مواضيع اليوم

خالد اسماعيل يكتب عن مسك الليل

أحمد الشريف

2014-01-06 12:15:59

0

خالد اسماعيل يكتب عن مسك الليل
هذه القصص , التى تكون مجموعة , مسك الليل " للقاص احمد الشريف تطرح , زاوية جديدة للعالم الفقير فى الفيوم , وهى أحدي المحافظات التى يصح قول , الراحل جمال حمدان عنها أنها مصر الصغرى فهي تحتوي الصحراء والبحيرة " قارون , والمناطق الخصبة , وبالتالي فإن الثقافة , السائدة فيها تحوي راقا شكله المزارعون , الفلاحون وراقا شكله الصيادون وثالثا شكله الرعاة , هذه عن الجغرافيا التى تشكلت فيها ثقافة القاص احمد الشريف , أما عن التاريخ فإن الفيوم تضم شواهد حضارة مصرية قديمة , ورومانية وقبطية ,وفى عناصر الفولكلور الفيومي , شواهد وبقايا لهذه الحضارات الثلاثة ولم يفارق احمد الشريف التاريخ أو الجغرافيا لكنه نظر إلى صورة الحياة نظرة من زوايا دقيقة جدا فالمرأة فى اليوم منطلقة كادحة لا تشغلها القيود بقدر ما تشغلها لقمة العيش والطفل يخترق هذا العالم النسوي الريفي ليكشف لنا هذا العالم السري الذي يمارس المرأة ما تحول دون ممارسة القوانين والأعراف لكن حتى فى هذا العالم السري لا تخرج المرأة عن احتفاء بالأنوثة وفضفضة وشكايا . مشهد الطفل المخترق لعالم نساء القرية تكرر كثيرا فى الأدب المصري مثل , نجد عند عبدالحكيم قاسم , المشهد المماثل فى رواية " أيام الإنسان السبع , التى كرسها للاحتفال بطقس المولد حيث ينتمى قاسم إلى الدلتا قريبة التركيب الجغرافى من الفيوم وهناك يوجد ضريح السيد أحمد البدوي أحد الأولياء المشهورين ولكن الخلاف بين مشاهد " ومشاهد قاسم و فى درجة التذكر والهدف والزمن , فكتابة قاسم تنتمى إلى زم الستينيات والشريف ينتمى إلى التسعينات ودرجة التذكر عند قاسم تدور المولد وطقس الخبيز لأن الخبز ركن مهم من أركان الفولكلور المصري فى العادات والتقاليد بالذات بينما التذكر عند أحمد الشريف , تركز حول الأنثى المشتهاة التي تركت بصمتها فى عينيه ثم كبر ليلتقيها فى سياق أخر يبعث على فور عند القاري فكرة تقنيات الزمن والمقادير . فالأنثى التي تركت فى ذهنه , صورة حلوه سكنت خياله . هى ذاتها الأنثى التى سيراها بعد فى مشهد مؤلم .
المجموعة أيضا احتفت بالمهمشين فى القرية , وهؤلاء هم الأجراء الذين هم يعملون فى زراعة أراضي صغار وكبار الملاك وأثناء عملهم فى الحقول تتوالد عندهم خيالات وحكايات تسد الحاجات وتملأ القلوب بالأحلام فالأيام القديمة معها الانعتاق .
الفلاحون عند أحمد الشريف مادة خصبة ولكنها لا يعرف عنهم الكثير فقط يقدمهم كموضوع للشفقة والفولكلور – الأدب منه على وجه الخصوص لم يتملك من قلب احمد الشريف ولا تجربته بشكل عام وأن كان انحيازه الإبداعي والعاطفي للفلاحين يبدو واضحا إلا أن أبداع الفلاحين غاب عن المجموعة و ظهرت صورتهم الخارجية ولم تظهر روايتهم للعالم .
القاص أحمد الشريف هذه هى مجموعته الأولى وهو من المهمشين والمنفيين من خريطة الإبداع القصصي المصري
خالد إسماعيل





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !