خامنئي يعظ.. !!

قبل عامين شهد الشارع الإيراني مظاهرات كبيرة قادها الشعب الإيراني الذي رفض التزوير الذي تم بالانتخابات، وبموجبه أعيد انتخاب نجاد رئيساً للبلاد، وكان المتظاهرون يرفعون شعارات "الموت للدكتاتور" داعين إلى إسقاط تحكم الولي الفقيه بشؤون إيران كبيرها وصغيرها، ولكن هذه المظاهرات والتي استمرت قريب الشهر جوبهت بالعنف، وقتل المتظاهرين وطرد وسائل الإعلام ومنعوا من تغطية مجازر ولي الفقيه بشعبه، وزج بعشرات الإيرانيين في السجون، حتى وصل الأمر بهم إلى اغتصاب المساجين وذلك كما صرح عنه كروبي وبالوثائق، وتم قمع إرادة الشعب وسحقها وبكل دموية وعنف.
ومرت الأيام ليشهد الشارع المصري انتفاضة كبيرة ضد مبارك وأذياله، مثل التي شهدها الشارع الإيراني، وذلك بعيد تزوير الانتخابات العامة في مصر، ولا زالت شوارع مصر تمتلئ بشبابها رافضة أن تتراجع حتى يتم تنحية مبارك، ويترك رئاسة الدولة، ووسط هذه الأحداث فاجأنا الدكتاتور خامنئي الذي طل برأسه متحدثا بالعربية، لأول مرة بعد أن كان يستنكف الحديث بها بالرغم من إجادته الحديث بها، وذلك في خطبة الجمعة الماضية داعياً الشعب المصري إلى عدم التراجع وإنشاء دولة إسلامية، متناسياً انه أباد شعبه منذ مدة، وقمع حريتهم التي كانت ترمي إلى التخلص منه ومن ولايته، واغتصب المساجين داخل سجونه المخيفة، فكان غريبا أن يدعوا ديكتاتور إلى تطبيق الديمقراطية وترسيخ الحرية لشعب غير شعبه، وكان غريباً أن يصرف هذا المريض العلاج لغيره في الوقت الذي كان فيه أكثر حاجة لأن يعالج نفسه قبل أن يدعو إلى علاج غيره!!
وإذا كان هذا النظام يعتبر أن كل من يخالفه كافر ومشرك لعدم قوله بعصمة الأئمة وإيمانه بولاية الفقيه، وإذا كان يعتبر أن كل الخلافات التي قامت بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – باطلة، فكيف له أن يدعو لإقامة دولة إسلامية لا تسير بالخط الذي يسير عليه الآيات في إيران؟! أم انه يريد أن يعمل على تشويه حركة الشعب المصري الأبي، وتدنيس تلك البطولات وتشويهها؟!
من العجائب وسخرية القدر أن يظهر القتلة والسفاحين بمظهر النساك ويدعون الطهارة؟! في الوقت الذي كان يجب أن يقدم الاثنان إلى شعبيهما ليحاسبا عما اقترفته أيديهما الآثمة بحقهما؟! وهذا ما ينتظر كل مجرم وسفاح وان طال به الزمن.

احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/