خامنئي و ملحمته الإقتصادية والسياسية

لم يترك المسؤولون الإيرانيون مناسبة إلا وطالبوا فيها أنصارهم بتحمل الصعاب الإقتصادية والمعيشية التي تمر بها البلاد.حيث كانت كلمة المرشد الإيراني بمناسبة العام الإيراني الجديد أكثر وضوحاً من السنوات السابقة.فقد بدت ملامح الإفلاس تظهر بجلاء على الوجه الشاحب لمرشد النظام وهو يطالب أنصاره بكرات بالصبر والجلاده لمواجهة الوضع المضطرب الذي تمر به البلاد نتيجة العقوبات.
رغم أنه لم ينس أن ينتقد سوء إدارة الحكومة للملف الإقتصادي مما أدى الى تردي في الوضع المعيشي حسب قوله. لكنه لم يغفل أن يسرد الإنجازات التي حصلت في البلاد في العام الإيراني الفائت والتي أوجزها بإرسال مخلوقات حية للفضاء والتنمية الشاملة التي تشهدها البلاد في مجال العلوم والفنون والصناعات العسكرية والمدنية والطبية.
الكل يعرف أنّ قضية إرسال مخلوقات حية الى الفضاء لم تتأكد بعد من قبل علماء الفضاء بسبب الخلاف الفاحش بين المخلوق الذي أرسلته السفينة الإيرانية الى الفضاء وبين العائد منها. كما أنّ التقارير الإيرانية المحلية تشير الى مشاكل عصيبة تواجهها المستشفيات الإيرانية والصيادل لتلبية حاجة المرضى بسبب النقص الحاد في الأدوية نتيجة العقوبات. فَعن أي إنجازات يتحدث المرشد وقد بلغ الفساد الإقتصادي والمحسوبية و التردي المعيشي والبطالة والغلاء بين المواطنين مراحل قياسية بالنسبة للأعوام الماضية حسب التقاريرالمحلية والدولية ذات الصلة.
إنّ أول ما يتبادر الى الذهن من دعوة خامنئي لأنصاره بتحمل الصعاب و المشاكل الناتجة عن العقوبات هي أنّ البلاد تسير نحو منزلق خطير وتتجه نحو حافة الهاوية الإقتصادية.فخوفه كان ملحوظاً من أن ينعكس ذلك على تماسك أنصاره و مؤيديه وأن تبدأ موجة إنشقاقات في صفوف أنصار النظام . لذا كان تكراره في المطالبة ولعدة مرات بالصبر أمام الوضع الراهن أول ما يلحظه المستمع في كلمة المرشد المقتضبة.
من هنا وبسبب حالة الإرباك بين مؤيدي النظام وخوف أركان نظام طهران من حصول اضطرابات سياسية في الإنتخابات الرئاسية القادمة قد تتبعها اضطرابات اقتصادية بين صفوف العمال والشعوب في إيران أطلق على العام الإيراني الجديد الذي يبدأ في 21 أذار| مارس من كل عام إسم الملحمة الإقتصادية والسياسية تبدو هذه التسمية مبررة للنظام.