إطلاق صفة الليونة البطولية في فتح صفحة الحوار الإيراني الغربي في هذا التوقيت بالذات يدفع المرأ الى عدة تساؤلات أهمها هل إيران في موقف القوي أم الطرف الأخر هو في موقف الأقوى لكي تبدأ إيران بتحسين علاقاتها مع العالم الغربي؟! إذا كانت إيران شعرت بالقوة في هذا الوقت بالتحديد فهو وقت عصيب على الإقتصاد الإيراني والشأن الداخلي المتدهور و العقوبات القاسية المفروضة على إيران كيف يمكن أن نسمي هذه الفترة بأنها فتة القوة الإيرانية وهي تعاني من مشاكل داخلية وإقليمية عدة؟! أم أنّ إيران استغلت كعب إخيل الغربي في سوريا و لبنان و فلسطين وغيرها من مناطق النفوذ الإيرانية لكي تكسب الرهان بتحميل الخصوم تبعات ما يحدث و الحصول على المزيد من المكاسب المتمثلة بالنفوذ الإيراني في المنطقة العربية مقابل بعض الليونة التي أطلق خامنئي عليها صفة البطولية؟!
التغيير الذي وصفه رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني بأنه تغيير تكتيتكي بالخطاب الإيراني و ليس تغييراً ستراتيجياً قد بدأ بالفعل عند السماح لروحاني بالترشح مروراً بوقف التزويير الواسع النطاق في صناديق الإقتراع لمصلحة روحاني انتهاءاً بمباركة المرشد خامنئي و قادة إيرانيين كبار لخطابه المعتدل والداعي لإعادة النظر بالسياسة الإيرانية الداخلية والخارجية.فهل هذا التغيير الذي حصل في السياسة الإيرانية بمثابة كأس سُمّ أخر تجرعه المرشد نفسه لمصلحة إطالة عمر النظام الإيراني أم أنه لم يصل لحد شرب السم وأنّ إيران مازالت مستمرة في طموحاتها وتوجهاتها النووية والتوسعية المثيرتين للجدل في المنطقة العربية.؟!
كان قد وصف خامنئي نفسه بمناسبة الذكرى السنوية لإنتصار الثورة الإسلامية في إيران على أنه ثورياً وليس سياسياً فهل تغيير موقفه من التشدد الذي مثله نجاد لثمانية أعوام بالليونة البطولية التي يمثلها روحاني عمل ثوري أم سياسي؟! التساؤول المثير للإهتمام هو كيف منح المرشد صلاحيات تامة لحكومة روحاني في الدخول بصفقة مع الغرب في حين كان يمنع نجاد حتى في الدخول بحوار معهم وكان يرسل مستشاره الدولي علي ولايتي لينوب عنه بدل حكومة نجاد التي كان يصفها بأنها الأقرب لأفكاره ؟!
أما عن قادة الحرس الثوري المعارضين للتعامل مع الغرب هل يمكن للمرشد ثنيهم عن معارضتهم أم أنه غير قادر وسوف تشهد الساحة الإيرانية هذه المرة صراعاً بين المرشد نفسه وقيادات في الحرس بعد أن كان الصراع في الحكومة السابقة صراعاً بين الحرس وحكومة نجاد؟!
تشير المؤشرات بكل وضوح الى أنّ النهج الدبلوماسي الجديد الذي تنتهجه الحكومة الإيرانية ويدعمه المرشد بكل قوة هو عبارة عن تغيّر تكتيكي لكنه تغيير جوهري في تعامل إيران مع الخارج و أنّ كأس السم إن كان كأس سُمّ أصلاً سوف لن يكون مثل الكأس الذي تناوله المرشد السابق خوميني بل أنه مختلف لأنّ معركة الدبلوماسية التي بدأت إيران بها سوف لن تكون معركة خسارة خسارة أو ربح ربح بقدر ما هي جسّ نبض إيراني ومحاولة لإطالة عمر النظام و زيادة مناعته بوجه التحديات العصيبة التي يواجهها وأهمها الداخلية منها.
التعليقات (1)
1 - الكاتب\\ماذ\\تتوقع
ابن\\النيل - 2013-10-02 23:27:43
من\\عصابة\\طهران\\خريجى\\مدرسة\\قم\\للكذ\\والنفاق\\والدجل\\اكذب\\ثم\\اكذب\\حتى\\يصدقق\\الناس\\هذا\\هو\\شيعار\\المجحوم\\الخومينى\\الكبير\\والصغير\\على\\ياعلى\\نائب\\المهدى