خانه الوطن فأسقطه النظام..!

لم يغادر وطنه .. رغم شدّة ألمه ..!
كان يحفر تراب وطنه لـ يخرج أجمل ما فيه ..
مزارع بسيط .. ولكنّه شغوف بهذه الأرض .. بهذا الوطن..!
في الوقت الذي كان هناك من يعزل أرض الوطن عن أهله..!

كان يكتب رسائل عتب كل ليلة يدفنها قبيل الفجر ..!
نعتوه بـ المجنون ..!
فقد كان يعاتب الوطن بقلمه كل ليلة .. ثم يدفن كل ذاك العتب تحت الأض..!
كان يرد عليهم : أنّه لايقوى أن يصبح وفي وطنه عليه ذرّة إحساس بالتقصير..!

في آخر ليلة من السنة القائمة ..
وفي الوقت الذي يحتفلون فيه بـ سنة جديدة..
كان هو يحتفل مع وطنه .. ! أو كذلك كان يعتقد ..!
شارك في مظاهرة تندد بالفساد وتطالب بالإصلاح..!
كل سنوات وفاءه مع وطنه لم تقيه رصاص النظام..!

في الصباح الأوّل , من الشهر الأول , من السنة الجديدة :
أعلن النظام عن قتل واعتقال كل من أساء للوطن البارحة..!
فتّشوا بيته .. لم يجدوا سوى رسالة عتب واحدة لم يسعفه الوقت لـ دفنها..!
أخذوها .. ظنّ أطفاله أنّها "شهادة لأبيهم عن حبّه لـ وطنه"..!

في الصباح الثاني , من الشهر الأوّل , من السنة الجديدة :
نشرت صحف النظام الرسالة .. وبخطٍ عريض في أوّل الصفحة:
"خائـن يخطط لإسقاط الوطن كل يوم .. فأسقطه الوطن"