عندما أضاع خامنئي الكثير من الحظوظ في الإنتخابات قبل الأخيرة بجعلها إحدى ملاحمه السياسية التي كان يطمح بحدوثها بعد أن فضّل نجاد على خصومه .ما د\فع الشعوب الإيرانية بأقلب الطاولة على طموحات خامنئي وتحويلها الى نقطة سوداء في تأريخ النظام الإيراني بسبب القمع المفرط الذي طالها.تلك الإنتخابات التي شابها الكثير من الغموض والتشكيك ومن ثمّ اتهامات بالتزوير و من بعد رافقتها عملية قمع واسعة النطاق طالت النشطاء والسياسيين و السجناء السياسيين و حتى القيادات الحزبية و الإصلاحية .جاءت الإنتخابات الأخيرة لتضع علامات استفهام كبيرة أمام جدوى النظام من تغيير مساره من التشدد نحو المرونة. المتتبعين للشأن الإيراني وجدوا النظام في حالة لا يحسد عليها نتيجة العقوبات الصارمة وهذا باعتقاد الكثير دفع النظام الى استخدام أوراقه التي كانت بحوزته ولم يستعملها لحد الآن.فقد ظهر النظام بمظهر المتسامح الودود مع مخالفيه و سمح لنهج الإعتدال الذي يتصدّره روحاني و خاتمي بمسك زمام الأمور لتنكشف لعبة الإنتخابات الأخيرة على أنها إرادة مسبقة للمرشد بإنجاح التيّار المعتدل على حساب التيّار المتشدد.
يبدو أنّ النظام قد حسم أمره قبل الإنتخابات بإبعاد المخالفين الحقيقيين عن الترشّح و السماح لروحاني المعتدل بالترشّح و منح التيّارين المتشدد والمعتدل الفرصة لإيصال صوتهما عبر الإعلام الإيراني ليمهّد لإنتخابات مختلفة عن سابقتها فهل حدث ذلك لإنّ روحاني كثير الشبه بخامنئي أم أنّ النظام يريد التسويق لمشروعه عبر وجه مبتسم وما يضمره وراء النقاب هو نفس الوجه العابس الذي مثّل النظام طيلة العقود الماضية؟!
ماحدث في الفترة الأخيرة في إيران دفعنا لنؤمن بأنّ روحاني لا يختلف كثيراً عن خامنئي لا بل هو نفس خامنئي فالرجلان وجهان لعملة واحدة لا يختلفان إلا على السبل و يتّفقان على ما تبقّى. فخامنئي قد تولّى مسؤوليات عدة قبل أن يصبح مرشداً حيث قفز من الحرس الثوري و المؤسسات الأمنية والحكومية لنظام طهران نحو ولاية الفقيه وهذا ما حدث لروحاني أيضاً حيث تولّى الأخير مسؤوليات عديدة منها الأمنية والسياسية قبل أن يصبح رئيساً لنظام ولاية الفقيه . الإثنان خرّيجا نفس الطريقة وأتباع نفس المنهج و المدرسة الخومينية فلا تباعد بين الرجلين بقدر ما هنالك تقارب كبير بينهما يجلعهما يقاتلان في خندق واحد للحفاظ على نظام الولي الفقيه.
كان خامنئي من أقرب أصدقاء رفسنجاني و وروحاني يحتفظ بعلاقات حميمة برفسنجاني و خامنئي وإضافة الى ذلك لديه قبول بين المعارضين القوميين الفرس في الخارج لأنه يحافظ على كيان الدولة الإيرانية ويعيق انهيار العنصر الفارسي الحاكم في إيران المتعدد الأعراق. فقرار النظام اختيار روحاني جاء بعد مداولات عديدة بين قيادات النظام وأسر عتيّة مثل أسرة"لاريجاني"و"رفسنجاني" و"خامنئي" و"ناطق نوري" و أسر القيادات في الحرس الثوري و الإطلاعات الإيرانية مما دفع النظام على اختيار روحاني لأنه هو الأقرب للجميع من إصلاحيين و محافظين ومعارضين. لذلك إنّ وجود روحاني في منصب رئاسة الجمهورية مهمّ للغاية كوجود خامنئي في منصب ولاية الفقيه فالإثنين وجودهما ضروري لإطالة عمر النظام. من هنا لا فرق بين روحاني وخامنئي بالنسبة لأتباع النظام ولاحتى بين معارضيه لوجود شبه كبير بينهما.
التعليقات (1)
1 - انجاسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس
ابن\\النيل - 2013-10-24 23:46:32
فى\\الدنيا\\والاخرة\\اهل\\نجس\\منافقونننننننننننننننننننننننننننن