حين ينام الجوع في بطون الفقراء يمرح ابليس تارة والوجع تارة والالم تارة بين هذة وتلك تنصهر ادميتنا ونحن نتطلع لهم بسفه ولا مبالاة هي فتاة صادفتها في اخر سفرة لي الى دمشق يتراقص الصبا على انوثتها برقة كانت تتجول في السوق لتتسول في وهلة تصورت انها غير عراقية ولكني فؤجئت عندما اقتربت مني لتروج عما كان بين يديها كانت تبيع سكائر وعطور بسيطة واخذني الفضول لتبادل الحديث معها فسئلتها
انت عراقية
قالت نعم انا من الفلوجة
ونحن هنا في سوريا منذ اربع سنين مع امي واختين وابي قتل فهو شرطي
لم نجد عون في العراق اضطررنا للتوجه الى السيدة زينب
وبفضولي ايضا سئلتها انت جميلة وصغيرة على اللف في الاسواق وهناك الكثيرون الذين لايخافون الله
فلماذا لا تجدين عمل اخر
اجبتني بتنهد وكانها رب عائلة امي مرضت بعد وفاة والدي وانا ابيع لاجلب لهم زاد كل يوم
احتارت من على شفاهي الكلمات واخذني الصمت الى لون عينيها لقد كانتا بلون السماء وطلبت منها ان ترافقني الى امها وفعلا ذهبنا وحملت معي مااستطاعت يدي ان تحمله بلا تحديد
ودخلت هي قبلي لتنبه والدتها واخواتها بوجود غريب
لكني فوجئت بكتلة لحم لامراءة تقارب الخمسين من العمر افترشت البساط الخفيف لتنام والعوز يقطر في كل ركن من اركان الغرفة الحقيرة ندمت لاني اتيت وراءيت ما رءايت لانهم كانوا في وضع موجع ومؤلم وذليل وسط هذا اروجع هناك الاختين وهم يترقبون بخوف ولهفة لي كانت تتكلم باءنين رهيب وخوف من غد مجهول لبناتها وكانت تتمنى ان لاتكون قد انجبت تارة تندب حظها وتارة تندب القدر بدموع مثقلة برهبة الايام وعدتها ان امد العون وان اجد لها مااستطيع ان اعمل ووووو
امام تلك الدموع ودندنة الوجع وقباحة الرجال لعن كل شيء ولعن صمت الحكومة وهي تجدر فتيات بعمر الورد الى اسفل السافيلن بين العوز والحرمان وما قدمت ومااقسمت ومع هاتفي تركت تلك الصورة التي رافقني لغاية هذة اللحظة وودعتهم بشوق وخوف من الغد الى ان فؤجئت بصوتها العذب اليوم وهي تدعوني الى زيارتها تتحدث بثقة متحدية لعنة الايام ووعدتها بالمجيىء وسئلتها عن والدتها قالت احسن
وقبل ان اكمل الدقيقة الثانية في الحوار طلبت منها اغلاق الهاتف لاتصل انا بها قالت لايهم الحمد لله الخير موجود
فسئلتها وانا خائفة كيف
قالت هم باعوا العراق لنبيع نحن اجسادنا في دمشق
لم استغرب ولكني عاتبتها لماذا ذلك يا .......
لقد مللنا الفقر
ومللنا العوز
فعلا مللت هي العوز والفقر ومللنا نحن من صمت الحكومة العراقية وبيع الذمم والسلب والنهب والبعض من بناتنا يبيعن اجسادهن
وملت تلك البطون الخاوية من انتظار رغيف من يد حكومة العراق النائمة في بحر سباق اسرقني واسرقك
متى تعي تلك القلوب الجاحدة على عراقية العراقيات وهن ينحدرن الى الهاوية
التعليقات (0)