مواضيع اليوم

خارِجةٌ من التأويـل .. !

عنود عبيد الروضان

2010-01-02 12:28:59

0

 

 

 

اللوحة للفنانة العراقية / فيـان سورا .

فلْنفترضْ :
أنّ الحديثَ إلى القواقعِ قبلةٌ للبحرِ ؛
أعني : أنّني حينَ " اغتوى " خصري بملحٍ لم يكن في الماءِ غيرُكَ ،
حين ألبسَني غيابُكَ عِقدَ أصدافٍ .. وقفَتُ على سؤالِ الموجِ ؛
بعتُ لطيفكَ النّائي الأمانةَ .
لم يكن يُدني إيابَكَ غيرُ خَلخالي المبلّلِ بالخلاصِ ،
و أنت " تنجِزُني " ؛ أفكِّرُ كيف أغطِسُ في خلودِ الوقتِ ..
أسترعي انتباهَكَ حين يجرفني ارتعاشٌ ؛
كي تشقَّ الحزنَ عن قلبي .. وتُدفِئني بعريٍ ..
لم يكن عرياً إذا ما قلتُ في سرٍّ : أحبُّكَ !
صرتُ نورسةً تعودُ إلى المكانِ ؛
وتلثمُ القبلاتِ .. تلك الـ أسقطتها اللّهفةُ الأولى على جسرِ العناقِ .
خَرَجْتُ من ظلّي محمّلةً بحلمكَ ؛
ترتشيني الريحُ إنْ عفَّ الشّراعُ ،
وأجدُلُ الأفكارَ .. مهملةً كحبلٍ فوقَ خاصرة الموانئِ .

قلتُ : تُشبهني السفينةُ ؛
كي أطاولَ عرشَ غاوٍ لا يجازفُ بالمسافةِ !
قلتُ : قد تخبو الوجوهُ ..
فلا أظلّلُ رغبةً مدّت بعمرِ النّارِ .
لا تدري القواقِعُ عن دوارِ الفقدِ ؛
تسمعني أوشوشُ بالقصيدةِ ،
تستردُّ الملحَ من جسدي بُعَيْدَ الجزرِ ،
آخذُها .. كأشيائي لترقدَ في الخرافةِ ،
أو أعودَ إلى لحافِ الليلِ أطويني فيرصدُ بردَ أطرافي ،
ويفضحُ عورةَ الطرقاتِ .
لو أنّي أشحتُ الوهمَ – عن مطرٍ - تشتّتَ وشمُ تفّاحٍ .. !
أَعُدُّ قبيلَ أغنيةٍ .. لأغفو : مُعتقٌ / وَرِعٌ / يتيمٌ / " عاشقٌ طَرِبٌ " / غريبٌ ...
ثم أحذِفَ في النعاسِ الكونَ ..
تدري ؛ أنتَ تدري ما يخالجني إذا ماتوا جميعاً ،
من تنفّستُ المدينةَ من نوافذِ حزنهم ،
من علّقونيَ بالطفولةِ .. خلف أقنعةٍ ؛ و راحوا !

هذه أنثاك خارجةٌ من التأويلِ ؛
ناعمةٌ كسيفٍ لم يخضْ في الجرحِ ،
تعرِفُها .. و لم تعرفْ كثيرَكَ ،
مُرَّ – عن بُعْدٍ – وجادلْ كلَّ نورسةٍ يفيضُ الرّيشُ من دمِها ،
وأمعِنْ في حنينِ البحرِ ..
و اقرأني ؛
وأنصِتْ للبراءةِ حين نجري نحو قوقعةٍ ،
ونحلمُ .. !

نُشر في : جريدة أوان الكويتية .

،،




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !