مواضيع اليوم

خارطة الطريق الرفحية

حسام الدجني

2010-03-09 11:14:43

0

خارطة الطريق الرفحية
بقلم/ حسام الدجني

الكل يعلم أن الولايات المتحدة الامريكية تقدمت بمبادرة سلام أطلقت عليها اسم خارطة الطريق، تنص على التزام الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، بخطولات متزامنة، وصولاً الى اقامة الدولة الفلسطينية، وكان ذلك في عهد الرئيس المنصرف جورج بوش.
ولكن اليوم نحن أمام خارطة طريق جديدة انطلقت من وسط مدينة رفح بوابة الجنوب لقطاع غزة، كتبها عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح السيد أشرف جمعة.
ملخص خارطة الطريق التي أطلقها النائب أشرف جمعة: "توقيع حركة حماس على ورقة المصالحة في القاهرة فوراً- وفد فلسطيني موحد يضم عباس ومشعل في القمة العربية في ليبيا- دراسة وزراء الخارجية العرب ملاحظات القوى والفصائل، وتقديم ضمانات للجميع عند التنفيذ- تعقد القاهرة بعد القمة احتفالية ابرام المصالحة بين الفصائل الفلسطينة، وتبدأ خطوات التنفيذ على الارض.

تحمل الخارطة دلالات من حيث المكان والزمان، وتحمل عناصر ايجابية من خلالها قد يصل الفرقاء الى التوقيع على ورقة المصالحة الفلسطينية.

دلالات المكان:
مدينة رفح تقع في جنوب قطاع غزة، وهي المنطقة التي تنتشر فيها الانفاق، كونها تشترك مع جمهورية مصر العربية في حدود طولها 10 كيلو متر، حيث يعمل غالبية سكان مدينة رفح في تجارة السلع المهربة من مصر، فشهدت المدينة نمواً اقتصادياً ملحوظاً.
لذلك قد تؤثر المصالحة على تجارة الأنفاق، وبالتالي سيكون المتضرر الاكبر هم سكان رفح، وهنا المفارقة التي تدلل على وطنية ووعي الرفحيين، والذين يدعمون المصالحة الوطنية على حساب الحسابات الشخصية والعائلية والجهوية، وهذا لا يتوقف على النائب اشرف جمعة وحركة فتح، بل هذا هو موقف الحركة الوطنية الفلسطينية في مدينة رفح بكل الوانها الساسية، وعلى رأسها حماس.
قد يوافقني الجميع عندما أقول أن مدرسة رفح السياسية هي مدرسة ذات طابع خاص، وهي مدرسة معتدلة وبراغماتية، وفيها من الوعي والتوافق الكثير، فالبيئة الاجتماعية في رفح، والطابع العشائري والقبلي يساعد على ذلك.

دلالات الزمان:
تأتي مبادرة النائب اشرف جمعة في وقت بالغ الأهمية، حيث تواجه القضية الفلسطينية مخاطر وتحديات كبيرة، فالمقدسات تهود، والاستيطان يبتلع الأرض، والمفاوض الفلسطيني أمامه تحديات كبيرة في الجولة القادمة.
أيضاً تأتي خارطة الطريق في وقت بالغ الأهمية، حيث موعد القمة العربية في ليبيا، والتهديدات والاشتراطات التي تسبق القمة، والتي خلقت مناخات سلبية قد تخيم على القمة وتؤثر عليها، بل تفشلها، وذلك على خلفية حضور مشعل، أو اعتذار القذافي للرئيس عباس، أو غير ذلك من قضايا تعمق الانقسام العربي وتزيد من أزمته، وما لذلك من تداعيات على القضية الفلسطينية، وعلى الشعب الفلسطيني في الشتات.

تأتي خارطة الطريق التي اطلقها اشرف جمعة في الوقت المناسب كونها تلبي رغبة كل الاطراف، أتمنى على الجميع الموافقة على المبادرة، وأن يتم اعادة بلورة المبادرة وتنطلق من رفح الصمود بكل الوانها السياسية، حتى نخرج من الحساسية المفرطة التي أصابت الحركة الوطنية الفلسطينية، وأن يسجل الانجاز الى مدينة رفح وأهلها، وحركتها الوطنية ونخبها السياسية.

كما اتمنى على النائب اشرف جمعة وعلى حركة فتح، وكذلك حركة حماس اطلاق مبادرات فردانية لتهيئة الاجواء والمناخ السياسي، من خلال الافراج عن معتقلين سياسيين، ووقف سياسة قطع الرواتب، وفتح المؤسسات، ووقف التحريض الاعلامي، وغير ذلك من الخطوات الايجابية.

المصالحة الفلسطينية لو تمت قبل القمة العربية، ستجعل من القمة العربية بوابة لمصالحة عربية عربية، في مواجهة التحديات الاسرائيلية والاقليمية والدولية.


حسام الدجني
كاتب وباحث فلسطيني
Hossam555@hotmail.com


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات