، والولاء المطلق للمرشد ولهذا فان صحيفة الاخوان المسلمون أو قناتهم كل همها مؤخرا هو سكب الزيت على النار وتفتيت المجتمع المصري، والاخوان المسلمون مؤخرا أصبحوا يكذبون أكثر مما يتنفسون ولهذا الاعلام أصبح ضرورة لهم لتغطية عيوبهم وبالتالي قدموا اعلاما أسوأ مما قدمه الحزب الوطني حيث تمجيد المرشد والولاء والطاعة وبالتالي هو اعلام الجماعة وليس اعلام حزب سياسي.
ويتابع "الاخوان لو وصلوا للحكم سيتحول الاعلام لاعلام ما قبل الثورة بل أسوأ منه بكثير، وستصبح الصحف "تعبوية" وترويج للحزب الذي وصل للسلطة، ولعل الدليل على هذا أن الاخوان بعدما وصلوا لمجلس الشوري سعوا للمطالبة بتغيير رؤساء الصحف القومية لتصبح ناطقة بلسانهم ولمصالحهم، وبالطبع سيؤثر ذلك على مقدار الحرية المتاح للصحف الخاصة والمعارضة فالاخوان المسلمون يمارسون الديمقراطية على الطريقة الامريكية.
ويرى جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن الاخوان يعتقدوا أن الاعلام سواء الصحف أو القنوات شأنها شأن الاتصال الشخصى رسالتها تمجيد المرشد والدعوة لافكار الجماعة والحزب وبالتالي السياسة التحريرية والاعلامية عبارة عن تتبع مباشر لاخبار المرشد ومعارضة من يعارضون الاخوان وحزب الحرية والعدالة، واذا ما وصل الاخوان للحكم لا اعتقد أنهم سيجرؤون على تقييد حرية الاعلام فلا يمكن العودة لما قبل 25 يناير، ولكن أتوقع أن يفكرون في المزيد من اصدار العديد من المطبوعات والقنوات.
ويؤكد نبيل زكي، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أن المشكلة الاساسية لدي الحزب او الجماعة هي ضيق الافق وعدم تقبل وجهة النظر الاخري وهو الامر الذى يعانى منه الاعلام الاخواني حيث يعرض وجهة نظر الجماعة فقط ويتناول الاخبار والاحداث بقدر من الاستعلاء والعدوانية، فالسائد لديهم هو أنهم الاغلبية في الرأى والفكر والحكم وبالتالي القرار والحكم لهم والشورى لمكتب الارشاد، ولسنا ضد الدفاع عن وجهة نظر الحزب وانما عليه أن يراعي أن أهم بنود الاعلام هي الحيادية والتوازن حتى يصل للجمهور، وللاسف اعلام الاخوان يفتقد الديمقراطية والعدالة التي نادت بها الثورة، وعليهم اذا ما كان لديهم الرغبة في الوصول للسلطة والتواجد السياسي والاعلامي أن يتأكدوا أن رأيهم صحيح يحتمل الخطأ احيانا خطأ يحتمل الصواب في احيان اخرى.
ويتابع "اذا ماوصل الاخوان للحكم سيكون شغلهم الشاغل وضع يدهم على الصحف الكبرى اليومية والضغط على الصحف الخاصة والمعارضة، فنحن مهددون بالعودة لاعلام ما قبل الثورة.
التعليقات (0)