ح3 _ رسالة من نار .. من يوميات ريشة مصرية
انتهت رحلتي بالسقوط بداخل غرفة .. بمجرد داخلها شممت رائحة الحزن .. استرحت قليلا ً وبدأت انظر للغرفة .
حوائطها فارغة لا تحوي أي منظر طبيعي .. والغرفة عادية .. لكني وجدت صورة امرأة جميلة مبتسمة للحياة .
ــ سألتها لما هذه الابتسامة عالمنا لا يستحقها .
لكنها لم تجب .. نظرت في الأركان إلي أن وجدت بجانبي ورقة .. مكتوب عليها رسالة إلي أبي .
قلت لنفسي هذه المرة الرحلة مملوءة بالحب الأبوي .. بدأت أقرأ الرسالة
"" أبي المبتعد :
ابعث إليك سلامي .. فوجوهنا لا توصله .. ابعث إليك سلام أخوتي .. أما بعد .
أردت أن أخبرك بأنني قررت التخلي عن رؤيتك .. قررت أن ابتعاد عن مصدر تعبي وألمي .. قررت الفرار بالحب والحنين المتبقي لك في قلبي .
لم أعد أحتمل ابتعادك عنا .. لم أحتمل .. بعدما فعلت لك ووقفت معك أمام أخوتي وأقنعتهم بزواج .. وذهابي معك في إتمام الزواج ..
ليس وأنه كيف أذهب وأراك أصبحت لأمرأة آخري .. تأخذ مكان أمي أمام عيني .. سكت واختزلت الأحزان بقلبي ..
لم تعد تهتم بنا المهم هي .. وسكت .
لكن تتهمني بأنني كنت بأننا لا نحبه.. فالبداية لم نكن نتقبل وجوده .. لأننا تعودنا علي بعضنا فقط ..ولكن ما الفائدة
فأمي رحلت .
وقفت لحظة ميلاد .. أول من حمله .. اهتممت به مثل ابني .. نصحتك بما أفعله مع ابني وهذا يكون جزائي .
وهي الآن ظهر وجهها .. بدأت تظهر نواياه ..تغيرك لتريد من المال .. تقول أنا لي حق في هذا المنزل أكثر منكم .
ما الحق الذي تتكلم عنه .. لم يهمنا هذا قط .. كنا في البداية نهتم لأمر المنزل لأنني بنيناها معك .. أما الآن وبعد موت
أمي .. فلا أهمية له .
لو المال يرجعها إلينا .. سأدفع أنا وأخوتي ما نملك وأكثر .. حياتنا لا تكفي لحظة تحتضنا فيها .. واحشتني كثيرا ً .
وحشني حنانها .. وحشني كلامها .. كما واحشتنا أنت أيضا ً .. فأمي لم تموت فقط .. أنت أيضا ً .. رحلت عنا لحظة
تزوجك من آخر .. لم تعد أبي الذي تعودت عليه ..
خسرتنا للنهاية .. يا أب تنساي أبناء الحب .. أم نقل الأيام أنسيتك الحب الذي أحبته لأمي .. بحب أخري..
وحب طفل لم يكمل شهره الأول ... ممكن نكون بنغير ما هو حبك كان لنا فقط .
أتخف عليه منا .. لا تخف لم يعد يهمني حتى وجوده .. هي من تفعل ذلك .. لا نراه إلا في حضورك ..
عدم اهتمامك .. وعد سألك عن حالي بالأيام .. هذا يعذبني ..
يمكن يكون الغريب الآن أحن علينا .. يعرف ما يحدث معنا أكثر منك .
ففرنا منك لمستقبل نتمنى فيه الذهاب إليها .. لم نعد نرغب في المستقبل .. نخاف أن يحدث لأبناءنا ما حدث معنا .
لم أعد أرغب في كتابة المزيد فما بقلبي لا ينتهي .. كتبت إليك هذه الرسالة لأنني لم أستطع أن أقول لك هذا ..""
أمسكت الورقة ونظرت إليها وهي تبكي .. أشعلت فيها النار وهي تقول لنا أقدر علي أرسلها إليك .. فتكن كما أنت ..
ونحن سنبعد في صمت .. فأنت لم تشعر بذلك .. ولن تهتم .
سقطت علي الأرض وانطفأت النيران فجأة .. لا أعرف لم .. ربما الدموع التي ملأت الورقة .. وربما النيران رفضت
أن يظل هذا الأب علي عماه ..
أجل مات .. سقطت من ألمها .. قتلها ابتعاد أبيها .. قتلها حبها لأمها وشعرها أنه لم يكن يحبها .. شعورها بأنها ضحت
بصحة وعمرها هباء ..
ماذا سيفعل لو قرأ هذه الرسالة هل سيتحمل ما قرأ .. أم لا يهتم .. ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
التعليقات (0)