الملا "علي خامنئي" كما يحلو للمعارضة الإيرانية أن تطلق عليه قد أطلق تصريحات مؤخراً حول الاتفاق الإطار توضح أن الرجل مشوّش و غير متّزن في مواقفه. وضع نفسه في تناقض غريب من خلال النأي بالنفس عن الاتفاق الذي وقعته حكومة روحاني مع المجموعة الدولية. في الوقت الذي يعرف القاصي والداني أنه لو لا موافقة خامنئي لما تمكّن ظريف أن يوقع على الاتفاق بأي شكل من الأشكال. فشل إيران الثورة في التراجع عن طموحاتها النووية و تجرّع العلقم المرّ الممزوج في الاتفاق الإطار من قبل الإيرانيين يعكس مدى تخبّط السلطات الإيرانية وأنّ تصريحات خامنئي الأخيرة دليل على أنّ الرجل مازال يرفض تجرّع كأس السمّ الذي تجرّعه من قبله روح الله الخميني رغم كل ما حلّ بالبلاد نتيجة سياساته العمياء.
نقلت وكالة فارس للأنباء عن حفيد خميني أنّ المرشد الإيراني السابق بعد توقيعه على اتفاق وقف إطلاق النار مع العراق لم يعرف الابتسامة قط فقد عاش مكتئباً مهموماً إلى أن فارق الحياة مما يدلّ أنّ ذلك الاتفاق تنازل إيراني و خسارة في نفس الوقت بعد أن فقدت طهران أكثر من مليون قتيل وجريح في تلك الحرب دون أن تحصل على أي شيء، فما أشبه البارحة باليوم حيث يمرّ خامنئي بنفس الظروف التي مرّ بها خميني. الواقع أنّ القيادة الإيرانية هي التي وضعت البلاد أمام خسارة اقتصادية جراء العقوبات و عرّضت البلاد لحرب وشيكة مع المجتمع الدولي و اليوم مستعدة لكي تتخلى عن كل تلك الجهود مقابل الحصول على نفس الشيء الذي خسرته.
ربط الرفع الكامل للعقوبات وليس تجميدها مقابل التوقيع على الاتفاق النهائي من قبل الملا خامنئي يعكس أنه مازال متشبث بآخر ما تبقى له من تمنيات لأن الغريق يتشبث بكل حشيش. حيث أنّ قيادات الحرس وكذلك المرشد علي خامنئي وجدوا أنفسهم أمام تنازلات لابدّ منها مقابل الإمساك بآخر ما تبقى من الدولة الإيرانية واقتصادها المتهاوي. و إنّ اللهجة المتعالية التي تصدر من خامنئي و قيادات متطرفة ماهي إلا موجّهة للاستهلاك الداخلي لأنّ الجميع يعرف أنّ خزانة الدولة مفرغة و جيش الجياع الإيرانيين يحتشد ليشكل خطراً على كيان النظام فلابدّ أنّ يتجرّع خامنئي العلقم المرّ ومعه قيادات الحرس الثوري بسبب كل تلك الكوارث التي حلّت بالبلاد سياساتهم العقيمة.
التعليقات (0)