خاطرتان عندما تتكلم العصافير : 12/شباط/1976 هناك .. عندما تغفو أوراق الشجر الخريفية ، وتتلاقى الأجساد العارية في عناق فصلي ، وترفرف أجنحة السنونو ، فتهتز بغضب وكبرياء جفونُ حبيبتي فوق عينيها الخضراوين ، لتحملَ للكون سرًّا لا تعرفه إلا جذورُ الشجر في أرض مخصبة من العالم المجدب .. 26/أيار/1975
على جدران الصمت وبوابات الفرح ، أخط إليكِ ابتسامات الليل ، وتنهداتٍ تسكن أطرافَ الرأس ، لتنطلق من الشفتين حاملة لهيب الذات .. تنتعش بالرحيق الذي ما لبث أن صار حليبا في فم طفل جائع ، يتطلع إلى صدر يغذيه .. فيناجيها ويبتسم لها ، وتتكلم عيناه أشياء كثيرة : أنا أ.... وإني ....
ولن أ..... فمتى .....؟
وعندما تهتز السنابل الخضر المليئة دفئا ، وتتسارع الأمواج غير مكترثة ، كنتُ أطرق أبوابَ الصدر في تلك الأماسي علّني أجد صدًى .. فهل ....؟
ما زلتُ أذكر تلك الأسراب من العصافير التي مرت في سمائنا ، وفي الوقت ذاته ، ما زلت أذكر هذين العصفورين اللذين انتحيا جانبا ، وتهامسا كلاما لم أسمع سوى كلمة واحدة منه تقول : أ...................
بلا عنوان :
وعندما تصبح سنبلة القمح رغيفًا يملأ بطنَ جائع مشرّد ، وتثور الأنهار والجداول على مجاريها ، تغضب ، وتزمجر ، تقول بقوة ورجولة : لماذا لا يسود الحُبُّ ؟؟ ..
لكن ثمة سؤالا أشدَّ حيرة :
أين يعيش الحب ؟؟ .. وكيف ؟؟ ..
هناك ..
في لجّةً مظلمة عميقة ، تتهاوى الجدران ، وتنبعُ الأرضُ حممًا غزيرة ، ويظهر جبار مارد ، ينفث دخانا أبيض ، تشوبه حمرة نيرانية ، يتلفت حوله ، تجحظ آلاف العيون في رأسه ، تنتفخ ، يصبح كله مدخنة واحدة ، ينبعث الدخان منها في كل الاتجاهات ..
وتبقى السماء في زرقة صافية ...
يوسف رشيد
التعليقات (0)