مواضيع اليوم

خاطرة من القلب لسوريا الجريحة

محمد كنفودي

2012-10-16 15:58:58

0

خاطرة من القلب لسوريا الجريحة

منذ أن فطن الإنسان لمعاني الحضارة، اهتم بها من شقها المادي ،فأحدث تاريخا خلف أطلالا ومآثر عبرتا لكل الأجيال على امتداد العصور إلى عصرنا ، حتى تشهد على جمالية التاريخ ومبدعيه ، وقد كانت دمشق عاصمة الشام إحدى تلك الحضارات الشامخة الزاهرة ورثت من التاريخ العمران المادي وأيضا العمران البشري ، فكل عاشق لتراب سوريا يعرف الإنسان السوري بطبعه وخصاله ، حبوب صدوق شهم كريم ... ، إنسان تناقلت عليه الحضارات ولم تغير من طبعه شيئا ، فظهرت روعة ما صنع التاريخ بهذا الشعب ..


امتدت الأيام وسوريا تعيش الأفراح وتكتم الأحزان ، تبني المجد وتصنع البطولات ، إلا أن وصلت النهاية كنهاية كل حضارة ، نقول نهاية ونحن نتحصر على ذلك الجزء من الوطن العزيز ، دمار وقتال .. دماء وأشلاء .. قتلى بنيران الداخل والخارج .. تقاتل على المصالح والمواقع .. ببعده الداخلي الضيق صراع “شعب” أو " مسلحين " من أجل “الحرية أو " الدمار “ يسعى لإسقاط النظام .. وببعده الشامل العام تصارع دول كبرى لبناء الإستراتيجيات العسكرية والسياسية ..


نعم .. كانت سوريا جميلةمزهرة .. لكنها اليوم بئيسة مظلمة .. كانت عروسة الشام دمشق قبلة المبهرين بتاريخ الإنسان .. فأصبحت قبلة العاشقين لدماء الإنسان .. كانت سماءها صافية يكسوها لون أزرق بارد .. فأصبحت سماءها سوداء تكسوها دخاخين القنابل والمدفعيات .. نعم كانت وأصبحت وكانت وأصبحت ..


سوريا اليوم لن تعود كالأمس مهما كانت النتائج، سواء انتصر المقاتلون على النظام أو إنتصر النظام على المقاتلين .. لن تعود أبدا قبلة التاريخ والحضارة بل ستصبح من اليوم قبلة الصراع الإنساني الدموي .. فبذور تلك الزهور الساطعة لم تعد تحقن بداخلها بل نثرت بذورها خارج البلاد بحثا عن موطن تنعم فيه الحياة بالاستقرار .. موطن يرى فيه الإنسان أخاه الإنسان على أنه إنسان .. موطن بلا حروب ولا صراعات .. موطن مهما كان يبقى السلام ركيزة المنطق الإنساني في التعامل مع كل اختلاف .. من يحلم ببناء سوريا جديدة فإني أطمئنه أن يترك أحلامه هنا ويبحث عن أحلام واقعية .. فسوريا بعد اليوم لن تعود ابدا كسوريا الأمس .. إنها نهاية كل حضارة .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات