جاءت تصريحات خامنئي الأخيرة خلال جمع من مسؤولي وقادة النظام من بينهم الرئيس الجديد حسن روحاني بمثابة قلب الطاولة على محاولات روحاني و مناصريه الإصلاحيين العمل على التغيير الجذري في السياسة الخارجية الإيرانية عندما أكد بأنّ السياسات الحالية لنظامه صائبة ولا تحتاج الى إعادة النظر فيها. تأتي هذه التصريحات في حين خاض روحاني حملته الإنتخابية في ظل شعار تغيير السياسة الداخلية والخارجية لبلاده وانتقد في عدة مناسبات الوضع السايسي الراهن في البلاد ووعد أنصاره في تغيير جذري قد يحدثه في السياسة الداخلية والخارجية عند توليه مهامه.
لم يغلق خامنئي الباب كاملاً أمام روحاني في حديثه عن الحوار مع الغرب والتعامل مع الأطراف الدولية لكنه حذّر من الدخول في حوار لا يفضي الى غاية الأخذ بمصالح النظام عندما ذكر حوار بلاده مع الدول الغربية حول العراق كشاهد لانفتاح بلاده مع العالم الغربي لكنه أراد أن يبعث برسالة للرئيس الجديد مفادها أنّ فتح باب الحوار مع الغرب دون الرجوع الى خامنئي لا يعني سوى الفشل و الحوار العقيم. فرسالة خامنئي المغلفة لروحاني هي أنّ باب الحوار يجب أن يمرّ عبر مكتب المرشد وليس رفسنجاني.بسبب علاقة الأخير الوثيقة مع روحاني وعمل الجانبان في مجمع مصلحة النظام الذي يرعه رفسنجاني ويعد ستراتيجية طويلة الأمد للنظام فيما يخص السياسات الداخلية والخارجية للنظام الإيراني.
من هذا المنطلق يمكن أن نقرأ تحذيرات خامنئي لروحاني على أنها قلب لطاولة الإعتدال بهدف نسف محاولاته الإصلاحية في السياسة الخارجية والداخلية للحيلولة دون خروج روحاني من بيت طاعة ولي الفقيه و التمحور حول شخصية رفسنجاني وليس معارضته للحوار مع الغرب ولا عدم رغبته في الخضو في حوار شامل خاصة في ظل الأزمة التي تغرق فيها البلاد في ظل سياست خامنئي الفاشلة داخلياً وخارجياً.
التعليقات (0)