رغم أنّ معظم الإيرانيين ومعهم الكثير من المحللين يعتبرون الإتفاق النووي الأخير بين إيران والدول الستّ العظمى على أنه بمثابة كأس سمّ تناوله خامنئي كما تناول من قبل خوميني كأس السمّ بعد موافقته على القرار الدولي القاضي بوقف إطلاق النار بين إيران والعراق نهاية ثمانينات القرن الماضي إلا أنّ ظروف موافقة إيران على الإتفاق النووي جاءت مشابهة لتلك التي أرغمت إيران على الإستسلام لمطالب المجتمع الدولي . فاليوم هي العقوبات الصارمة التي أوقعت الإقتصاد الإيراني في مستنقع خطيريمكنه أن يجرّ البلاد الى نتيجة لا تحمد عقباها أخطر من ظروف الإستسلام للمجتمع الدولي. لكنّ رغم ذلك يصرّ خامنئي على لغته الخشبية التي تعوّد عليها وعوّد اسماع أنصاره بها الى أنّ الإتفاق النووي الأخير لا يعتبر استسلاماً.
إنّ إصرار خامنئي على لغته الثورجية يعتبر طبيعياً بسبب أنّ هذا الخطاب نابع من طبيعة النظام الإيراني القائم على صناعة الأعداء للإستهلاك الداخلي و الإستمرار في الثورة داخلياً وإبقاء مؤسساتها رغم مرور ثلاثة عقود نصف عليها إلا أنّ هذا النظام يستغل الأعداء الوهميين لمحاربة معارضيه في الداخل وتصدير ثورته للخارج فبدون هذا الخطاب الثورجي لا يمكن لخامنئي البقاء في الحكم ولا لنظامه أن يستمر فجميع التوقعات تشير الى أنّ خامنئي سيواصل لغته إذا أراد أن يبقى في سدة الحكم و ستتواصل هذه اللغة في الإعلام الموجه داخلياً وخارجياً لأنّ تغيير هذا الخطاب يعني تغييراً جذرياً من المستبعد أن يحصل مادام النظام يعتبر ثورته متواصلة بإعلامها ومحاكمها و خطابها ونهجها و قيادتها.
التعليقات (0)