بعد طول انتظار وكثرة التكهّنات حول موقف خامنئي الرسمي حيال إتفاق الإطار في لوزان الذي وقعته الحكومة الإيرانية مع الدول الست في الأيام الأخيرة ظهر خامنئي في لقاء تلفزيوني يبدو غير مكترث وعبر عن الإتفاق الإطار بكلمات يستشف منها التنصل من نتائج الإتفاق النووي. صمت خامنئي و إعلانه الأخير عن موقفه يشير الى أنّ خامنئي يحاول أن يرمي كرة الإتفاق النووي في ملعب روحاني ليخلّص نفسه مما يترتب على هذا الإتفاق أو حتى فشله.
ظلّ صمت خامنئي مثيراً لكثير من التساؤلات ليس فقط بشأن موقفه الذي كان مؤيّداً في السابق لمسعى الحكومة في التوصل الى حل للنووي الإيراني كان من الداعمين و المشرفين علة مجرى المحادثات النووية حسب مقربين من خامنئي نفسه لكن اليوم ظهوره بمظهر الغير مبالِ لما جرى بل سخريته من مهنّئيه الذين قدموا له تهنئة بشأن الإتفاق يشير الى أنّ خامنئي يخفي أشياء لم يفصح عنها في لقاءه الأخير حول الإتفاق النووي.
عوّدتنا مواقف خامنئي في السابق أنه ينتهز الفرص لكي ينسب جميع الإنجازات لنفسه و لنظامه الذي يصفه بالمقدس لكي يضف إنجازاً آخر لنظامه لكن عكس هذه المرة التي تنصّل عن هذا الإتفاق و بل سار عكس تيار قيادات النظام التي أيدت الإتفاق أمثال: قائد الحرس الثوري، رئيس البرلمان و رئيس القضاء ومجلس الأمن القومي الذين رحبوا كلهم بالإتفاق باستثناء خامنئي نفسه.
لماذا ارتأى خامنئي لنسه هذا الموقف دون غيره؟ هل ظهوره بشكل غير مرتاح لاوبل متشائم الى حد ما وخائف من الإتفاق يعكس معارضته للإتفاق أو سعيه لإيقاف التقدم أم يشير الى أنّ الرجل تجرّع سمّاً قاتلاً مثل المرشد السابق خوميني الذي تجرع كأس السمّ في قبوله إنهاء الحرب مع العراق؟ فهل سبب التنازلات التي أعطتها الحكومة للغرب جعلت خامنئي يتشاءم أم خوفه من مصير الإتفاق أو إنجازات الإتفاق على حد سواء واللتان تصبان في صالح حكومة روحاني المحسوبة على التيار المعتدل المنافس للتيار المحافظ وهو تيارتابع لخامنئي بشكل مطلق أصبح يقلق خامنئ؟ هذه الأسئلة وغيرها سوف تكشفها الآيام بعد أن تدخل إيران مرحلة الثلاثة أشهر للتوقيع على الإتفاق التام.
التعليقات (0)