دقّ إسفين الحرب و الإعلان عن مطالبة إيران بإيصال السلاح الى الضفة الغربية ودعم استمرار الحرب في الأراضي الفلسطينية دون تقديم أي حلول ناجعة تخرج الفلسطينين من دائرة العنف المسلح تعتبر سياسة إيرانية متشنجة وبروبوغاندا إعلامية تضرّ ولا تنفع الفلسطينين أصلاً. دعوة خامنئي في هذه الفترة بالذات تعتبر دعوة مشبوهة.إنّ تصريح الإيرانيين بالإستعداد التام لتسليح الفلسطينيين في الضفة والقطاع لم تلق ترحيباً واسعاً من قبل معظم الفلسطينيين باستثناء حماس والجهاد وهما جماعتان لديهما مواقف معروفة تجاه إيران.
الموقع الخاص بخامنئي قام مؤخراً بتقديم استدلالات كثيرة حول دعوة خامنئي الأخيرة لتسليح الفلسطينيين منها أنّ" مدّ المقاومة بالسلاح هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية و الثاني أنّ كل من ارتضى بالمساومة لم ينل ما كان يطمح به" وأيضاً فإنّ " طريق انقاذ القضية الفلسطينية وحلها، لا يمكن أن يحدث إلا عبر الكفاح المسلح" وكذلك "ضرورة مساعدة الفلسطينيين لتكون لهم قدرات دفاعية في مواجهة إسرائيل( العدو الصهيوني)"، إضافة الى ذلك فإنّ "الشيء الوحيد الذي يمكنه ان يحد من محنة الفلسطينيين، عبارة عن امتلاك القوة، وعرض القوة؛ والا فإن التعامل الهادئ والمطيع والمساوم، لن يتمخض عن اي شيء ينفع الفلسطينيين، ولن يحد من العنف الذي يمارسه هذا الكيان العنيف الخبيب الوحشي" .1
إنّ مسألة تسليح الضفة الغربية من قبل إيران وهي المنطقة التي تشرف على إدارتها حركة فتح حيث لا تقع الحركة ضمن الحركات المقربة لإيران بعد توقيع زعيمها السابق ياسر عرفات على معاهدة أوسلو للسلام مع إسرائيل فقد تمّ طرد كوادر الحركة ولم تقدم للضفة أي عون وعملت على تمزيق الصف الفلسطيني من خلال دعم الفصائل المسلحة التي خرجت عن إطار منظمة التحرير. فدعمت حماس والجهاد وهما الحركتان اللتان أخذتا غزة كرهينة و استئثرتا بالسلطة ولم تعرا أي إهتمام لمسار منظمة التحرير.
إنّ دعوة خامنئي لدعم الضفة الغربية في هذا الوقت بالذات حيث تعتبر دعوة مشبوهة فيها إفرازات تنبع من إحتمالين إثنين وهما أولاً إن هنالك طفرة نوعية قد حدثت خلف الأبواب المغلقة في علاقة منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة محمود عباس بإيران حيث هذا الأمر أصبح دافعاً وراء دعوة خامنئي لكننا لم نلمس مثل هذا الشئ لا لدى الفلسطينيين ولم نلاحظ أي تغيير في مواقف إيران من منظمة التحرير مؤخراً.
أما الإحتمال الثاني هو إظهار الزعيم الإيراني خامنئي بمظهر القائد الأوحد لجميع المسلمين عبر دعمه و مساندته للفلسطينيين على حساب السعودية وتركيا ومصر ومن خلال ذلك يمكن لهذا النظام تصحيح سياسته السابقة و صورته التي أخدشتها تدخلات إيران في دول المنطقة على رأسها العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان.وهذا هو الإحتمال الوارد في دعم خامنئي ومطالبته بتسليح الفلسطينيين ويمكن أن نعتبرها دعوة تقع ضمن البروبوغانداالإيرانية المخصصة للإستهلاك الإقليمي.
- See more at: http://arabic.farsnews.com/newstext.aspx?nn=9304255416#sthash.EddMBa1r.dpuf1
التعليقات (0)