"على الحكومة اعتماد سياسة صارمة و واضحة حيال الأحداث والقضايا التي تمرّ بها المنطقة في العراق و فلسطين و سوريا و القضايا الدولية لأنّ هذه المواقف الصريحة تصبّ في إطار الأهداف الاستراتيجية للنظام و تخدم نفوذ إيران بين شعوب المنطقة". هذه أحدث الخطابات التي وجهها خامنئي لروحاني والتي فسّرها البعض على أنها خطوط حمراء لولي الفقيه لا يمكن للحكومة تجاوزها.
نشر الموقع الرسمي التابع لخامنئي قائمة تضمّنت خمس عشرة نقطة بينها وصايا وتحذيرات المرشد للحكومة التي يترأسها روحاني من بينها التحرّك الفاعل على الصعيد الدولي والإقليمي لتمثيل النظام بما يتناسب و أهداف النظام الإيراني. 1 اعتبر البعض من المحليين أنّ هذه التحذيرات التي سبقتها حملة شديدة لمعارضي الحكومة تهدف الى إعاقة النهج الإصلاحي للحكومة و إبعاد روحاني عن مؤيديه الإصلاحيين و بالنهاية عودة روحاني للحاضنة المحافظين.
لو افترضنا أنّ الضغوط التي يمارسها المعارضون لنهج حكومة روحاني والتي تترافق تلك الهجمة تأييداً ضمنياً من قبل خامنئي قد تنجح في إبعاد روحاني عن حاضنته الإصلاحية بالنهاية سينجح التيار المتطرف من إفراغ الحكومة و السيطرة على الملفات الحساسة مثل الملف النووي و ملف الإصلاح الداخلي.
لكن في المقابل يمتلك روحاني ومؤيديه عدة خيارات لمقاومة ضغوط التيارات المتطرفة و المدعومة من قبل بيت المرشد علي خامنئي وذلك بالإرتكان للشارع الذي يشكّل أداة ضغط و قوة نافذة قد تخدم الحكومة في مواصلة نهجها المعتدل و استخدام نفوذ تيار رفسنجاني وشقّ صفوف التيار المتشدد كوسيلة لردع الطرف المقابل. أما بالنسبة لروحاني فعليه العمل على إعادة علاقات بلاده بمحور الإعتدال العربي والتي يمكنها أن تكون ظهيراً لحكومته و أيضاً الإسراع بالتوقيع على اتفاق نووي مع الدول الست باستخدام ضغط الشارع والإعلام و الأحزاب و التيارات المؤيدة وهذا من شأنه إبطال مفعول خطوط خامنئي الحمراء و الحد من تدخلاته السافرة في قرارات الحكومة.
للمزيد يمكن مراجعة الموقع التالي:
التعليقات (0)