لقد ظلّ خامنئي يعزف على جميع أوتار اللعبة النووية منذ أن شددّ على ضرورة اتباع سياسة "المرونة البهلوانية" قبل أكثر من ستة أشهر. حيث واكبت تصريحاته المتناقضة الذي يتهم بها الطرف الآخر بعدم الصدق في المحادثات النووية وحاول من خلال تلك التصريحات أن يسيّرالمفاوضات و يرضي أتباعه المتشددين في نفس الوقت .فقد بات خامنئي يضيف الشبهة على الدبلوماسية المبهمة أصلاً للنظام الإيراني بعد كل تصريح يدلو به.فخلال الشهور لقليلة الماضية مارس خامنئي سياسة دعم المفاوضات النووية التي تتبعها حكومة روحاني من جهة؛ ليرسل رسالة إطمئنان للخارج ، على أنه يدعم الحكومة التي تمضي في المفاوضات. من ناحية أخرى ؛ ظلّ يبعث برسائل متنفاوتة تهدف الإستهلاك الداخلي و تشير الى عدم امكانية قبول جميع الشروط التي يضعها المجتمع الدولي ضد الملف النووي الإيراني و حاول وضع خطوط حمراء امام المفاوضين الإيرانيين.
لكنّ الرسالة الأهم التي يمكن تعقّبها من خطابات خامنئي هي أنه يحاول أن يضع جميع الإخفاقات والأعباء السياسية على عاتق الحكومة و يحاول فقط أن يحصد الإنجازات لنفسه. وظلّ يبذل جهداً لكي يستخدم الحكومة الجديدة التي تبدو أنها تتبع سياسة معتدلة ومرنة مستخدماً إيها درعاً تقيه اخفاقات المفاوضات النووية ونتائجها.فظلّ خامنئي يردد على أنه"ثوريّ وليس دبلوماسيًّ"، لكي يضع أعباء الإخفاقات على الجهاز الدبلوماسي الذي تترأسه الحكومة و يحصد الإنجازات التي ربما يتوصل اليها الجهاز الدبلوماسي التابع لروحاني لصالحه.
لا شكّ بأنّ الإنفراجة التي حدثت في مجال النووي الإيراني تشير بكل وضوح الى أنّ النظام الإيراني غيّر تكتيكاته فقط ولم يغيّراستراتيجيته الهيكلية في التعامل مع دول العالم . والشاهد في هذا ، الحديث الذي أدلى به أحد مقرّبي الرئيس الإيراني وهو رئيس إحدى الجامعات الإيرانية ، محمود سریع القلم، حول التغيير الذي طرأ بانتخاب روحاني رئيساً للبلاد بقوله " لقد حصلت قناعة وطنية بضرورة معالجة المشاكل الإقتصادية التي تتعرض لها البلاد من خلال السماح للإستثمار الأجنبي و تغيير الخطاب الدولي للنظام . وهذا الأمرتغييراً تكيتيكاً أكثر مما يكون تغييراً استراجياً". وخلال قراءة على خطابات خامنئي في الفترة القليلة الماضية حول النووي ومدى تقلبها و تغيّرها خير دليل على تمسّك النظام بمبادئه الثورجية و سياساته العنجهيّة و إنّ سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها مرشد النظام الإيراني علي خامنئي حيال النووي خير دليل على ذلك.
التعليقات (0)