بعد أن تحوّل العراق الى ساحة تشتدّ فيه معارك داخلية وإقليمية بعد تواصل التدخلات و الإفرازات الخارجية سببت تلك الأزمات ظهور متطرفين و جماعات ارهابية في هذا البلد. فبروز الدور الإيراني بقوة في العراق عبر إشارات من قبل القادة الإيرانيين يبيّن أنهم يتدخلون في جميع مفاصل الدولة العراقية من إرسال مجندين و تدريب الملشيات الى شنّ الطيران الإيراني ضربات جوية فوق مناطق عراقية معارضة لحكومة المالكيحيث هذا يعدّ تجاوزاً للسيادة العراقية و تدخلاً سافراً في شؤون هذا البلد.
لم تمض إلا أسابيع عن جلسات البرلمان العراقي الذي فشل في تحديد رئيس للوزراء فقد ظهر التدخل الإيراني جلياً في شؤون العراق عبر تصريحات للمرشد الإيراني الذي يبيّن مدى اعتباره للعراق كحديقة خلفية لإيران. وأنّ لهذا البلد كلمة الفصل في جميع مايحدث في العراق. قبل أيام وفي إطار التصريحات الإيرانية حول الأزمة العراقية شدد خامنئي رفضه الشديد للمطالب الجماهعيرية التي تنادي بتنحي المالكي عن السلطة .معتبراً ذلك انقلاباً على الشرعية.في حين معظم التيارات العراقية و الزعامة الدينية الشيعية والسنية والكردية ترفض التمديد للمالكي لولاية ثالثة ما يعني أنّ خامنئي يعتبر نفسه صاحب صلاحية اختيار رئيس وزراء للعراقيين.
يرى بعض المتابعين للشأنين العراقي والإيراني أنّ المالكي ينفّذ حرفياً سياسة طهران والتي تملى عليه عبر عناصر أمنية وسياسية إيرانية في هذا البلد لذلك لا تجد طهران شخصاً أكثر تبعية من نوري المالكي يمكنه أن ينفذ الأجندة الإيرانية. على هذا الأساس يمكن معرفة إصرار طهران على استمرارتولي المالكي لمنصبه.و ذلك استناداً لخطب و تصريحات القادة الإيرانيين وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي الذي ظلّ يصرّح مراراً وتكراراً على عدم قبول بلاده ببديل للمالكي. فقبل أيام كان خامنئي قد أكد أنه من المستبعد أن يتولى أمور العراق أشخاص يشك في نزاهتهم و لا يمكن لـ" بني صدرها " أن يحكموا العراق وهم خرجوا على مفاهيم الثورة والدولة – "صدري ها " ينسب الى بني صدر هو أول رئيس إيراني بعد الثورة تمت الإطاحة به من قبل خوميني لأن الإعقتاد السائد آنذك بأنه خرج من الثورة بسبب رفضه للحرب الإيرانية العراقية رغم أنه حصد معظم أصوات الناخبين- ويستخدم خامنئي المصطلح للدلالة على أولئك الذين خرجوا عن طاعة الحكومة المركزية العراقية وأهداف المرجعية الدينية في العراق.
لكنّ للإصلاحيين و المعتدلين في إيران رأي يتناقض مع الرأي الرسمي الذي يبرزه خامنئي والمؤسسات التابعة له. فقد شكك إبراهيم يزدي وهو قيادي إصلاحي في إيران بقدرة المالكي على إدارة البلاد بعد أن فقدحظوظه الوطنية والإجماع العراقي حول شخصيته. معتبراً أن جميع سياسات المالكي قد باءت بالفشل وعليه، يجب أن تتولى حكومة مبنية على شراكة وطنية.لكن الإعلام التابع لمؤسسة كيهان التي يديرها مندوب للمرشد رفض جملة وتفصيلاً مطالب تغيير المالكي مشبّهة ما يحدث في العراق اليوم مواجهة لتيار يريد خطف الإستحقاق الإنتخابي ويمرّ العراق بظروف مشابهة للثورة الإيرانية قبل عقود.إذن لأنّ العراق يمر بظروف ثورية مثل الثورة الإيرانية يجب تثبيت المالكي حسب رأي طهران و الوقوف بوجه من يريد أن يخطف منصب رئاسة الوزراء العراقية التي تعتبر مدخلاً لإيران لمواصلة تدخلها في العراق يعتبر عملاً بطولياً. من هذا المنطلق يعارض خامنئي و النظام الإيراني بالتراجع عن موقفهم المؤيد للمالكي لأنّ التراجيع يعني السماح لمعارضي إيران بحكم العراق وهذا ما لا تريده طهران.
التعليقات (0)