مواضيع اليوم

خاص الى نزار النهري

سفيرة الاخلاق

2010-05-23 01:26:39

0

 

بسم الله الرحمن الرحيم ...

لقد قرأت في مدونتك وأحببت أن نتحاور حول نقطة أنت كتبتها وهي أن "الله مجرد فكرة" ، فتعالى الله سبحانه عن هذا الوصف ، وأيضا وجدتك تقول أنك لا تؤمن إلا بالشئ الذي يمكن قياسه

ومن هنا أود أن نتحاور

سأسألك سؤالا بسيطا .. هل شعرت بيوم ما من حياتك بالحب أو بالكره ؟

بالطبع ستقول لي نعم

فهل هذا الشعور الذي شعرت فيه يمكننا قياسه ؟؟!

هل لأننا لم نتمكن من رؤية مشاعرك الداخلية او شمها او تذوقها او لمسها او الاستماع اليها إذا فهي بالضرورة غير موجودة ؟؟؟!!!

السؤال الثاني : من أنت ؟ أي الشخص الذي أتحاور معه ؟ أقصد من هو المسئول عن فكرك وشعورك الذان يكتبان ويفكران ويشعران ؟ هل هو لسانك ؟ عيناك ؟ يدك ؟ لا تقول لي الدماغ فالدماغ يحوي مواد ووسائل تساعد على التفكير والشعور ولكن أين نزار النهري نفسه "الروح التي تسكن فيه" فكره وشعوره وتوجهاته اين تقع بالضبط ؟؟؟

أي أننا لو قمنا بصنع -عفوا قام الغرب بصنع- مجسما لنزار النهري ودعموه بكل الخلايا والدم والمواد والأعضاء حتى اكتمل وتكاملت كل أجزاؤه ، فهل ستنبعث فيه الروح ؟؟؟

لو حدث ذلك فسيصبح لدينا أكثر من نزار أحدهما صنعه مجهول والآخر صنعه الغرب !!!

ألا يوجد أصوات فوق عتبة احساسنا وتحتها بحيث أننا لا نستطيع الإستماع إليها ولكن الأجهزة ترصدها ؟

فهل هي غير موجودة لأننا لم نتمكن من الإستماع إليها بأنفسنا ؟

هل تعلم ما يحدث الآن في قاع المحيط ؟

لا يعلمه إلا الله وحده فهو يعلم السر وأخفى ، ويعلم بحوارنا هذا ، وهو سبحانه من خلق الذين اخترعوا المراصد وسخر لهم تلك الإختراعات القيمة

ليس بعسير على الله رب الكون كله أن يجعلنا نراه لنؤمن به ، ولكن الله يريد أن يفصل بين الذين آمنوا به بعقولهم ، وبين الذين كفروا به لأنهم لم يدركوه بحواسهم ، فالمسألة كلها مسأللة إيمان ولو انها دخلت في حيز القياس لانتفى الهدف منها .

أرجو أن تتفكر في كلامي وأن لا تجعل أحدا يفتنك في الدين ، فالدين ثابت وحر ممن شوهوا صورته ، فأرجوا منك المزيد من الإطلاع عليه من مصادره الموثوقة وليس من قصص الناس أو نماذج من البشر من حولك ، فلا أحد يمثل الدين إلا الدين نفسه

وسأطلب منك طلبا بسيطا لن يكلفك شئ : فإذا كنت في خلوة مع نفسك فاسأل الله وقل : يارب إن كنت موجودا فاهدني إليك وإلى الإيمان بك ، وسيستجيب لك رب العزة عاجلا أم آجلا إن كنت مخلصا في دعائك هذا وتريد الحقيقة فعلا

وأنصحك بالتفكر أكثر فما عند الله خير وأبقى وأجمل وأكمل من هذه الدنيا الفانية والقصيرة مهما طال بنا العمر ، فأنت الآن في عالم الإختيار ، أما بعد الموت فلا مجال لإعادة الحسابات أو الندم ، فسوف نجني ما زرعناه في الدنيا من معتقدات وأعمال

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أُطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي إنكم تخطئون بالليلِ والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي إِنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجرِ قلب واحد منكم ما نقص من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد ، فسألوني ، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عِبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) رواه مسلم .

وقال تعالى في حديث قدسي : (( أنا عند ظن عبدي بي , فليظن بي ما شاء))

وقد قال الله تبارك وتعالى عن الموت ومابعده في سورة ق { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } الآية 22.

وللحديث بقية إن شاء الله ...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !