حُلم !!

اتكأ على مسند ظهره ومدّ قدميه وبدأ يتخيل مستقبله !!
مكتب مريح ، تكييف مركزي ، سكرتيرة خاصة ، كأس شاي ، شاشة بعرض الجدار ، جهاز حاسب تلفونات ، ريموت يحرك الجميع من مكانه ، عروس بموصفات خاصة .
عينان زرقاوان ممشوقة القوام ، بشرة صافية ، مثقفة جداً , تتحدث سبع لغات ، مطيعة يحركها بطرف إبهامه ، لا تعرف كلمة لا ، لا تطلب شيئاً ..

غيّر جلسته واتكأ على يده وبحث عن كأس الشاي فوجده وقد انسكب على ملابسه !!
وقف يصرخ فوجد الشاي وقد جف عن ملابسه فقد مضى وقت طويل على وقوعه !!
التفت يمنة ويسرة واستغرب من الفوضى المحيطة به فالأوراق مبعثرة وإبريق الشاي يعانق السجادة !!

خرج من الغرفة وهو يصيح لأخته تعالي نظفي المكان ، أقبلت المسكينة مهرولة وتبعتها الوالدة وسألته من أحدث هذه الفوضى يا بنيّ .
أجابها إنها حياة العزوبية !!

استغلت الفرصة وبادرته ولم لا تتزوج فالمنزل يسع امرأة ثالثة؟
سكت قليلاً يسترجع شريط أحلامه وبدأ يتلو الشروط !!
وقد نسي أنه يعمل براتب ضئيل ومنزل صغير مستأجر .
ونسي ..... ونسي ..... ونسي !!

وفي الجانب الأخر كانت أخته تحلم و تحلم وتحلم .

والنتيجة عنوسة !!!!

وقفات

جمال الحياة في الحُلم ولكن متى ما تعدى المعقول أنقلب لكابوس .
نحاول الصعود بسرعة وبلا تعب فنتوقف في بداية الطريق .
الزواج من أصعب القرارات في حياتنا فمتى ما أحسنّا الاختيار كُتب له النجاح ومتى ما تجاوزنا في الحُلم تلقينا الصدمات .

توقيع

نجاح الرحلة مرتبط بالرفيق فالرفيق قبل الطريق