قال لي صديق : لم أشاهد دور للمملكة العربية السعودية في نصرة المستضعفين في تونس , ومصر , و اليمن , وليبيا , وسوريا .. قلت له : أما ما حدث في تونس فلم يكن لأحد دور فيه إلا شبابها وشعبها , إلا إن كنت تحسب النقل التلفزيوني دورا ! وما حدث في مصر هو شان داخلي للشعب المصري , وما كان من الأجدى أن يتدخل احد , هذه دول وهناك معاهدات واتفاقيات أنت لا تعلمها ولا أنا أيضا .. بالنسبة لليمن لا ينكر أحدا الدور الذي قامت به المملكة , وحتى تعطي انطباع انه يشمل رأي معظم الأمة أوكلت الدور لمجلس التعاون , ولا زال الأمر قائما حتى هذه اللحظة .. أما ليبيا فهي حالة خاصة تماما و الجميع يعلم رأي السعودية في هذا المجنون , بل رأي المملكة كان أكثر وضوحا من دولا تبنت عداوته حينما أصبح قاب قوسين أو أدنى للسقوط , وليس من شيم الكرام التشفي أو استغلال المحن لتصفية الحسابات , أن ذلك يحسب للمملكة ولا يحسب عليها .. ولكن انظر يا أخي رسالة خادم الحرمين إلي السوريين وسحب السفير , لم يكن ذلك عبثا , السعودية هي من أكثر الدول حكمة وتريث قبل إصدار القرارات , وخادم الحرمين يعلم انه في منصب الإمام العادل , تلتقي فيه العبادة والدعوة والجهاد ورعاية شئون الدنيا والآخرة , إن في كلمته الكريمة وسحب السفير خيرا لا حدود له , ولقد وصله حفظة الله ما جعله يغضب ويشاور من حوله حول كيفية إبداء هذا الغضب فعلا عقلانيا لا تسرع فيه ولا تجاوز , هكذا دائما قراراتنا تنشا من صلاح الحاكم , وعبقريته في حراسة الحق , وخذلان الضلال , وإنصاف الجماهير وتحقيق المثل العليا , فسترى ماذا سيكون تأثير ذلك في الأحداث .
من القصور أن نتصور أن الحاكم المسلم شخصا بارزا في علوم الشرع , أو قادرا على ضروب الفتوى .. بحسب الحاكم المسلم أن يعرف من علوم الدين ما تكمل به عقيدته , وتصح عبادته , وتشرف أخلاقة , وتستقيم به معاملاته للناس , المهم انه في منصبه الكبير يحسن الاستعانة بأهل الذكر في كل فن , ويحشد حوله من المستشارين من يشرحون له الغوامض , ويدلونه على المصلحة العامة , ثم هو يعيش في جو من الشورى الأمينة الذكية .. وهذا للأسف ما فقده كل من نرى غبار عروشهم ألان , فقد جعلوا أنفسهم منظرين وفقهاء وعلماء حتى في الذرة , وهم عسكريين لم تكتمل رتبهم لقيادة فيلق , ناهيك عن لواء , ومنهم من جعل خبرة دراسة طب العيون , في بث العيون و الجواسيس والشبيحة .. ولقد كانت امة الإسلامية قديرة على ان تؤدي رسالتها بالشرف وبأجدى مما حدث , لكن ضياع أمانات الحكم واحتكار بعض الفئات المتخلفة الحكم وما دونها من مناصب .
بارك الله في خادم الحرمين على هذه الخطوة , التي من المؤكد انه سبقها خطوات وخطوات في الخفاء , ولو إنهم وفو لشعار الإصلاح الذي رفعوه , واسلموا لله وجوههم , ما نكس لهم لواء , ولا ظهر عليهم إمام المسلمين , وهم بذلك خسروا خسارة كبيرة( يعني بالبلدي كش ملك ) .
وقديما قال الاحنف : من البلاء أن يكون الرأي لمن يملكه لا لمن يبصره ..... وافهم يا فهيم ؟؟!!
والله من وراء القصد ,,
عبدالعزيز بن عبدالله الرشيد
التعليقات (0)