خالد مشعل وحماس ..
خالد عبد الرحيم إسماعيل عبد القادر مشعل والشهرة خالد مشعل شخصيه مثيرة للجدل في معترك الأحداث الحاليه في منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة والقضية الفلسطينية بصفه خاصه بما تحويه شخصيته من كاريزما وجدل ..
وخالد مشعل فلسطيني الأصل والمولد ولد بقضاء مدينة رام الله وهاجر مع أسرته وهو في التاسعة من العمر إبان حرب العام 1967 الي الكويت التي قضي بها معظم عمره وتخرج من جامعتها والتي كان له بها صولات وجولات فقد تزعم التيار الإسلامي الفلسطيني المناوئ لتيار فتح الفلسطيني أيضا "طلابيا" في جامعة الكويت بل وإنتصر عليه "طلابيا" ثم عمل مدرسا للفيزياء بعد التخرج في مدارس الكويت وبعد الإحتلال العراقي للكويت لم يعد الآلاف من الفلسطينيين مرغوبا فيهم لتأييدهم لصدام حسين فترك الكويت وتوجه الي الأردن التي يحمل جنسيتها ..
وكان الإنضمام المبكر الي الاخوان المسلمين الفرع الفلسطيني سببا مباشرا في صعود نجم خالد مشعل السياسي وإنضمامه الي كوادر حماس "الاخوان" حال تأسيسها كأحد شباب المؤسسين وعضو المكتب السياسي بها ثم رئيسا للمكتب السياسي فيما بعد الا أن مشعل تضافرت جهودا كثيره أدت الي بلوغ نجمه الآفاق فمحاولة إسرائيل إغتياله ضمن عمليات الإغتيالات والتصفيات للكوادر والقيادات الجهاديه في حماس التي إنتهجتها إسرائيل -والتي كاد أن يتم تصفيته لولا قبض قوي الأمن الأردني علي إثنين من منفذي العمليه وتدخل الملك الأردني "حسين" رسميا في الأمر وسيس الموضوع وطلب المصل المضاد للسم من إسرائيل وتدخل الرئيس الأمريكي كلينتون في الأمر مما أدي الي إرسال المصل المضاد للسم وإنقاذ حياه مشعل وتسليط كل الأضواء عليه كمقاوم عائد من الموت ..
كذلك قيام إسرائيل بإغتيال الشيخ أحمد ياسين وقيادات الصف الأول في حماس وخلو الساحه الحمساويه من قيادات الصف الأول أفسحت الطريق لمشعل لتبوء منصب الزعامه في حماس بدون منازع ليبدأ مشعل مرحله جديده من مراحل حماس قائدا لها من "دمشق" التي أتاحت له حريه حركه تامه بعدما غادر عمان الي قطر ومن قطر توجه الي دمشق ..
تلك المرحله "حماس – مشعل" التي مازالت أحداثها جاريه حتي كتابه هذه السطور والي ما شاء الله فحماس مشعل تختلف تماما عن "حماس - ياسين" فالشيخ أحمد ياسين لم يكن يملك كاريزما ولم يكن لديه طموح سياسي ولكنه كان رجل دين لا يسعي الي أكثر من ذلك أما خالد مشعل وإن كان عضوا بالاخوان المسلمين منذ نعومه أظافره إلا أنه يحمل الطموح السياسي وحب الزعامه والذي ظهر جليا في قدرته علي تكوين تيارجامعي فلسطيني مناوئ لتيار فتح الذي كان يملأ الآفاق آنذاك بل والتفوق عليه دليلا وإستقراءا لمستقبله فيما بعد فتجاوز فتح وتنحيتها عن قياد الشعب والقضيه أصبح جُل عمل مشعل لسنوات طوال فالذي يتجاوز فتح وينحيها هو من يتبوء قياد كل الشعب ..
تحولت حماس علي يدي مشعل من حركه دينيه جهاديه بحته تتميز بكوادرها الجهاديه وإستشهاديوها ولاتبغي للدنيا عرضا زائلا الي حماس الجهاديه السياسيه معا وأخرجها مشعل من القالب الديني الي قالب أكبر وأشمل وهو السياسي من منطلق ديني وإحتكم لصناديق الإنتخاب للوصول الي البرلمان الفلسطيني ضاربا فتح لكمه قويه أفقدتها توازنها في فتره كانت الفضائح الماليه والإداريه لكوادر فتح تزكم الأنوف والتي أحسن مشعل إستغلالها لدي الشارع الفلسطيني ليطرح "فتح" أرضا بصفته البديل الأوحد ويشكل من المكتب السياسي لحماس حكومه فلسطينيه برئاسه إسماعيل هنيه تلك الحكومه التي خرجت عن عباءه فتح وإتفاقات أوسلو بل وكل العباءات في المنطقه العربيه والتي كانت تتوسم قرب حل القضيه وتكوين الدوله الفلسطينيه وإنهاء الصداع المزمن في فلسطين ..
ولكن مشعل أراد أن يعلن للجميع العوده الي المربع الأول وبدء بدايه جديده ولكن حمساويه وليست فتحاويه فكان الصدام الحتمي مع فتح ولم يجد مشعل تأييد عربي سوي من "حزب الله -حسن نصرالله" والذي فتح له قنوات إتصال رسميه مع "إيران – نجاد" والتي مدت له زراعيها مرحبه فلم يجد مشعل حرجا من الخروج من عباءه الإخوان السنيه الي العباءه الشيعيه الإيرانيه والتي رحبت به ودفعته للتحرش بإسرائيل وخططت المخابرات الإيرانيه لمواجهه إسرائيليه-حمساويه تنقل حماس مباشره الي صداره الأحداث وقياده الشعب الفلسطيني وفي نفس الوقت تبقي الأحداث ملتهبه في المنطقه لتخف وطأة الضغوط الغربيه علي البرنامج النووي الايراني وتثبت هي أي إيران أن أوراق اللعب في أيديها كما في لبنان في فلسطين أيضا وحدث ما حدث ..
وأراد مشعل إستثمار النتائج وإعلان النصر علي إسرائيل ولكن لم يجد من يؤيده فيما ذهب اليه حتي في محاولات تقليب الدنيا علي مصر والضغط عليها إعلاميا أيضا بائت بالفشل ولم يبقي سبيلا سوي المصالحه مع فتح ..
ومع إزدياد الضغوط الداخليه علي نجاد خفت قبضته قليلا وقل دعمه لمشعل وهنا أحس مشعل بأن الدوائر تدور وبسرعه وليس في صالحه فنزع عنه العباءه الشيعيه الإيرانيه وهرع الي المملكه العربيه السعوديه يعلن سنيته وعروبته والإعلان عن براءته التامه من الشأن الحوثي بعد أن حامت من حوله بعض الشبهات في خطوه يائسه لمحاوله كسب الدعم السعودي بل وأعلن الإستعداد لتوقيع إتفاق المصالحه الفتحاوي-الحمساوي والذي ترعاه القاهره والتي طوال الفتره الماضيه بعد العدوان علي غزه حافظ علي شعره معاويه في العلاقات معها لعلمه التام بأن القاهره هي المحطه الأخيره له إن جائت الرياح بما لا تشتهي السفن ودارت عليه الدوائر ..
ولكن هل هذا هو نهايه المطاف ؟
هل العوده وقبول بالإتفاق مع فتح ؟
هل يقبل مشعل بإتفاقات أوسلو ؟
هل يبادل شاليط بالأسري الفلسطينيين ؟
هل يستطيع مشعل إكتساب تأييد الشارع الفلسطيني ثانيا وإكتساح صناديق الإنتخابات كما فعل من قبل بعد آلاف القتلي والجرحي ودمار غزه الذي سببه طموحه السياسي ؟
وأخيرا هل سيتخلي مشعل عن حلم الزعامه والإطاحه بفتح ولو لفتره من الوقت ليبدأ مصالحه فلسطينيه فلسطينيه حقيقيه ؟
كل هذه الأسئله تحتاج الي إجابات والوحيد الذي يملك هذه الإجابات هو خالد عبد الرحيم إسماعيل عبد القادر مشعل …
مجدي المصري
التعليقات (0)