امريكا و القارة العجوز
نخبط الادارة الامريكية و القارة العجوز في استشعار الثورات العربية
لم يكن لغياب المخطط او اجهزة الرقابة و الاستشعار الاستخباري في
اجهزة امريكا التي تتابع كل الاحداث على الساحة العربية .
لكن وقوعهم بين المطرقة و السنديانة , دفع السيدة كلينتون الى تناقض
مريع و مطبات في التصريحات , بين تأييد حلفاء الامس , او المضي
قدما عما يريده نبض الشارع العربي . فالغرب يسعى الى شرق اوسط
جديد . و اوروبا تسعى لاقامة تحالف متوسطي , يضم دول حوض المتوسط
في شراكات طويلة الامد , لمواجهة الغطرسة الامريكية و ابعادها او على اقل
تقدير , مشاركتها في ثروات المنطقة العربية . كمصدر للمواد الاولية و سوق
استهلاكي و محاربة الارهاب المزعوم .
قادة مزعجون
تعلم امريكا ان حلفاء الامس من القادة العرب ان العائد المتوقع من وجودهم , هو
اقل كثيرا من تكلفة خوض صراع مع الشعوب العربية , فتجربة العراق التي لا
زالت نزفا مستمرا منذ عقدين من الزمان لم تعط ما كان متوقعا , فقد تعرض
الاقتصاد العالمي الى هزة زلزلت صروحا كانت فخرا لها .
التبني الكاذب
كما هو دأب امريكا التي اعتادت ادعاء ما لم تفعل , فقد سعت اجهزتها الى تمثيلية
تدعي انها هي من خلقت الثورات العربية , بعد ان تخبطت في تحليل ما جرى في
تونس , فادعت انها دربت شباب ثورة مصر و انها هي من قامت باعداد قياديين
منهم على التواصل و التنظيم , علما انها كانت حركات شباب مثقف واع , لا علاقة
له بالسياسة و كثير منهم يناصب العداء للخطط الامريكي في المنطقة , خاصة اذا علمنا
ان الصف الثاني من حركة الشبابية هم من جماعات اسلامية , مساندون و داعمون .
العرب و المستقبل
الفوضى الامنية و عدم الثقة التي تنتاب الشارع المصري و تخوف القيادات السياسية
الذين استلموا زمام السياسة في مصر دفع الادارة الامريكية الى عرض مساعداتها
و خبراتها الى القيادات المؤقته , لتكون لها شروطا في سبيل الحصول على موضع قدم
الا ان ذلك يواجه بحذر رسمي و تخوف جماهيري يحجم تلك الاجراءات . و هذا ايضا
سعت اليه ادارة البيت الابيض في تونس و لم تغفل عنه ايضا القارة العجوز .
لذلك اوعزت الى الحلفاء القائمين ترغيبا و تخويفا من انتقال العدوى اليهم للضغط على
القيادة المصرية بقبول معونات عربية مشروطة بعدم محاسبة مبارك و اركان نظامه
لكن الرياح تجري في اتجاهات لتعادل فروقات الضغط الجوي و النفسي في المنطقة ,
فكانت هبة اليمن و سوريا و ليبيا و البحرين و داخل السعودية و في الجزائر و المغرب
كلها حركات اصلاحية ذات مطالب متقاربة .
خارطة طريق
الصراع الشعبي العربي مع القيادات السياسية , ليس وليد الساعة و السبب معلق على ان
كل النظام العربي وليد ظروف قسرية جاء بتلك الانظمة الحاكمة . كانت تقوم ثورات
بعضها ينجح بدعم خارجي و بعضها يفشل و يندمل حينا من الزمن , فكانت بين مد و جزر
لها مطالب سياسية و اخرى اجتماعية و منها ما تحركه احزاب او تنظيمات و بعضها ردود
افعال لاوضاع اقتصادية او معيشية . و لم تكن هبات شعبية عارمة كما يحدث الان .
نجحت الانظمة في القضاء على احزاب اما اختراقا او اعتقالا و بعضها ارضاءا و الهاءا
فقد الشارع العربي احساسه بجدوى تلك الاحزاب فاستسلم بيأس الى قبول الامر الواقع
في مرارة و اهتم بجني مكاسب مالية و تحسينية , فبرزت ظاهرة التفاوت الطبقي و انعدام
الطبقة الوسطى من صغار " البرجوازيين " . فارتفعت ارقام الخريجين الباحثين عن العمل
و زادت الافواه الجائعة و المعدمة , و الاحساس بالظلم و الضياع .
يتبع ..
التعليقات (0)