حين ينقلب السحر على الساحر:-
التظاهرة التي دعت إليها حمعية الوفاق البحرينية الشيعية المتطرفة اليوم الجمعة 9 مارس 2012م . وزعمت أنها ستكون أكبر حشد في تاريخ البحرين . وأنها ستسقط النظام في حينها أو عندما يأتي المساء على أبعد تقدير ؛ إذا بها تخرج باهتة لا حياة فيها لسبب المبالغة الغير منطقية في حشد الأطفال والصغار والمراهقين ؛ الذين بلغت نسبتهم ما لايقل عن 40% من عدد المحتشدين والمتظاهرين. وقد جرى إغرائهم بسندوتشات الهمبرغر والشاورما على حساب التمويل الإيراني السخي.
والتساؤل الذي يثور في المقابل هنا هو كيف يحسب القائمون على جمعية الوفاق هذا الكم من الأطفال والصغار والغلمان والمراهقين القاصرين من الجنسين ضمن من يحق له المطالبة بإسقاط النظام في أي دولة من دول العالم ؟ أو أن يتخذ أمثال هؤلاء قرارات تتعلق بمصير أنفسهم قبل غيرهم ومصير بلادهم . وهم اللذين يجري حثهم من جانب أولياء أمورهم بأداء واجباتهم الدراسية ساعة إثر ساعة كونهم غير مدركين لمصلحتهم وفي حاجة إلى توجيه. بل وحقيقة كونهم لا يستطيعون في هذه السن الصغيرة إختيار ملابسهم الخارجية والداخلية دون مساعدة ذويهم.
قوانين ولوائح الإنتخابات في أنحاء العالم وعبر التاريخ لا تسمح للمواطن بالمشاركة في التصويت والإنتخاب مالم يبلغ عمره 18 سنة على اقل تقدير . فمن أين جادت قريحة الكذب والتلفيق لدى القائمين على أمر الوفاق كي يحشدوا الأطفال والغلمان والقاصرات ممن لم يبلغ الحلم بعد وليسوا بمكلفين شرعا ولا قانونا؟
إنقلب السحر على الساحر إذن وبانت الحقيقة ناصعة البياض ..
ظاهرة إستغلال الأطفال في الحروب الأهلية والأزمات السياسية ليست بالأمر الجديد . وقد شهدت آسيا وأفريقيا ولا تزالان مثل هذا وأكثر . وكنا نظن أن جمعية الوفاق ستنآى بنفسها وتحفظ لنفسها ما تبقى من حياء عربي فتنهى النفس عن الهوى وتمتنع عن الزج بالأطفال والصغار والمراهقين ومن لم يبلغ الحلم والتكليف الشرعي والقانوني بهدف الظهور بمظهر الكبار والأكثرية من بين مكونات الشعب البحريني الأخرى . وكل هذا مما يعد إنتكاسا فوق إنتكاسات لها سابقة . ودليل دامغ على سوء نوايا وعدم مصداقية سياسية. وأن المسألة في نهاية المطاف ليست سوى تنفيذ ساذج وإنقياد أعمى لأجندة طائفية وجزء من مخطط عام جرى الإعداد له بدقة في طهران لفرض ما يسمى بالحزام الشيعي العلوي الممتد من إيران شرقا إلى لبنان غربا مرورا بالعراق وسوريا أملا في السيطرة على ثروة البترول الخليجية والحرمين الشريفين في نهاية المطاف.....
الآن وبعد أن فشل مخطط الوفاق الطائفي في إسقاط النظام فقد آن الأوان كي تستلم مكونات الشعب البحريني الحرة الأغلبية العظمى زمام المبادرة وأن تعمل وفق خطة ومنهجية علمية للقضاء على كافة مظاهر وسلبيات تبعية البعض للخارج الطائفي في إيران . بدلا من أن يقتصر دورها على ردود الأفعال ليس إلا.
وكنا نرجو لو بادر تلفزيون البحرين بالخروج اليوم إلى شوارع البحرين والمتنزهات والمولات والمجمعات التجارية في العاصمة المنامة ومناطق البحرين المختلفة مثل ضاحية السيف والمحرق والرفاعين والحد وتوبلي ومدينة عيسى ومدينة حمد التي كانت جميعها مكتظة بالمتسوقين من مواطنين ومقيمين في ذات التاريخ والساعات التي حاولت فيها الوفاق التجمع في المقشع اليوم الجمعة 9 مارس 2012م بزعم إسقاط النظام مساء اليوم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
وبعد طول إنتظار في فضاء المقشع الخالي على أمل الإستماع لخطاب تنحي الحكومة ساد الملل وعمت الخيبة فتفرقت حشود الشاورما إلى مساكنها وقد إنقلب السحر على الساحر ؛ وأثبت ذوي الأجندة الطائفية والتبعية لإيران أنهم بالفعل قلة وشرذمة ...... وخرج النظام أقوى دائما لأنه الحق . والحق بعلو ولا يعلى عليه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
التعليقات (0)